مونديال قطر 2022 سبب تصالح دول الخليج، وهل سيكون المتحور أوميكرون منقذ البشرية، وهل فعلًا الدواء في الداء؟ أبو مازن يعيد لفلسطين قضيتها، ولبنان في خسوف، يتدحرج من علٍ، أما الجمال فمتعة الألباب.
مونديال المصالحة
انطلاق مونديال 2022 في قطر هو شغل القيادة الشاغل، كل الجهود تنصب على إنجاح هذا الحدث الضخم بكل المقاييس في دولة صغيرة، لكنها تملك من الأموال والكنوز الطبيعية ما يجعلها قطبًا دوليًا من حيث الثراء وغزارة النفط والغاز.
قطر تستثمر جل قدراتها المالية في وضع اللمسات الاخيرة على الملاعب والبنى التحتية والفنادق ومعسكرات التدريب للفرق العالمية وتوفير وسائل الراحة لزوار قطر الذين قد يصلون بالملايين خلال شهري مباريات المونديال، نوفمبر وديسمبر المقبلين.
هذا الحدث جعل قيادة قطر تتصالح مع الجيران، على الرغم من كل الظروف، وأن تعود للحضن الخليجي، وأن تتخلى عن دعم حركات لطالما عاثت في بلاد العرب فسادًا ومؤامرات وإن كان بعضها تحت غطاء مراكز للدراسات.
أشقاء قطر لم يتأخروا عن احتضان الشقيق ومنحه فرصة إثبات حسن النوايا واستضافة مباريات كأس العالم لكرة القدم تاركين كل الخلافات جانبًا وداعمين قطر في هذا الحدث غير المسبوق خليجيًا.
من الواضح أن الخليج العربي بأكمله سيستفيد من قدوم ملايين المشجعين لحضور المباريات والسياح لاستكشاف هذه البلاد الرائعة ليس مستشرقين باحثين عن الربح أو الكنوز، بل سياح مستثمرين سيعودون بالفائدة على الدول المضيفة.
أوميكرون
هل يكون متحور الكورونا اوميكرون هو الحل، هل الدواء يكمن في الداء، اسئلة تتداولها اوساط طبية في العالم، المعطيات حول الماجور الجديد تفيد انه سريع الانتشار وقوي على متحوري كورونا الذين سبقوه وتغلب عليهم جميعًا.
هذا المتحور يبدو خفيفا على بني البشر ولا يؤدي الى حالات مرضية صعبة بحسب معطيات منظمة الصحة العالمية، غالبية من أصيبوت بالمتحور الجديد ان يشعروا به تقريبًا ومعظمهم لم يعرفوا انهم أصيبوا لأن اعراضه خفيفة على من تلقى التطعيم، وقد تكون اقوى على غير المطعمين.
اصوات من خبراء طبيين في مجال الفايروسات تقول إن هذا المتحور قد يكون الحل لجائحة كورونا التي زارتنا قبل اكثر من عامين ولا زالت تلازمنا على الرغم من تطور الطب والتقنيات في العالم.
الفايروس هو الداء، وقد يكون منه الدواء.
أبو مازن
بعد أن كان كثيرين يرون أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) دفن القضية الفلسطينية أو اودعها في مخزن التاريخ، وهناك من نعى السلطة الفلسطينية وفتح ومنظمة التحرير واكدوا مقولة "راحت فلسطين"، يعود هذا الرئيس من جديد إلى الواجهة، فيلتقي وزير الدفاع الاسرائيلي في منزله ببلدة راس العين والمسماة اسرائيليا "روش هعاين"، في ترجمة حرفية من العربية.
أعاد لقاء راس العين قضية القضايا في التاريخ الحديث إلى الواجهة. هذا اللقاء تم بموافقة ومباركة رئيس حكومة اسرائيل اليميني نفتالي بنيت الذي كان يقول إن فلسطين هي الأردن، وبمباركة أقطاب الحكومة الإسرائيلية من اليسار ومن اليمين. ولقاء راس العين كان السبب في لقاء آخر لا يقل أهمية، جمع وزير الدفاع الاسرائيلي مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، وبحث مع ضيفه آفاق السلام وتهدئة الاجواء والعمل على الاستقرار في المناطق الفلسطينية.
هذه التطورات على درجة كبيرة من الأهمية والجدية وقد تثبت مقولة ان اليمين الاسرائيلي بمقدوره صنع السلام والمعاهدات وانما اليسار فهو صانع الحروب والعمليات.
خسوف
حالة لبنان تشبه حالة خسوف القمر عندما يكون بدرا مكتملا، لبنان هذا البلد الذي كان سباقا في مجالات عدة، من الصناعة الى السياحة والاقتصاد والاستثمار والعلم والثقافة.
سرعان ما تدهور هذا البلد وانعطف إلى حروب أهلية وإقليمية وأخرى طيلة سنوات، وما خرج من أزمة حتى انحشر في أخرى، من حرب أهلية إلى احتلال سوري ومنه إلى احتلال إسرائيلي، ومن ثم إلى حروب لا طائل منها وسط تعاظم قوى طائفية بدعم إيراني وخارجي ليصبح لبنان ريشة في مهب ريح التجاذبات الاقليمية والدولية.
اللبناني الذي كان فخورًا ببلده وتعدديته وألوانه أصبح يخجل من كونه لبناني ويحاول الهجرة والحصول على جنسيات أخرى، للهرب من صورة بلده القاتمة والتي زادت قتامة مع سيطرة حزب الله وحلفاءه من المسيحيين المنتفعين على البلد ومقدراته.
لبنان في خسوف مستمر يقبع تحت صقيع البرد بلا كهرباء أو مازوت ويتدحرج إلى الهاوية بسرعة انخفاض قيمة عملته مثل شاحنة من دون فرامل حطها السيل من علٍ.
دوائر ونقاط
الجمال متعة الألباب، في التصالح مع الذات هدوء وجمال لا يراهما إلا من بلغ مرحلة العفو عند المقدرة.
التعليقات