جاءني أحد الشباب يُبشرني بخطوبته.. سعدت جدا لسعادته.. ولكني وحين رأيت صورتهما معا لم أستطيع كتم أنفاسي وشهقت.. كان هو بالشورت وتي شيرت مفتوح تحت الإبطين.. بما يؤكد مدى إرتفاع درجة الحرارة.. بينما العروس الصغيرة مُحجبة من رأسها إلى أخمص قدميها..

شهقت وقلت له حرام عليك.. إستغرب العريس من الكلمة.. وسألني لماذا.. وفسرتُها له بالتالي.. هل تؤمن بعدم ظلم الله وعدله عز وجل.. أجابني قطعا ورددت عليه.. وعليه هل يُعقل أن يُبيح لك بلبس ما يخفف من حرارة الجو.. بينما تتلظى المرأ ة بهذا الحر.. إضافة ولعلمك بأن الفقهاء الذكور قرروا بناء على حديث أؤمن بأنه يتنافى مع شخصية النبي. بأن المرأة مرة أخرى موعودة بنار جهنم.. فهل يُعقل أن تكون إرادة الله الغفور الرحيم حرقها في الدنيا والآخرة؟؟؟؟

تذكرت هذه الحادثة وأنا أقرأ اليوم في إحدى الصحف العربية عن مواجهة النائب البرلماني المغربي عمر بلافريج المُصنف كأكثر السياسيين إثارة للجدل للغضب الشعبي بعد نشرة لتغريدة على حسابة الشخصي في تويتر. بسبب مقارنته نقاب المرأة بالكمامة المفروضة للوقاية من كورونا.. وتشبيهها بالجحيم الذي تعيشة النساء..

سأبدأ بالحجاب الذي لا يزال موضع نقاش وجدال بين شيوخ الإسلام. بينهم من يعتبره فريضة وآخر يؤكد بعدم فرضيته وأنه رمزا للغلو الديني وتأكيد الهوية الإسلامية روّج له مؤيدي الإسلام السياسي... كلا الطرفان يبرعان في تأكيد أو نفي فرضيته .. كلاهما كمن يدور حول نفسة في معركة الخاسر الأكبر فيها المرأة المُغيبه التي جعلوا جسدها عورة ولكنه يحمل كل هوياتهم.. المؤسف أنه وحتى في أسؤأ الظروف الناتجه من وباء كورونا..يبقى همهم الأكبر كل ما يتعلق بالمرأة.. حجابها.. جسدها ... ولا يتوقفون كأنها كائن أسطوري وليس بشر مثلهم.. ويستمر الجدل فيما إذا كانت عورة أم لا؟؟ برغم أن المنطقة العربية كلها ترزح تحت مشاكل إقتصادية وإجتماعية يتلظى بها الرجل والمرأة في مجتمعات تنتفي فيها العدالة الإجتماعية ..والنسبة الأكبر من سكانها تحت خط الفقر.. وبطالة.. وما ينتظرهم بعد كورونا سيكون أكبر بكثير مما قبلها..

وفي وسط هذا الحريق تجرأ هذا النائب على قول الحقيقة فيه.. ووجد المواطنون المُغيبون.. ورجال الدين ضالتهم لتأكيد سلطتهم مرة أخرى على المرأة وعلى النائب.. في مناقشات عقيمة وتحايل لغوي وتضارب آراء بحيث يصلوا لنفس النتيجة وهي خلق إلتباس عقلي مُجتمعي ما بين الحلال والحرام لينصب كله على المرأة؟؟

سيدي القارىء.. أستميحك عذرا أنا لست ضد الدين ولكني ضد توظيف الدين للإبقاء على سلطة رجل الدين على العقل الجمعي في المنطقة العربية.. وتغييب الوعي لخدمة أهدافة .. وأهداف السلطات المستبدة التي تفتح له القنوات وتستعمل خطابه العقيم لخدمة أهدافها في البقاء في السلطة والإستيلاء على الثروات القومية.. بمعنى أن كلاهما يخدم الآخر وإن تفاوتت النسبه بين دولة وأخرى..

