کوردستان بلاد يخنقها الحدود
وکل عام حين يعشب الثرى نجوع، مامر عام والعراق ليس فيه جوع*
تأريخ المطر في العراق طويل، وکذلك تأريخ المجاعة في بلدك بنفس الشکل طويل. کتب بدر شاکر السياب"أنشودة المطر"قبل 67 عاما، من الممکن أن لايعرفه العراقيون، النموذج الاکثر حيوية للشعب العراقي، عراق ملئ بالخيرات ولم يکن للسياب فيه شيئا غير الجوع. السياب کان يعتاش على راتب يستلمه من سفارة باکستان، أفقر بلدان العالم وبالکاد يسد أوده مع عائلته.
لو کان في العراق وقبالة کل حالة موت تخضر شجرة، لکان سيصبح العراق الان أکبر غابة أمازون على وجه المعمورة. لو کان للموت قامة، لکان رأس العراق قد ضاع منذ أمد طويل في عنان السماء. اليوم الذکرى ال98 لتأسيس العراق، المطر، يهطل المطر وبرکة العراق ينهبه الجراد والغربان. أوضاع العراق اليوم، أسوأ من أي وقت مضى.خمسة ملايين عراقي متشرد. ملايين العوائل تعيش تحت التنك وأکياس النايلون والجنفاص، الملايين من الارامل واليتامى والکهول والمعوقين يدفعون العربات، أطفال العراق يصبغون الاحذية ويرکضون وراء سيارات القمامة. لايمر يوم إلا وتعرض فيه السوشيال ميديا فيدوهات عن کيفية قيام الميليشيات المسلحة بتعديب العراقيين الذين يصرخون تحت ضغط الرکلات والصفعات:"سيدي خاطر الله خاطر علي" الحق إن الشعب العراقي اليوم، أصبح ککائن حي لم يبق التعذيب فيه إلا مجرد أنين خافت!
الشباب الثوريين للعراق يتم خطفهم أثناء تظاهراتهم، کل مآسي الانسانية قد حدثت في عراقك وأصغرها کورونا.
السيد الکاظمي، بلدك معمل يتم فيه إنتاج المجاعة، البکاء، الظلم والذبح. لحد الان يقوم الدين القديم بإنتاج الموت الحديث. في بلادك يجري إستخدام الحديد القديم من أجل القتل الحديث. في الظاهر فإن الحکومات التي کانت قبلك، کانت تصرخ بإسم العراق والشعب العظيم، لکنهم کانوا مثل زمرة إستعمارية ولم يکن لديهم للشعب العراقي غير حکم إستعماري وليس أي شئ أکثر من ذلك. عبدالمهدي کان آخر إستعماريي بغداد وترك لك الاستعمار العراقي. اليوم أنت أيضا مثل جنرال من دون حصان وسيف في عراق منهوب وقد نزلت في داخل دخان أرض محروقة. مثل حمامة أضاعت طريقها، من اليمين، شعب مجروح وجائع، ومن اليسار المجموعات الميليشياوية، حيث إن أضعفهم أقوى منك!
السيد الکاظمي! لم يکن للکورد أصغر دور في کل الممصائب والالام التي حلت بشعبك وبلادك، لکن في ال98 عاما الماضية وحتى مجيئك فإن أي عراقي قد إستلم مقاليد الامور قد جوع العراقيين. وقد تم إتهام الکورد بذلك التجويع! کل الديکتاتوريون الذين تعاقبوا على حکم العراق ومن أجل ضمان بقائهم في الحکم فقد تدثروا بالعروبة.، حيث شغلوا سنة وشيعة العراق بقتل الکورد. المالکي الذي کان يسرق قوت أطفال العراق، خلال زيارة له لأوباما، طلب شراء الطائرة الحربية F16، وقد قال مسٶول العلاقات الخارجية في الکونغرس الامريکي للمالکي؛ نحن لانعطيك الF16، لکي تدمر بها کوردستان. حيدرالعبادي الذي إستلم حکم العراق بأربعة آلاف صوت، قام لمرة أخرى بتجديد الاتجاه العروبي للمستعمرين العرب، حيث کان يقوم بيد قتل المتظاهرين الشباب في البصرة وباليد الاخرى کان يقوم وعن طريق الحشد الشعبي ومجموعة من الکورد الخونة بإحتلال المدن الکوردية ککرکوك وخانقين وجلولاء وقتل آلاف الرجال والاطفال والنساء الکورد. ومن خلال جعل الکورد يتضورون جوعا، فقد أظهر العبادي عروبته للوطن العربي.
