لا لأنفلة التراث الأيزيدي الاصيل من المناهج الدراسية في إقليم كوردستان:

استجابة لطلب مجموعة من العلماء الدين المحسوبين على حزب اسلامي كوردستاني (الفرع الكوردي للأخوان المسلمين في العراق) قررت وزارة التربية في إقليم كوردستان في 12 / 12 / 2021 بحذف فقرة من المنهج الدراسي للمرحلة العاشرة (من كتاب اللغة الكوردية ص 236) وهي جزء من ملحمة تراثية قديمة من الفولكلور الشعب الايزيدي لـ (درويش عفدي وهو شخصية ايزيدية بارزة ومعروفة عالمياً) باعتبار ان الفقرة المذكورة تسيء لنبي الإسلام (حسب اعتقادهم)، وطالبوا الوزارة ايضاً بالاعتذار الرسمي.

ويرى مراقبون ان للتراث الثقافي (Cultural Heritage) قيمته وأهميته الحضارية لدى الشعوب والأمم. وان تراث كل أمة هو ملك للإنسانية جمعاء وهو ملك للأجيال وسجل مجد لكل أمة وشعب، ويرون ان قرار وزارة التربية في الإقليم يتناقض تماماً مع مفهوم التعايش المشترك بين الشعوب والطوائف والاديان وهو ضد احترام وقبول الاخر، باعتبار انه لا يجوز اي مساس بالتراث الثقافي او حذفه بجرة قلم او بقرار ارتجالي إرضاءً لرغبة اشخاص او مجموعة دينية او سياسية، لإن التراث الثقافي ليس ملكاً للدولة بل ملكاً لشعوب بأكملها و يخص البشرية جمعاء وعليه ليس لاحد حق ان يقوم بالغائه اوانفلته بقرارات شخصية وبحجج واهية.

من الجدير بالذكر ان ملحمة درويش عفدي يتداولها المغنيين الشعبيين وخاصة من الكورد المسلمين منذ اكثر من مئة عام، وإلى الان لم نسمع اي اعتراض عليها، باعتبار ان الملحمة هي جزء من ثراث الشعب الايزيدي وجزء لا يتجزأ من التراث الانساني العام، ولهذا السبب ولاسباب اخرى قام المختصين في وزارة التربية بتضمين النص المذكور في منهج اللغة الكوردية كملحمة غنائية مشهورة وراقية بغض النظر عن معتقدات ابطال الملحمة..

الدين لله والوطن للجميع:
ارفع صوتي واقف مع كل الذين اعترضوا على قرار وزارة التربية في إقليم كوردستان الخاص بانفلة ملحمة درويش عفدي الغنائية التراثية القديمة والاصيلة والتي تعتبر من الملاحم المشهورة في تاريخ العراق والمنطقة واطالب وزير تربية إقليم كوردستان السيد الان حمه سعيد بالتراجع عن قرار انفلة الملحمة الغنائية التراثية للشعب الايزيدي من المنهاج الدراسي الحالي، لان القرارلا يخدم الإقليم واهله ولا تراث وثقافات وادبيات الشعوب الاخرى. يجب أن يعرف الجميع جيداً بان الديانة الايزيدية هي من اقدم الديانات في منطقة كوردستان، وتعتبرالديانة الاصلية للسكان قبل وصول بقية الديانات عن طريق الانفالات والغزوات والحروب التي اودت بحياة الالاف من الايزيديين والزرداشتيين. ولا تنسوا ايضاً بان الدستور العراقي، يقر بان الاسلام والمسيحية والصابئية والايزيدية اديان معترف بها في العراق.

ويبقى السؤال الاهم : قرار وزارة التربية بانفلة ملحمة ايزيدية من المنهج الدراسي الحالي في الإقليم، هل يعتبر التزام بشعارات وادعاءات الحكومة الداعية إلى التعايش السلمي لمختلف الشعوب والطوائف والاديان في الإقليم؟