منذ عام 1992 وحتى الان يمر الشعب في إقليم كوردستان بحالة تشتت فكري خطير، وذلك بفعل سياسة التفكيروالقرار بالنيابةعن الشعب من قبل الاحزاب الكوردية المتنفذة. وحتى لا ندخل في حديث ممل ومكرر بذكر تلك السياسة الممنهجة التي عطلت فكرالفرد في إلاقليم و حرمت عليه العيش الطبيعي كباقي بشر العالم،واسبابها واسباب انتشار الثقافة الصنمية الحزبية، اود هنا ان اشيرإلى ظهورسياسة جديدة وهي امتداد لسياسة الاحزاب الكوردية لاستمرار محاولات استغباء الشعب وتجريف العقل الجمعي عن طريق تطبيق سياسة دروشة المجتمع.
فبعد ان نجحت الاحزاب الكوردية في تغيب العقل الفرد وتعطيل عمله لاكثر من 29 عاماً بالتمام والكمال، ظهر رجل دين كوردي فجأة كالفطرفي الساحة السياسة في إقليم كوردستان يدعي الاصلاح وانقاذ الشعب من محنته بعد فشل الحزبين اللذين يقتسمان السلطة ( الاتحاد والديمقراطي ) في إدارة الشعب وفي إدارة دورها كما يجب وذالك بسبب تطبيق سياسة المناصفة ونزعة الاستئثار وعدم الاستفادة من كل الطاقات والكفاءات،هذا إلى جانب ضعف الايمان بالديمقراطية والتحزب الضيق.
من هو المُنقذ الجديد؟:
وعد رئيس الطريقة القادرية في العالم (الدكتورالشيخ شمس الدين نهرو الكسنزاني)*، السبت، 2 كانون الثاني، 2021، بالبدء في العمل على حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كوردستان، واشار خلال حديثه إلى أن الحل لم يعد بيد السلطة السياسية في الإقليم، وانما بيد السلطة الدينية.
واستطرد الكسنزاني قائلاً : إن المرجعية الكسنزانية أخذت على عاتقها حل مشكلة رواتب موظفي اقليم كوردستان، وستتواصل مع المرجعيات الاخرى بهذا الشأن،واضاف: ان المرجعية الكسنزانية ستسهم في إنهاء حالة اليأس الموجودة في الإقليم وستعمل على حل مشكلة الرواتب وتحسين اوضاع المواطنين، كما وعد الشيخ خلال كلمته بأنه سيجعل من السليمانية مركزاً للتصوف في العالم، لافتا الى وجود أكثر من 200 ملیون شخص من أتباع الطريقة القادرية الكسنزانية في العالم.
نعم..اراد الشيخ من خلال حديثه ان يقول للمواطن المغلوب على أمره : بعد ان فشلت حكومات الإقليم المتعاقبة في إدارة شؤون البلد، هناك من يفكر ويقرر بالنيابة عنك، وما عليك الا ان تكون مريداً من مريدي الطريقة و تنفذ أوامر المرجعیة الكسنزانية التي أخذت على عاتقها حل مشكلة الرواتب وتحسين اوضاع المواطنين، بعد ان فشلت الحكومة فى إدارة شؤون السلطة والحكم.
وتزامنا مع خطاب الشيخ نهروالكسنزاني، دعت أمل جلال، رئيسة هيئة السياحة في إقليم كوردستان في 25 / 12 / 2020 بعد زيارتها إلى التكية الكسنزانية في مدينة السليمانية إلى تنشيط ملف زوار التكيات، سيما التكية الكسنزانية في السليمانية ومرقد والد الشيخ نهرو (السيد الشيخ محمد الكسنزان الحسيني الذي توفي يوم 4 تموز 2020 في الولايات المتحدة) على غرار الزيارة الأربعينية في كربلاء والتي تعتبر من أبرز المناسبات الدينية لدى الشيعة حيث يتوافد الملايين سيراً على الأقدام إلى كربلاء لاحياء ذكرى مقتل الحسين وأصحابه.
ومن الجدير بالذكر ان اسم والد واعمام وابناء عمومة الشيخ الكسنزاني على رأس قائمة المطلوبين في قضية الأنفال ( راجع قائمة المتهمين المطلوبين في قضية الانفال الصادرة من المحكمة الجنائية العراقية العليا ).
ويبقى السؤال المهم : هل ينجح الشيخ نهرو الكسنزاني في دروشة المجتمع بحجة حل مشكلة الرواتب وتحسين اوضاع المواطنين في إقليم كوردستان؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الشيخ نهرو محمد الكسنزاني، مواليد مدينة كركوك 1969، ورث الزعامة الدينية عن والده محمد عبد الكريم الكسنزاني.حاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ وشهادة أكاديمية في علوم اللغة الإنجليزية من المملكة المتحدة وأخرى في علوم الحاسبات من كلية المنصور الجامعة في بغداد. يمتلك الشيخ نهرو، إضافةً إلى توجهاته الدينية، طموحا واسعا في مجال السياسة والتجارة، فهو يحلم بالوصول إلى رئاسة العراق، فضلا عن امتلاكه مجموعة شركات خدمات أمنية، وخدمات حقول نفطية وإنشائية افتتحها في أميركا.كما عُرف عن الشيخ نهرو تعدد زوجاته، ومنها زواجه من الممثلة السورية نورمان أسعد عام 2007 وإنجابه منها ابنا وثلاث بنات. ومن الجدير بالذكر ان مريدي الطريقة الكسنزانية يرون الحق الإلهي في شيخهم وصاحب الغيب الأعلم بمصالحهم أكثر من غيره ولا يحق لأحد انتقاده أو التقليل من شأنه أو مكانته الاجتماعية والدينية. يقيم الشيخ نهرو الكسنزاني حالياً في اربيل بعد ان اشترى البيت الابيض الكوردي الواقع في حي الاحلام (دريم ستي) وسط اربيل بمبلغ 15 مليون دولار بعد تعرض منزله في السليمانية لإطلاق نار متعمد عدة مرات من قبل مجهولين.