في هذا الوقت الذي تحکم فيه العراق، فإن الجيش العراقي والحشد الشعبي يتبعون سياسة قتل الکورد وتعريب وحرق المناطق الکوردية.
السيد رئيس وزراء العراق! عمر العذاب والرعب والجوع والقتل في بلادك وبلادي طويل کعمر المطر في العراق. أنا أبن أب وأم کانا مقدسين لأهالي مدينتنا الصغيرة حلبجة، ملابس أبي متبرکة حتى اليوم وتوضع تحت رأس المريض من أجل الشفاء. الاطفال المرضى کانوا يجلبونهم لبيتنا وکانت والدتي تبصق على جروحهم ومواضع ألمهم فکانوا ينالون الشفاء. الناس کانوا يصدقون مايقوله أبي، حيث کان معروفا بأن کل مايقوله ويتنبأ به يحدث. لا أتذکر إمتلاکي للعبة أطفال، لکنني أتذکر بأن أبي وفي کل مناسبة کان يقول للضيوف: "نحن الکورد ليس لدينا أصدقاء، وإذا ما وجد لنا صديق، فإنه يجري العمل لکي لا يمسك زمام الامور بيده". اليوم ومع إستلامکم للسلطة، فقد تمنيت بأن لايصدق تنبأ أبي لهذه المرة. کلامي هذا عن شعب يتيم ومنسي يعتبر نفسه وريث للميديين ويعتبرون أول کوردستان حر يعود لحکم المائة عام للميديين.
کما ترون، فإن الکورد اليوم شعب من دون وطن وإن مستعمري العالم يرونه کقطعة تورتة مقسمة عليکم أنتم وتورکيا وإيران وسوريا. في البلاد التي تخنقها الحدود والتي يعيش فيها اليوم أکثر من 40 مليون انسان، ليس هناك من شئ سوى الحواجز. ليست الحواجز قامت بتقسيم شعبي أجزاءا، وإنما قامت بتقسيم عقليتنا ولغتنا وکتابتنا و أخلاقنا وإنسانيتنا أيضا. بصعوبة يتمکن کوردي من العراق من أن يفهم کوردي من ترکيا. ماقد بقي على حاله من سلبيات في الاقسام الاربعة لکوردستان ولم يطرأ عليها أي تغيير، الارهاب وتدمير القرى ونهبها وحرق الطبيعة الکوردستانية. لم يتسنى للکورد معرفة الاقوام التي تحکمه اليوم ولو کضيوف، لکن اليوم وفي کثير من الاحيان وفي الاقسام الاربعة لم يبقوا للکورد حتى أن يعيش کضيف على أرضه.
السيد الکاظمي، تأريخ الحرب في في بلادنا طويل کتأريخ المطر في العراق. أبي وأمي ولدا في الحرب، وخلال الحرب کبروا وفي الحرب تزوجوا وأنا أيضا ولدت في الحرب، ومثلما إن الاطفال يتعودون بصعوبة على القسوة فأنا أيضا تعودت مع أولئك القتلى الذين کان يتم حملهم من الازقة الضيقة لحلبجة. تعودت بأنني وبسبب هذا الموت سنتناول الرز في المساء. کنت أسعى مع منظر النساء المتشحات بالسواد وعويل الازقة أن أعود نفسي على النوم.
عند المساء عندما کنت أهجع الى السرير، ولکن وعلى حين غرة کانت والدتي وبخدودها التي کانت تتساقط منها قطرات الخوف تضعني على ظهرها وتهرع نحو الجبال. مع بعض الکلمات في طفولتي، تعلمت کلمتي"التحري"و"منع التجول" وکنت أتصور بأنهما کلمتين کورديتين، لکن الذي لم أستطع أن أتعود عليه في طفولتي هو إنه وعند التحري کان الجنود العراقيون يضربون أمي وکانت تبکي وجسدها يرتعد من الخوف، وفي کثير من الاحيان کنت أسقط من على صدر أمي بفعل صفعات ودفع الجنود. أنا لحد هذا اليوم لاأفهم لماذا کان الجنود العراقيون يعبثون ببيتنا ويضربون أمي.