في 13-11-2013.. قامت مؤسسة الأزهر بمنح شهادة الدكتوراه للشيخ مصطفى محمد راشد في الشريعة والقانون. وبتقدير ممتاز عن رسالته التي تناول فيهاالحجاب ""مؤكدا بأنه ليس فريضة إسلامية وأنه مجرد عادة "" واعتبر الشيخ راشد أن بعض المفسرين رفضوا إعمال العقل واقتبسوا النصوص الدينية في غير موقعها، وأن كل واحد من هؤلاء فسرها إما على هواه بعيدا من مغزاها الحقيقي، وإما لنقص في "القدرات التحليلية لديهم ناتج عن آفة نفسية"، والسبب في ذلك يعود إلى تعطيل الاجتهاد رغم أن المجتهد ينال حسنة من الله حتى وإن أخطأ " ( منقول كما جاء في صحيفة الوطن )

.ألا يُعتبر هذا التكريم إعترافا ويقينا بأن الأزهر قطع الشك باليقين بأن الحجاب ليس فريضة من الفرائض وقطع أي شك حين منح هذه الشهادة للشيخ مصطفى محمد راشد؟؟؟؟

في 2016 أكد الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر بأن الحجاب ليس فريضة وإنما هو خيار للمرأة وأكد بأن الأهم حشمة المرأة؟؟ بينما أصر آخرون بأنه فريضة تُعاقب عليها المرأة إن لم تلبسه ؟

في 4-5-2019.. وبعد أن إحتدم الجدل حول الحجاب بعد أن خلعته العديد من النساء؟ أكد الشيخ أحمد الطيب مرة أخرى بأن خلع الحجاب ليس من الكبائر وناقض ماقاله سابقا حين أكّد على فرضيته ثم عاد ليُصرح "" بأن الحجاب غطاء الرأس أمر به نساء المسلمين في القرآن الكريم وأجمعت عليه الأمة , ولكن المرأة التي لا ترتديه ليست خارجه عن الإسلام. مُشيرا إلى أن حكمها أنها إمرأة عاصية آثمة كبقية المعاصي وهذه المعصية ليست من الكبائر فترك الحجاب كالكذب أو أقل "؟؟ بينما أصرّت لجنة الفتوى على أن تركه عقوبة شديدة؟

في مجتمعات لا يحظى مواطنيها بمستويات عالية من التعليم.. وينتشر فيها الجهل.. ألا تعتقد معي بأن كل ما سبق لا بد وأن يُحدث إلتباسا ذهنيا؟؟؟
عضو البرلمان المغربي لم يقل سوى كلمة حق ُمتعاطفا مع المرأة.. أنا شخصيا أشكر الله على مساواته لنا كبشر في الكورونا.. وكرجل وإمرأة مُلزمين بوضع الكمامة ليرى الرجل مدى معاناة المرأة في لبس البرقع.. والذي ومرة أخرى يؤكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وكما جاء في جريدة رأي اليوم ""بأن النقاب ليس فرضا ولا سنة.. ولكنه ليس مكروها أو ممنوعا.. مُعلقا "" هو أمر مُباح ومن لا ترتديه لا شيء عليها ومن ترتديه لا يمكن أن أقول أنه أمر شرعي يُثاب عليه , هو أمر في دائرة المُباح"" كما وصرّح سابقا بأن لا داعي له لأنه شكل من أشكال الغلو في الدين.. ويمنع التواصل الإنساني من خلال العين.. ولكني أعتب عليه كثيرا.. لماذا لا يُنادي بمنعة قانونا خاصة وبعد أن إستُعمل في علميات إنتحارية في العراق.. وفي سرقة محلات المجوهرات في الأردن.. وبالتأكيد في مصر أيضا..؟؟؟؟؟؟

كتب أحد المعلقين بأن"" المرأة المنتقبه تلبس الكمامه وفوقها النقاب.. ولا تجد أدنى صعوبة في التنفس لأنها إعتادت سحب الهواء المُصفى بنقابها كأن الله أعدّها لذلك ؟؟؟ ولو كانت تشعر بضيق لنزعت النقاب "". سيدي المُعلّق.. لقد ضحى من يُسمون أنفسهم بعلماء دين بأكثر من 15 فتاة.. و55 فتاة أخرى عانت من جروح وحروق حين منعت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خروج هؤلاء الفتيات بعد أن شب الحريق في المدرسة السعودية في 11-3-2002 لأنهم لا يلبسوا الحجاب؟؟؟

أما المعاناة من الكمامة والنقاب.. أن الكمامة جاءت لهدف منع العدوى و تنتهي بإنتهاء المرض وإيجاد مصل واقي منه.. ولكن النقاب إضافة لصعوبة التنفس فيه يؤثر على قوة البصر للمرأة.. وجاء بتفسير بشري للإرادة الإلهية.. تتنافى كليا مع الهدف الإنساني في الرحمة والمساواة.؟ وأكبر دليل على عدم شرعيته.. أن الإسلام أوجب على المرأة أن تكشف وجهها في الحج والصلاة .. وليس هناك من دليل واحد لا في القرآن ولا السنة يؤيد تغطية وجه المرأة....

تحيتي للنائب.. ولكم أتمنى أن يحذو حذوه رجال آخرون خاصة بعد تجربتهم للكمامة.. فرض النقاب على المرأة شكل آخر من أشكال العنف عليها.. في القرن الحادي والعشرون كفاكم جهلآ وتجهيلآ؟؟