نشرت صحيفة يني شفق التركية مقالاً للكاتب إبراهيم قراغول بعنوان(ما الذي حدث لك يابن زايد؟!)، ورغم التجني الواضح في المقال والافتراء والإساءة للسعودية والإمارات فإن المقال أقل ما يقال عنه أنه ساذج، يقول الكاتب قراغول:
"هل يمكن أن تكون مباحثات الرئيس أردوغان والملك سلمان يوم السبت نواة لانفراجة جديدة؟ هذا ما يجب أن يكون، ينبغي أن تتخلص السعودية من فكرة معاداة تركيا، فهذا ما تحتاجه السعودية أكثر من تركيا. وهو ما سنننظر لنرى ما إذا كان سيحدث".

نقول لهذا الكاتب الصغير: السعودية لم تكن بحاجة تركيا في يوم من الايام ولن تكون بحاجتها، وعند الرجوع للتاريخ فإن تركيا هي ألد الأعداء للسعودية والعرب عموماً، التاريخ التركي ملطَّخ بالدماء والغدر والخيانة، حتى علاقة تركيا بالإسلام ليست نابعة عن قناعة وحب للدين، إنما وجدوا في الإسلام ما يجعل شعبيتهم تزداد لدى الشعوب العربية، فعلاقة الأتراك بالإسلام علاقة(منفعة سياسة)، لو ذهبت إلى تركيا وصليت في أحد جوامعها فمن النادر أن تجد شباباً يؤدون الصلاة، معظمهم كبار سن وهم قلة، وهذا يعطي دلالة أن هذهِ القومية(على الأقل تاريخياً) في حقيقتها تعادي الإسلام والمسلمين وتزدري العرب الذين منهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي يزعمون أنهم يحبونه ويحتفظون بشعيرات من لحيته لديهم!!

ولكي نعرف الحاضر ونفهمه لابد من استقراء التاريخ، فعند الرجوع لتاريخ الأتراك مع العرب سنجد أن الدولة العثمانية كانت تُمثِّل داعش في تلك الحقبة بالتمام والكمال، على سبيل المثال لا الحصر خيانة إبراهيم باشا للإمام عبدالله بن سعود الكبير بعد أن اتفقا على الشروط المعروفة ثم نكثها إبراهيم باشا بعد ذلك وأفسد في الدرعية فساداً عظيماً وقتل الأطفال والنساء بلا رحمة، ثم إعدام الإمام عبدالله بن سعود الكبير بطريقة وحشية، فتاريخهم لا إنسانية فيه ولا دين ولا قانون، دولة إجرامية دستورها القتل ومنهجها الغدر والخيانة، يقول البريطاني جورج فورستر سادلير في مذكراته عمَّا فعله العثمانيون في الدرعية:
"دمروا الدرعية تدميراً كاملاً وقطعوا جميع الأشجار، وأحرقوا منازل السكان".

كذلك ما فعلوه بالآرمن من جرائم لا يكاد يصدقها إنسان، ويمكن وصفها بأنها أبشع عملية إبادة في تاريخ البشرية، كل تلك دلائل تثبت وتبرهن على الطبيعة العدائية والسياسة الهمجية لتلك القومية، فمن باب أولى ألَّا يتحدث هؤلاء عن الإسلام أو يأتون إلى أوطاننا العربية بحجة تقديم العون والمساعدة!

وهنا أود أن أذكر قصة طريفة مع الإسلام على الطريقة التركية، في شهر رمضان ذهبت بعد صلاة العصر إلى أحد الحلاقين الأتراك، وأثناء قيامه بالحلاقة توقف قليلاً وأخذ يشرب الماء، ظننته مريضاً أو أنه مسيحي، ورغم أنني لم أسأله ولم أتدخل بشأنه إلا أنه لاحظ استغرابي فبادرني بالقول أن شرب الماء لديهم لا يُعد من الإفطار!

إن كان ولابد من مُمثِّل للإسلام، فلا أحد غير العرب يستحق ذلك، فالإسلام وُلد عربياً ولن يستطيع تقديمه بالصورة الإنسانية سوى العرب، فالعرب في طبيعتهم صفات لا يمكن أن تجدها بنفس الدرجة لدى غيرهم من القوميات الأخرى، هذهِ صفاتهم حتى قبل الإسلام، لذلك اختار الله خاتم الأنبياء رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون منهم، هذهِ الصفات هي(الوفاء، الكرم، الصدق، الفروسية والشجاعة، النخوة، نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف)، وتلك الصفات تكاد تكون معدومة عند الأتراك، ولتتأكد من ذلك أنظر ماذا فعلوا بالسعودييَن أحمد بن راشد بن سعيد وسعيد بن ناصر الغامدي، رغم أنهما معجبان جداً بالإسلام التركي والثقافة العثمانية بل وأصبحا مدافعين عن مواقف تركيا ضد وطنهم السعودية، إلا أنه ورغم كل ذلك تم طردهما من تركيا ولم يتلقيا أي دعم مادي أو معنوي من أردوغان ونظامه!
ختاماً؛ أقولها وبكل جرأة: لن يُذَل العرب ولن يُنال منهم ما دام هناك على وجه الأرض فرد واحد من أسرة آل سعود الذين أعز الله بهم الإسلام والعرب، تلك الأسرة التي استطاعت إخضاع جبابرة الأرض والقضاء على أحلام العثمانيين وإخراجهم من الجزيرة العربية.

"بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة، عندما وحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، وبسواعد أبنائه سيفاجئ هذا الوطن العالم من جديد"

محمد بن سلمان بن عبدالعزيز