بالفطرة .. كأس آسيا هناك من يولد زعيما، ويظل زعيما، ومن حوله تتخلق الزعامات، وهناك من يكتسب الزعامة حينا، وينحسر عنها حينا آخر زعامة الفطرة لا تفارق صاحبها، أما زعامة الاكتساب فتذهب وتجيء، ويختلف حولها المختلفون الزعيم هلال الزمان والمكان حكاياتٌ مع المجد، ورواياتٌ مع الفَرادة



ولد زعيمًا وظل زعيما، ولم يَعرِف غير الزعامة، ولا تليق إلا به، حتى رُمْد العيون يرونه في فلك الزعامة شمسًا لا تغيب، وحظّاً لا يخيب. لا يمكن أن يمر عامٌ على الموج الأزرق إلا وله صولاتٌ وجولات.. بطولاتٌ وإنجازات، وكؤوسٌ تَلمَع، ومجد يُصنَع، وهتافات تُسمَع!


و طفتَ العالم كله لوجدتَ أن منافسة الإنسان لأنداده هي ديدن الإنسان، وفَرَسُ الرهان الذي يمتطيه في كل شؤونه، والشيء بضده يظهر جماله. تخيل في كرة القدم ريال مدريد دون برشلونة، أو البرازيل دون الأرجنتين، أو بوكا جونير دون ريفربلايت؟! حتما ستكون المنافسة بلا معنى
ولا طعم.

هنا الهلال يظهر برّاقًا في منافسته مع النصر النادي العريق، والكبير تاريخًا وجمهورًا وبطولات، ولكن في ظني الحقيقي أن المنافسة الحقيقية في الزعيم ليست مع الأندية الأخرى مع كامل المحبة والتقدير؛ فهم أنداد أقوياء جدّا،


ولكن المنافسة في الزعيم مختلفة، هنا يتنافس أجيال الزعيم فيما بينهم أيهم الجيل الذهبي، هل هو الجيل الأول جيل البدايات والتأسيس؟! أم الجيل الذي تلاه؟! أم الثالث؟! أم الرابع؟! هل جيل النعيمة والمصيبيح والثنيان؟! أم جيل ياسر وعزيز والدعيع؟! أم جيل سالم وسلمان والشهراني؟!


أجيالٌ تلو أجيال، وبطولات تلو بطولات، كل جيلٍ ينافس الآخر بأنه الجيل الذهبي. بربّكَ أجبْني : أي أجيال الهلال هو جيله الذهبي؟! سؤال أجزم بأن الهلاليين أنفسهم لن يستطيعوا الإجابة عنه! أساطيرُ مرت عبر الهلال لَمَعَتْ وكانت نجومًا ساحرة في عالم المستديرة..


كان الدعيع الأول شبه المعجزة في حراسة المرمى الذي غيَّرَ مفهوم الحراسة، وجعل لها فلسفةً خاصة به، وإذ بالدعيع الصغير يفوق أخاه سحرًا وإعجازًا وفرداة! ظهر الثنيان في جيله لاعبًا من كوكبٍ آخر، راقَصَ آسيا كلها، ولم تنجب الملاعب بأسرها لاعبًا مهاريًّا مثله، ليخلفه
الدوسري سالم …


يضع سالم آسيا كلها في خَلّاطه الصغير، ثم يخلط بها العالم، لتخرج آسيا من خلّاطه الصغير مصابة لا بدوار البحر، بل بدوار سالم الدوسري !!! في الهلال لا يمكن لمتابع لكرة القدم فضلًا عن عاشقها معرفة من أين يبتدئ الحديث!


تختلف أو تتفق مع الهلال، لكنه علامة فارقة في آسيا كلها، ماركة مسجلة للفن والإبداع والبطولات. بطولةٌ أخرى يتزعّم بها الزعيم زعماء أبطال آسيا . بطولةٍ آسيويةٍ أخرى تتشرف بالإنضمام لدولاب الزعيم بفضل الله، وليس هذا كل شيء،




أحبّتي
.. ما زالت لقصة الهلال قصصٌ لم تُرْوَ بعد، والقادم صدقوني أكثر وأكثر جَمالًا وجَلالًا. وكأن زعيم الشعراء قال بيته الشهير في زعيم البطولات: وإذا كانت النفوسُ كِبارًا تَعِبَتْ في مُرادِها الأجسامُ


#خالد_بن_ابراهيم_الجريوي