السيد الکاظمي، أنا منذ عام 1981، لست في کوردستان ولکن لحد الان يوجد هناك الحرب. بعد فراري، طفق الارعاب وإبادة الکورد يتخذ عاما بعد عام نمطا أکثر وحشية، تدمير المدن والقرى الکوردية عن طريق قنابل النابالم المحرمة دوليا وقصف الطائرات العراقية فإن ذلك قد حفز لإستخدام الاسلحة الکيمياوية وأنفلة أطفال ونساء کوردستان.
بلاد الحدود أصبح جحيما، وأجبر الکورد على ترك بلادهم الى بلاد الغربة. "من يجري إبعاده من کوردستان، يتم إبعاده عن العالم"، هذه الکلمات لأبي قالها لکوردستان التي کانت من أقدس مقدساته، لم يدر بخلده أن يترك کوردستان على وجه الاطلاق. وقد إضطر وهو في العقد الرابع من عمره أن يفر من کوردستان إيران الى کوردستان العراق، لکنه مع ذلك کان لايزال في کوردستان. بعد أن تعودت أناملي على القلم، شعر أبي بأن مستقبلنا يسير بإتجاه الظلام. أبي کان يعلم بأن العراقين المحتلين قد أعدموا مئات الکتاب الکورد بسبب من کتاباتهم.
السيد الکاظمي، بسبب من مواطنيك فإن عمر آلام شعبي طويل کعمر المطر في العراق. کنت أريد أن أکتب عن أطفال حينا الذين کانت دموعهم يانعة کدموع أمهاتهم، کنت أريد أن أکتب عن الاطفال الذين يرکضون على الثلج والغبار، عن الاطفال الذين کانوا بأنوفهم المترشحة ورٶوسهم الحليقة وبطونهم المکشوفة يلعبون في الشوارع، أولئك الذين لم يکن تبدوا على محياهم أية مظاهر للطفولة، أولئك الاطفال الذين کانوا يصنعون بالطين المضمخ بالتراب الدبابة والطائرة وأنواع الاسلحة العسکرية العراقية التي کانت تدمر وتحرق کوردستان. کنت أريد أن أکتب عن الناس الذين کانوا يموتون على أرضهم المدمرة التي تزخر تحتها أنهار البترول کالعبيد. لقد صدق أبي، حيث لم تمر فترة طويلة حتى تم إقتيادي أنا وأبي وأمي من قبل رجال الامن والاستخبارات القادمين من وسط وجنوب العراق الى إحدى السجون العراقية. أبي الذي لم يکن يرغب بمغادرة کوردستان، لم يتمکن في سن ال90، عاما أن يتحمل إضطهاد أکثر من سنة واحدة للسجون العراقية. بعد سنة تمکن أن يغادر جدران السجن کميت حر.
بعد بضعة أشهر من وفاة أبي، وبمناسبة عيد ميلاد الرئيس صدام، تم الافراج عنا أنا وأمي وغادرنا السجن الکبير کميتين حرين وجئنا الى سجن أکبر، الى مدينتنا حلبجة حيث کانت حتى أنفاسنا تحت سيطرة المحتلين العراقيين.
عمر المطر يا سيد کاظمي في کوردستاني وعراقك طويل جدا، لکن عمر بکاء شعبي وشعبك أطول بکثير. حلبجة التي کانت فيما سبق بمثابة باريس الشعر والادب في کوردستان فإنها مع مدن کوردستان الاخرى کانت يوما بعد يوم يتم مسح کرديتها. أولئك العرب الذين تم إستقدامهم من وسط وجنوب العراق الى حلبجة لإضطهادنا، لم يبقوا لنا ولو الحد الادنى من الحقوق. الاطفال والنساء والرجال الذين کنا نراهم اليوم، لم يکن هناك من أثر لهم غدا. بعض الاحياء التي کنا نلعب فيها اليوم، کانت غدا يتم تسويتها مع التراب. الازقة کانت في الليل للبيشمرکة وفي النهار للجيش والاستخبارات العراقية. في أي زقاق، لو کان يتم قتل رجل أمن أو إستخبارات، فإن سکان ذلك الحي کان يتم إقتيادهم الى السجن. الفتيات القاصرات کان يجري إقتيادهن لمراکز الامن والاستخبارات، ويتم إغتصابهن. العديد من أصدقائي من الاطفال قد تم إعدامهم. کانت أمنية أبي أن لايغادر هو ونحن أيضا کوردستان. أبي وأخي وأبن أختي وأعضاء آخرين للعائلة بقوا جميعا کموتى يحتضنون تراب کوردستان ، أما أنا وأمي، فقد تخطينا أمنية أبي وغادرنا کوردستان وإستقرينا في ألمانيا. أمي في ألمانيا الباردة، کانت في شقتها الصغيرة تعود لبلاد العذاب والذکريات وکان سلواها الوحيد هو بکائها سرا وبحرقة، لکنها کانت تساندني بأن أصبح طالبا کورديا ناجحا في جامعتي.
