يرى القذاة في عين أخيه وينسى الجِذع في عينه، هذا المثل ينطبق على اردوغان وكل من يدور في فلكه حيث خرج علينا البهلول اردوغان يوم أمس بشحمه ولحمه، وهو يزعق مثل غراب منتوف الريش ويهدد بمكره المعهود بسحب سفيره من العاصمة الإماراتية أبوظبي، وتعليق العلاقات معها،بعد ان اتفقت الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة مقابل وقف ضم الأراضى الفلسطينية، فيما واصل اردوغان وهو يكيل بمكيالين تجاهل وجود سفيره في إسرائيل.

إن اردوغان لا يترك مناسبة إلا ويتاجر بالقضية الفلسطينية كما كان يفعل الطاغية صدام حسين الذي واصل اللعب على مشاعرالعرب والمسلمين حول العالم حتى وهو داخل قفص الأتهام من خلال خطاباته المزيفة والمكشوفة لنصرة قضية فلسطين بهدف كسب شعبية زائفة بين الجماهير العربية والإسلامية، وخاصة أنها لم تقترن بأفعال على الأرض عندما كان يحكم العراق بالحديد والنار.

إن خطابات اردوغان الشعبوية ودعمه المزيف للفلسطينيين ومطالبته بتحرير أرضهم من النهر إلى البحر لا تختلف كثيراًعن هتافات وخطابات ومطالبات الطاغية صدام حسين،على الرغم من أن العلاقات الرسمية التركية الإسرائيلية بدأت في آذارعام 1949، وأصبحت تركيا أول دولة ذات أغلبية إسلامية تعترف بإسرائيل كوطن قومي لليهود على حساب الفلسطينيين ومطاليبهم المشروعة في إقامة دولة فلسطين المستقلة.

ولكي لا ننسى ايضاً ان أول رئيس دعا إلى تطبيع العلاقة مع إسرائيل هو اردوعان الذي أعلن مراراً وتكراراً ان إتفاق التطبيع بين تركيا وإسرائيل مفيد اقتصادياً للفلسطينيين وللمنطقة كلها !

وإن تركيا بحاجة إلى إسرائيل على غرار إسرائيل التي تحتاج أيضًا إلى تركيا في منطقة الشرق الأوسط، داعيًا إلى المضي في تطبيع العلاقات وخاصة بعد أن تدهورت العلاقة بين البلدين بسبب هجوم قوات خاصة إسرائيلية على مجموعة سفن تركية كانت تنقل مساعدات إلى غزة عام 2010.

ومن الجدير بالإشارة ان تدهور العلاقات بين تركيا وإسرائيل لم يمتد إلى اتفاقات بيع الأسلحة والتبادل التجاري والتعاون الاستخباراتي،وان مساعدة ودوراجهزة الاستخبارات الإسرائيلية السرية (موساد ) في اعتقال زعيم حزب العمال الكوردستاني (عبد الله أوجلان) (1 ) في شباط عام 1999 في كينيا خير دليل على ذالك.
أخيراً اقول: من وقع على (ميثاق الشبح )(2 )، واتفق سراً مع إسرائيل، عليه ان لايتحدث عن القضية الفلسطينية ولا يتهم الاخرين بالخيانة والعمالة.

ومن قال يوماً وعلناً إن (الوقت حان ليعترف العرب بحق إسرائيل في البقاء)(3 ) عليه ان لايتهم الدول العربية والاسلامية التي تتفق علناً مع إسرائيل.

عجيب أمر اردوغان وأمرإتحاده (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي وصف اتفاق التطبيع للعلاقات بين الإمارات وإسرائيل بالخيانة العظمى)(4 ), عجيب أمر اردوغان الذي يرى القذاة في عين أخيه، وينسى الجِذع في عينه!
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ ولد الزعيم الكوردي عبدالله اوجلان عام 1948 في مدينة أورفا، والتحق بكلية العلوم السياسية في جامعة أنقرة، لكنه لم يكمل دراسته فيها، وعاد إلى مدينة آمد. تأثر اوجلان بالحركة القومية الكوردستانية، ونشط في الدعوة لها وأسس عام 1978 حزب العمال الكوردستاني، في 15 شباط 1999 اعتقل اوجلان في العاصمة الكينية نيروبي بعد مؤامرة وصفت بالدولية من قِبل الاستخبارات الأميركيّة والإسرائيلية والتركية. وبعد محاكمة صورية لم تدم طويلا صدر حكم بإعدام أوجلان، لكن الضغوط الأوربية جعلت السلطات التركية تخفف حكم الإعدام إلى حكم بالسجن المؤبد في سجن بجزيرة ايمرلي في بحر ايجة.

2 ـ ميثاق الشبح, وهو الميثاق الذى تم توقيعه فى 29 أب 1958بين إسرائيل وتركيا وكانت وظيفته الأساسية موجهة ضد العرب، واشتمل الميثاق على تبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون العسكرى والتدريب والسماح بالمناورات العسكرية الإسرائيلية فوق الأراضي التركية، واستخدام تركيا كقاعدة دائمة يعمل منها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على تقوية الجيش الإسرائيلي وضرورة تبادل العون العسكري بينهما في حالة الطوارئ واشتمل ايضاعلى زيادة التعاون وتنشيط التبادل التجاري بين تركيا واسرائيل، ودعم الصناعة التركية.

3 ـ تصريح رئيس الوزراء التركي السابق علي عدنان إرتكين مندريس المعروف بـ(عدنان مندريس) اثناء وصوله إلى واشنطن في زيارة رسمية في حزيران 1954.

4 ـ أدناه رابط البيان الذي نشره الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وبتوقيع علي محيي الدين القره داغي وأحمد عبد السلام الريسوني بخصوص اتفاق التطبيع للعلاقات بين الإمارات وإسرائيل: https://www.iumsonline.org/ar/ContentDetails.aspx?ID=12191