على الرغم من التطور والتقدم الحاصل في جميع مجالات الحياة، التكنولوجية والالكترونية، حيث أصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة بفضل وسائل الاعلام المرئية والسمعية والمقروءة، وبفضل الانترنيت يتم نشر الاخبار كسرعة الضوء، هذه الوسائل قلصت المسافات الجغرافية الشاسعة بين الدول والاشخاص وكسرت الحواجز بين الشعوب. وعلى الرغم من كل ذلك مازالت نظرة الرجل العربي إلى المرأة هي نظرة دونية، ويعتبرها غير مؤهلة لأستلام المناصب المهمة في الدولة، متناسين بأن هناك العديد من النساء حكمن و تحكمن أرقى الدول وعلى سبيل الذكر وليس الحصر أنجيلا ميركل التي تحكم أقوى دولة أوربية أقتصادياً.
ومع الأسف ونحن في القرن الحادي والعشرون مازال الكثير من الرجال في المجتمعات العربية ينظرون إلى المرأة على أنها آلة جنسية وعليها تلبية خدمات الرجل. لذلك نشاهد بأن المرأة في هذه المجتمعات تتعرض إلى العنف من قبل الرجل وليس لها حقوق ولاتتمتع بالحريات وهي مسلوبة الإرادة، وليس هذا فقط فالرجل يعتبرها كقطعة أثاث في منزله يبتاعها أو يتلفها متى شاء، وكل ذلك آت من مقولة أن الرجال قوامون على النساء وعلى المرأة طاعة الرجل طاعة عمياء، وعليها عدم مخالفته وإلا سوف تتعرض إلى الضرب والشتم.
نعم المرأة في المجتمعات العربية مازالت تعاني من الكثير من المشاكل وتواجهها العديد من التحديات والصعوبات، وعلى الرغم أن بعض المجتمعات العربية تتظاهر بالثقافة والتحضر إلا أن هذا التحضر المزعوم لايتعدى ظاهره، فهي ترى بأن على المرأة أن تكون خلف الرجل وتابعة له، ولها في ذلك الكثير من الحجج والذرائع، الخوف عليها أو التمسك بالعادات والتقاليد، كل ذلك يقف حائلاً أمام تقدم المرأة وتطورها ويقيد طموحها ويجعلها خاضعة للرجل وتحت سيطرته.
فعلى الرجل العربي أن يعي ويدرك بأن المرأة هي مخلوق بشري كالرجل لها أحاسيس ومشاعر، تحب وتكره، وهي ليست كسلعة تباع وتشترى، وليست ناقصة العقل والدين. وعليه أن يفهم بأنها نصف المجتمع، وهي مربية الاجيال، وعلى الرجل العربي أن يتخلى عن النظر بأنها ليست بحاجة إلى التعليم وهي فقط للمطبخ وانجاب الاطفال.
وعلى جميع المؤسسات والمنظمات المحلية والاقليمية والعالمية المعنية بمسائل حقوق الإنسان وحرياته أن تسعى لنهوض بالمرأة وتخطي الحواجز التي وضعت أمامها من العادات والتقاليد البالية التي تحد من تطورها وتقيد تقدمها، وخصوصاً في الوقت الراهن، حيث أن البعض من المجتمعات العربية تعرضت إلى الكثير من الأزمات والويلات والنزاعات والنعرات الطائفية، والتي كان من نتائجها تعرض المرأة في تلك المجتمعات إلى التهميش والاغتصاب والقتل والمتاجرة بهن وبيعهن في الأسواق.
وعلى تلك المؤسسات أن تسدل الستار على مايرتكب بحق المرأة في المجتمعات العربية إلا وهو تزويج القاصرات من قبل الأهل، حيث هذا هو من أكثر الأسباب التي تزيد من حالات الطلاق بالإضافة إلى جرائم القتل والخيانة.
[email protected]