السيد رئيس الوزراء؛ عندما کنت أواصل دراستي في أشهر جامعة ألمانية"Rheinsche Friedrich – Wilhelms – Universität Bonn"، فإن الاوضاع السيئة في کوردستان قد وصلت الى ذروتها. حيث کانت رائحة حرق کوردستان وصوت بکاء وعويل النساء والاطفال الکورد کان يصل الى قاعة دراستي. وفي الوقت الذي کان فيه الالمان والعالم کله يتحدثون عن قصف مدينتي بالغازات الکيمياوية وأنفلة أهالي منطقة گرميان، فقد قررت بأن تکون رسالتي للدکتوراه عن الشاعر العراقي الکبير بدر شاکر السياب. قمت بذلك من دون إستئذان الشعب الکوردي والعوائل الکوردية التي قتل معظم أفرادها. أنا بنفسي وبسبب من السياب وعوضا عن الانتقام، فقد سامحت وغفرت للعرب العراقيين الذين قتلوا وأعدموا أفراد عائلتي وشردونا أنا وأمي.
شهادة الدکتوراه التي حصلت عليها ککوردي من جنوب کوردستان عن السياب، لم تحدث ضجة في مدينة بون فقط وإنما في الاعلام الالماني. وقد جسدت من خلال خطوتي هذه النوايا السلمية لشعبي حيال جميع الجرائم العراقية أمام العالم کله.
السيد الکاظمي، بعد التغيير الحکومي، فإن الشعب الکوردي يعول کثيرا على حکومتکم. يأمل الکورد بأن تقوم بإنهاء وحشية کولونيالية العرب الديکتاتوريين الذين سبقوك. وکما قمت بواسطة السياب بفتح باب جديد، أليس بمقدورك أنت أن تفتح باب أکبر للسلام والتحضر للکورد والعرب العراقيين؟ ليفهم العراقيون بأن الحرب هو تراث الفقر والحرمان، أنتم لو سالمتم الکورد فإنکم تقودون العراق الى أعلى دجات سلم الحضارة والرقي. ألم يحن الوقت کأي عربي مناضل وجرئ أن تقوم بإخراج العراق من عزلته وتجعله جزءا من العالم وتطلب عون وتإييد بلدان أوربا والولايات المتحدة الامريکية لکي يساعدوك أن تصل أوضاع الحياة للکورد والعرب الى مصاف شعوبهم؟ لاتعمل کالکولونيالية الذين سبقوك. کن صديقا لتلك الحکومات التي تنعم شعوبها بالعدالة والحرية والانسانية في أرقى صورها. إذا ماکنت ترغب في أن تقود مستقبل شعبك وبلدك بإتجاه الشعوب والبلدان المتقدمة، فمن الضروري أن لاتستمع للعملاء من الکورد والعرب. أعملوا أنتم، الکورد والعديد من الساسة العالميين وعن طريق الدستور العراقي على معالجة وحل القضية الکوردية الى الابد.
