تقرير مقلق عن قائد عربي يتخبط بين الكحول والغضب، وفلاديمير بوتين يرقص على أكثر من حبل بإتقان. ما هو القاسم المشترك بين دول عربية أفريقية؟ أما اليمن فإنه لم يكن سعيدًا ولا حتى يومًا واحدًا.

تقرير مقلق

يتجول هذه الأيام بين محرري الصحف ودوائر اتخاذ القرار في أوروبا وأميركا والشرق الاوسط تقرير استخباري، وصفته أوساط دولية بالمقلق حول حالة زعيم عربي. على ذمة التقرير، هذا الزعيم يعاني الإدمان على الكحول؛ إذ يشرب زجاجتي "ويسكي بلاك ليبل" يوميًا مع انه يعاني مشاكلات في القلب.

التقرير يتحدث عن نوبات غضب وصراخ تنتاب هذا الزعيم مؤخرًا؛ إذ يخشى المقربون منه الحديث إليه، و عند لقائه يبتعدون عنه أكثر من ثلاثة أمتار.

المعروف أن أزمات وفضائح عصفت بهذا الزعيم خلال السنتين الأخيرتين وبات لا يثق بأحد، وأصبح شبه منبوذ من زعماء الدول المجاورة، وأمور البلاد والعباد سلمها لزوجته وابنه ليّن العود.

تقارير من بلاده تشير إلى تراجع الدعم الشعبي له وتأييد كبير لشخصية سياسية وسيادية أخرى، الأمر الذي يقضّ مضجع الزعيم ويحمله على التفكير في تأمين عائلته ونفسه خارج حدود دولته.

التقرير وُصِف بأنه مقلق جدًا، وقد لا تطول هذه الحالة لأن استقرار هذه البلاد مهم لجيرانها من عرب وعجم.

حبائل بوتين

فلاديمير بوتين قيصر الكرملين بلا منازع، دعا رئيس وزراء إسرائيل الجديد نفتالي بنيت إلى لقاء خاص وحميم في مقر الرئاسة بمدينة سوتشي الروسية على شاطئ البحر الاسود.

بوتين المتمرس استقبل بحفاوة بالغة جدا، الرئيس، حديث العهد وقليل التجربة، لحكومة الدولة العبرية وتحدث معه زهاء خمس ساعات حيث كان المترجم وزير الإسكان الاسرائيلي زئيف ألكين الروسي الاصول ومرافق رئيس الوزراء السابق نتانياهو للقاءات بوتين.

نفتالي بنيت كان كثير السعادة والسرور حتى انه كتب أن هذه الزيارة ناجحة جدًا وتحدث عن اتفاق بشأن سوريا والعمل العسكري الإسرائيلي هناك ضد إيران واستمرار الاتفاق السابق بين البلدين، لا وبل تطويره وتعميقه، وأثنى على تفهم بوتين للحاجات الأمنية الإسرائيلية.

وفي حين كان فلاديمير بوتين يتجول مع ضيفه في حدائق بيته الخاص بسوتشي ودعاه لاحتساء كأس من الويسكي الفاخر، في لفتة تعبر عن قرب الضيف وأهميته، كان وزير دفاعه سيرجي شويغو يتفق مع قائد أركان الجيش الإيراني محمد حسين باقري في سانت بطرسبرغ على توقيع صفقة أسلحة بمليارات الدولارات، تحصل بموجبها إيران على أحدث الأسلحة والمنظومات الروسية البحرية والجوية من صواريخ موجهة دقيقة وطائرات حربية وبوارج حربية وفرقاطات وغواصات، خاصة أن الاسطول الايراني بدأ يفقد فاعليته في الخليج العربي وبحر العرب مؤخرا.

من كان المغرر به ومن كان الرابح أو الخاسر؟ ومَن الذي خدعه القيصر بوتين؟ هل هو رئيس حكومة إسرائيل غض العود في السياسة، أم رئيس أركان نظام ملالي إيران المتهاوي؟ أم الإثنين معًا؟

قاسم مشترك

ليبيا، السودان، تونس والجزائر ...كلها دول غير مستقرة مرت بأزمة ما سمي الربيع العربي ومن ثم حدثت فيها ثورات وثورات مضادة. فرح السودانيون بالانقلاب على البشير إلا أنهم لم ينجحوا مع المجلس السيادي والحكومة ويطالبون بالتغيير.

في ليبيا تخلصوا من معمر القذافي وهللوا للدولة الجديدة، إلا أن الحرب هناك لم تنته والسباق على السيطرة والنفط في أوجه، أما الانتخابات فلن تقدم ولن تؤخر في استمرار انقسام البلاد.

تونس انقلبت على الزين ابن علي وشكلت حكومات متعاقبة مع إخوان الغنوشي ثم جاء ابن السعيد قيس ليعيد العسكر إلى الواجهة بعد حكم الإخوان.

اما الجزائر فتبدو على فوهة بركان يهدد بالانفجار في أي لحظة من الداخل ولهذا تقوم القيادة بتأجج صراعات خارجية مع المغرب وتتهم اسرائيل كالعادة بحياكة المؤامرات ضدها.

إذا تمعنا مليا في ما يجري بهذه الدول يجد القاسم المشترك لها جميعًا تدخل تركيا، قطر والإخوان وبعض الأصابع من إيران.

اليمن

هل تذكرون أنه مع استلام بايدن وطاقمه للبيت الابيض بعد المشاكس دونالد ترمب، انهالت الدعوات الديمقراطية على السعودية لإنهاء حرب اليمن ووقف النزيف هناك إلى غيرها من تعابير تشي بالغيرة على حقوق الانسان والطفل وحرية الرأي ...ألخ.

أعلنت المملكة العربية السعودية استعدادها مع الحلفاء على وقف الحرب شريطة لتزام الحوثي، المدعوم والمدفوع من ايران، بشروط وقف النار ووقف تجنيد الاطفال للقيام بعمليات انتحارية طمعا بجنة وعدوهم بها وحقنوهم بالكراهية والحقد الاعمى.

لم يلتزم الحوثي الحظة، لا بوقف للنار ولا بحرمة الأطفال والنساء والشيوخ، ولا بحرمة مكة والمسجد النبوي، واستمر في إطلاق الصواريخ والمسيّرات تجاه المملكة، وعاث خرابًا في بلده السعيد سابقًا.

لم تتوقف حرب اليمن، ولا نرى لها من نهاية. فهي ورقة إيرانية في مفاوضات الملف النووي مع الغرب، وما أبناء اليمن إلا الحطب لنار المفاعلات الإيرانية.

دوائر ونقاط

الصباحات حتى وإن كانت ماطرة، تبقى بدايات جميلة لا تتسع للكسالى ومتعهدي الأحزان.