إلى السعودية الرابعة والتخلص من الصحوات المزيفة، ومنها لجاسوس إيراني في بيت وزير دفاع إسرائيل. وحديث عن اتفاق أوسلو جديد لكن بين قطر ومصر، وأما السلطان اردوغان فيعود إلى مغازلة اسرائيل لغاية الوصول إلى بايدن ودول الخليج، ووحدها الشعوب تبقى تسير نحو الأفق مهما تجبّر الحكام.

السعودية الرابعة

أول وأكبر مدينة صناعية عائمة في العالم "أوكساغون" بجانب مدينة المستقبل نيوم إحدى اهم المشاريع الاقتصادية العالمية، مدينة ستضخ المليارات وستفتح سوق عمل جديد وتوفر مئات آلاف فرص العمل.

موسم الرياض الترفيهي الضخم واحتفالات ومهرجانات ثقافية، موسيقية، غنائية وسط حضور كبير واللافت اشتراك الفرق والمطربين ولمختصين من جميع انحاء العالم وكل ذلك في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية.

هذه الأمور وأخرى إن دلت فتدل على أن السعودية خرجت من عصر الصحوات المزيفة إلى واقع الدولة الرصينة المعتدلة والتي تضع المواطن في المركز. فنحن بصدد سعودية جديدة ناشئة ومتطورة بسرعة البرق نحو آفاق اقتصادية وسياسية لا تعرف الحدود ولا التفرقة او التمييز بين زيد وعمر.

جاسوس إيراني

جاسوس إيراني في بيت وزير دفاع اسرائيل.. عنوان مثير ولافت في الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، لكن القصة تتلخص في أن عامل نظافة يهودي صاحب سوابق جنائية عمل في بيت غانتس واقترح مؤخرًا على مجموعة قراصنة الحاسوب "بلاك شادو" تزويدها بمعلومات، لا وزرع برنامج تجسس أهم في حاسوب غانتس الشخصي، الا انه لم يصل إلى هناك وتم ضبطه وتقديم لائحة اتهام بحقه.

المشكلة الآن في أوساط الأجهزة الأمنية أنه كيف يمكن صاحب سوابق أن يتجاوز كل الفحوص الأمنية واللجان المهتمة بالشخصيات الكبيرة ومن يقترب منها، وقد أعلن جهاز الأمن العام "الشاباك" تحمله مسؤولية هذا الخطأ الفادح بحسب تعبيرهم.

لكن بكل بساطة وكمن يتابع الشأن الاسرائيلي ويعيش بينهم أؤكد وأجزم أن أي فحص أو مسح أمني لم يكن ليمنع أي يهودي من العمل في أي مكان مهما كان حساسًا، وأن كل الجهود والشكوك هي تجاه العرب في اسرائيل.

وها هو الشاباك يأكل مما طبخ هو، وهذه ليست المرة الأولى، فقبلها اغتيل رئيس الوزراء يتسحاك رابين بيد يهودي بسبب العقلية نفسها التي تعتبر اليهود غير مشكوك فيهم من قبل المنظومة الأمنية.

مرة أخرى، تفضح إسرائيل عنصريتها اذ انكشفت عورة الشاباك مجددًا في منطلقات رؤيته وأساسيات عمله القائمة على الشك في العربي داخل اسرائيل.

اتفاق أوسلو

اتفاق اوسلو هذا هو بين مصر وقطر، وليس الاتفاق الشهير بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أن الفلسطينيين هم أساس هذا الاتفاق الذي أبرم مؤخرًا بين جمهورية مصر العربية ودولة قطر. بموجبه، ستقوم قطر بتسليم المنحة القطرية الشهرية من طريق شراء الوقود ومواد البناء والسلع من مصر والتي بدورها ستنقلها إلأى قطاع غزة.

لا لم تنته القصة هنا، فإن حماس وبموجب هذا الاتفاق ستقوم ببيعها للمواطنين بأسعار مخفضة، وبذلك تمول رواتب موظفيها وناشطيها في القطاع.

كل هذه اللفة والدورة لأن اسرائيل ترفض نقل الأموال القطرية للقطاع كما كان متبعًا سابقًا، والسلطة الفلسطينية رفضت تحويل الأموال من طريق بنوكها حتى لا تُتهم بتمويل الإرهاب. ولم يبقَ أمام قطر وحماس سوى مصر ونواياها الطيبة تجاه سكان قطاع غزة.

تركيا وإسرائيل

لم يكن أمام تركيا من مفرٍ، في محاولة مغازلة إسرائيل، سوى اختلاق أزمة جديدة كي يحلها السلطان إردوغان. وهذه المرة كانت الأزمة على شكل اعتقال زوجين قاما كما يقوم كل سياح العالم بالتقاط الـ "سلفي" في مطعم داخل برج الاتصالات الشهير في إسطنبول، وخلفهما قصر إردوغان.

لسوء حظهما، سمع احد الندل اسم إردوغان وتبين له انهما يتحدثان العبرية، فبلغ عنهما. وهكذا حصل المقربون من السلطان على صيد ثمين.

تفاقمت الأزمة ومددت محكمة تركية اعتقال الزوجين وتدخل رئيس وزراء إسرائيل ووزير الخارجية والتقى رئيس الموساد إردوغان شخصيًا، ووصل للجميع النهاية السعيدة بإطلاق سراح الزوجين من دون شروط، وشكر رئيس دولة إسرائيل وقادتها كلهم السلطان رجب طيب إردوغان الطيب القلب وعاد الجميع إلى بيوتهم مسرورين.

إردوغان حسّن صورته عند الإسرائيليين، وحصل على تعهد بتعميق العلاقات الثنائية وهو في الطريق إلى تحسين أوضاعه مع البيت الابيض ومع دول الخليج من خلال تل أبيب.

دوائر ونقاط

ممالك صعدت وإمبراطوريات انقرضت وحكام تجبروا، وحدها الشعوب تبقى على مرّ العصور والأزمان تسير نحو الأفق ولا يبقى من الحكام سوى أفعالهم، وفي أحيان قليلة تبقى أسماؤهم.