لايمکن بشراء F16، والدبابات والمدافع وتدمير وإحتلال کوردستان، أن يتم غسل الوطن المسروق من أدمغة الکورد. إنکم بهذه الاعمال فقط تزيدون من عدد صفحات کتاب بکاء واضطهاد الکورد والعرب. لنفهم جميعا لآخر مرة بأن الکورد يناضل منذ ثلاثة آلاف عام من أجل الحرية وإن سبي حرائر الکورد والانفال والغازات الکيمياوية لن تثبط من عزمه. شعبك يجب أن يتعلموا بأن يظهروا وجههم العقلاني والحضاري. الکورد ليسوا عربا ولا فرسا ولا ترکا، وإنما هم من أقدم شعوب المنطقة، لو تضربونهم بالقنبلة الذرية فإنهم لن يترکون طريق النضال. وفي هذا الوقت الذي أکتب فيه رسالة لکم، فإنه يتم وبإستمرار أخذ عرب جنوب العراق الى کرکوك ويضعونهم في مکتب راکان الجبوري کصف إبتدائي ويعلمونهم بأن يدعوا بأنهم قد ولدوا في هذا المکان. أليس هذا الامر بأکبر أزمة لکرامة العراقيين أنفسهم؟ وأتساءل مالذي يمکن إنتظاره من حضارة بلد تدار بالکذب؟
السيد الکاظمي؛ حتى في عهدکم أنتم فإن الامر تجري في کرکوك وخانقين وجلولاء کما کانت أيام صدام حيث إن قتل الکورد والتعريب لايزال مستمرا. وفي النهاية فإن ثمرتهم التي يترکونها للعراق سجادة تم تلوين ورودها بدماء نساء وأطفال الکورد والعرب.
السيد رئيس الوزراء؛ الثورة حاصل تحصيل الاضطهاد وإن ظلم الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي قد بلغ الزبى بالنسبة للکورد ولو قمت أنتم أيضا مثل الحکومات السابقة بتجاهل الامر، فإنه من الممکن أن يهب الشعب الکوردي ومن دون أن يطلب عونا من الاحزاب الکوردية ليسيطر على کرکوك وخانقين وجلولاء تماما کما هزموا أقوى جيش لصدام من کوردستان، وفي ذلك الوقت فإن حل القضية الکوردية تکون مرهونة بالانفصال دون أي حل آخر. الکورد الان ينادون بأنهم لايريدون الانفصال والذي نريده إعادة الهوية الکوردية لکرکوك والمناطق الکوردية الاخرى المشابهة. المادة 140، والتي هي مادة دستورية وتطالب المحکمة الفيدرالية بتنفيذها، فلتتجشموا عناء التصدي لها ولتدخل التأريخ من أوسع أبوابه. لحل هذه المشکلة، لاتصغي لإيران أو ترکيا، هذه المشکلة هي مشکلة العراقيين الاصلاء من کورد وعرب لوحدهم فقط والذين يحبون وطنهم ولهم الحق لوحدهم الکلام بهذا الصدد.
السيد الکاظمي؛ مع تنفيذ المادة 140، أعدکم أن يستتب السلام وتعود کوردستان بصورة کاملة لحضن عراق حضاري.
من أجل تقوية البعد العالمي للعراق وفتح باب عطف الشعوب المتقدمة، فإن زيارة قادمة تقومون بها لکوردستان وکما قام مستشار ألمانيا الاسبق "ويلی براندت" خلال زيارة له لبولندا عام 1970، بالرکوع أمام نصب إبادة اليهود من قبل ألنازيين في وارشو. وکذلك مثل الرئيس الامريکي الاسبق"بيل کلينتون" عندما زار أفريقيا في مارس عام 1998، وإعتذر عن إستعباد الزنوج والمتاجرة بهم، وأنت أيضا قم بالتأسيس لحضارة جديدة أخرى للعراق وقدم إعتذارا للشعب الکوردي عن جرائم الابادة والانفلة والقصف الکيمياوي. أظهر إنك النموذج الاول لإنهاء الظلم في الشرق الاوسط.
السيد الکاظمي؛ أنا عندي من الاسى جبل، يتمشى معي و ينتقل ،إطمئن بأن هذه الکلمات ليست فقط مضمون جواز سفر الجواهري وأنتم وأنا، بل إنها مضمون جواز سفر جميع الکورد والعرب في وطننا.
مع خالص تقديرنا.

أخوکم
د. نامو عزيز

• صحفي وکاتب ألماني من أصل کوردي يکتب في الصحافة الالمانية والسويسرية وله إصدارات باللغة الالمانية، وسبق وإن وجه رسالة للرئيس الامريکي جورج بوش الابن ونشرت في مجلة"دي فيلت" الالمانية وکذلك رسالة للمستشار الالماني السابق"غيرهارد شرويدر"ونشرت في أسبوعية"ديت سايت"الالمانية.