في الثالث من آب 2014، اجتاح داعش الإرهابي، قضاء سنجار والنواحي والقرى التابعة له، ونفذ إبادة جماعية وجرائم شنيعة بحق المكون الأيزيدي المسالم وعلى ارضه، بقتله الذكور بعمليات إعدام جماعية ما بين الذبح والرمي بالرصاص ودفنهم في مقابر جماعية ما زالت تكتشف حتى الآن.
واقتاد النساء والفتيات سبايا وجاريات لوحوشه الذين استخدموا شتى أنواع العنف والتعذيب في اغتصابهن دون استثناء، حتى للصغيرات بأعمار الثامنة والتاسعة وحتى السابعة والسادسة.
وبعد مرور نحو أكثر من 7 سنوات على تلك الجرائم الشنيعة , لا تزال معاناة الإيزيديين كبيراً، وحزنهم عميقاً، ولا تزال مأساتهم مستمرة بفضل الفشل السياسي والحكومي في العراق .
سئمنا من الوعود يا سيادة الرئيس :
نظمت السلطات العراقية في العاصمة بغداد، يوم الخميس 4 ـ 2 ـ 2021 ، مراسم تشييع لضحايا الأيزيدين الذين قتلوا برصاص تنظيم داعش الإرهابي في قرية كوجو المنكوبة , و وتقدم مراسم التشييع التي جرت في ساحة نصب الشهيد الرئيس العراقي برهم صالح . وفي تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر، قال صالح : ( في نصب الشهيد في بغداد، مراسم تشييع لعدد من الضحايا الايزيدين الذين قتلهم داعش الإرهابي والذين سيوارون الثرى في قرية كوجو التي كانت مسرحا لجريمة ارهابية تجسد دموية داعش. ما حصل لأبنائنا وبناتنا من مختلف الاديان والطوائف هو جرح لكل الوطن، الانتصار للضحايا واجب الدولة في انصافهم) .
كلام جميل يا سيادة الرئيس , ولكن سئمنا الوعود التي تأتي بعكسها تماماً . ان كوجو وسنجار ومناطق الايزيديين الاخرى هي مناطق منكوبة (حسب مجلس النواب العراقي الذي صنف مدينة سنجار وجميع المناطق الواقعة في حدودها الجغرافية مناطق منكوبة في نيسان عام 2016)(1 ) ,وهنا من حقنا ان نسأل : ماذا قدّمت الحكومة العراقية للأيزيديين غير إطلاق آلاف الوعود الرنانة ؟ ماذا قدمت الحكومة لهذه المناطق المتضررة ؟
للاجابة على هذا السؤال نقول : ان الواقع يقول لاشيء , وخاصة بعد ان اصبحت قوانين المناطق المنكوبة مجرد حبر على ورق كباقي القوانين الاخرى في ظل حكومة المحاصصة المقيتة والوعود الرنانة , وان الخاسرالوحيد هو المواطن الايزيدي الذي لايزال يحلم بالعودة إلى احضان مدينته المنكوبة التي تعرضت للإبادة الجماعية والتدمير المنهجي و المتعمد لا لشيء إلا لانها مدينة ايزيدية اصيلة .
نعم ,ان مراسيم التشيع واحترام الضحايا وعوائلهم مهم جداً ومن صلب عمل الحكومة والجهات المعنية, ولكن الاهم هوان تقوم الحكومة بانقاذ وتحريرأخواتنا وأحبائنا من المخطوفين والمخطوفات الذين ذهبوا ضحية غزوة داعش وان قسم من هؤلاء الضحايا يتواجدون في بعض دول الخليج وتركيا تحديداً( حسب المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق ) .
واجب الحكومة ان تعمل بجد من اجل اعادة الامن والامان والاستقرار لتلك المناطق المتضررة من اجل عودة النازحين إلى مناطقهم وان تقوم بإنقاذ الأيزيديين الذين يعيشون اليوم تحت خيم مهترئة لاتقيهم من حر او برد ويعانون وباستمرارانعدام ابسط الخدمات اليومية .
فيا سيادة الرئيس ,هناك اليوم اكثر من 280 ألف شخص من الإيزيديين يعيشون في مخيمات اللاجئين في العراق وسوريا،حيث تم التخلي عنهم وتركهم وحيدين يعانون من قسوة الحياة ومرارات العيش والاهمال المتعمد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ حسب التفسير القانوني العراقي لسنة 1957،ان أي محافظة أو قضاء أو ناحية أو قصبة أو قرية تتعرض لخسائر في الأرواح والبنى التحتية وباقي أساسيات الحياة فيها، جراء كوارث طبيعية، كالفيضانات وغيرها، أو أوبئة أو حوادث عرضية أو معارك أو اجتياح قوى خارجية، فإن الدولة ، ممثلة بالحكومة، تلتزم، بعد تصويت البرلمان على اعتبار المنطقة منكوبة بناءً على تقرير ميداني، بتسخير كافة إمكانيات الدولة لها، بما فيها موازنة الطوارئ أو نقل أموال من موازنة وزارة إلى أخرى، بهدف تقويم وضع المنطقة المنكوبة، إذ يتوجب على الحكومة تقديم مساعدات عاجلة لسكان المنطقة وإجلاؤهم في حال كانت هناك حاجة لذلك، وإعلان حالة طوارئ في كافة الوزارات الخدمية، وأن تتوقف المشاريع غير المهمة في عموم مدن البلاد، على أن يتم التركيز، مالياً وخدماتياً، على المنطقة المنكوبة .