يُحدِث الخذلان من الأقربين لقلبك وممّن تهتمُّ لأمرهم ثقوبًا في الفؤاد، وندوبًا في الروح مهما بدا المرء معافًى إلا أن الخذلان يلتهم فؤادك من الداخل.


مساء البارحة التقيت بصديقٍ قديم كان حاضر البسمة، شفيف الروح، ولكن صدره كان كالغربال من فرط ما به!
سألته: ما بك يا صديقي؟
‏قال: خذلني من أهتمُّ لأمره ، وخيّب رجائي من لديّ الإستعداد لفقد روحي لأجله .
‏مزيجٌ من الحزن والأسى والخيبة والحسرة تعلو جبينه، وجههُ قاتمٌ من فرطِ الرعشة التي تبدو عليها يديه وشفتيْه .
‏قلت له : لعلها درس لربما يصحح أخطاءه ؟

رفع ناظريه إليّ وضحك هازئًا وقال :
‏لم تكنِ الأولى ولا الثانية ولا العاشرة ولن تكون الأخيرة .
‏قام دامع العينين قائلًا :
‏فالج لا تعالج … قالها مصحوبةً بزفرةٍ حارة شعرتُ وكأنّها تُقطع نياط قلبه ..
‏كلمة واحدة قالت كل شيء، وشرحت كل شيء، واختصرت كل شيء.