غير صحيح إطلاقاً أنّ "فتح" تعادي "حماس" وتحالف نظام بشار الأسد فهذا النظام لم يعد موجوداً وإنّ من قال شعراً ونثراً في هذا النظام ليس الرئيس الفلسطيني وإنما أحد الرموز "الفتحاوية" من الذين لم يتابعوا تحولات هذه المنطقة والتحولات الكونية والذين لا زالوا يتغنون بدمشق وكأن حافظ الأسد لا يزال في ذروة عنفوانه وأنّ "الفيحاء" لا تزال على ما كانت عليه عندما كانت تشكل "محجا" للعديد من الأحزاب العربية.. وأيضاً لبعض الدول التي كانت تصف نفسها بأنها "تقدمية"!!.

فـ "حماس"، حركة المقاومة الإسلامية، هي التي تعادي حركة "فتح" ومنظمة التحرير وبعض الفصائل "الهامشية" التي تصف نفسها بأنها "تقدمية" و"يسارية" وهذا على إعتبار أنها تنظيماً "إخوانياً".. والمعروف أنّ الإخوان المسلمين بقوا خارج دائرة المقاومة الفلسطينية وأنهم لم يعترفوا بالحلول السلمية ويريدون وإنْ كلامياًّ إلقاء "العدو الصهيوني" في البحر الميت وليس في البحر الأبيض المتوسط!!.

والمعروف أنّ "حماس" هذه على إعتبار أنها تنظيماً "إخوانيا" وجناحاً من أجنحة الإخوان المسلمين قد واصلت النأي بنفسها عن منظمة التحرير وبالطبع عن التنظيمات الفلسطينية اليسارية والمعروف أنّ "الإخوان" هؤلاء بتنظيمهم العالمي حتى قبل أنْ يتخلصوا من أول مرشد لهم الذي هو حسن البنا بقوا منذ ذلك الحين وحتى الآن خارج أي دائرة "مقاومة".. وهذا مع أنّ حركة "فتح" في بدايات تأسيسها قد حاولت التقرب منهم وعلى إعتبار أن ياسر عرفات (أبوعمار) كان "إخوانيا".. وهذا غير صحيح وبصورة مطلقة!!.

ولعل ما هو غير معروف حتى لبعض رموز الصف الثاني من القيادة الفلسطينية أنّ سوريا في عهد "البعث" في مراحله الثلاثة:"المرحلة القومية ومرحلة صلاح جديد "اليسارية" ومرحلة حافظ الأسد" قد كان "مناوئا" لحركة "فتح" بإعتبارها تنظيماً "إخوانيا" وأنّ "أبوعمار" أحد رموز التنظيم العالمي للإخوان المسلمين.. وبالطبع فإنّ هذا غير صحيح وعلى الإطلاق.

وهكذا وفي الأحوال كلها فإنّ حزب "البعث" لم يعد حاكماً في سوريا منذ فترة باتت بعيدة وأنّ بشار الأسد خلافاً لكل هذا الذي يقال قد فقد مواقعه كلها وأنّ هذا البلد، الذي لا يزال البعض يصفه بأنه "القطر العربي السوري" قد بات يسيطر عليه الإيرانيون "دولة الولي الفقيه" سيطرة كاملة.. وذلك وكما يسيطرون على العراق.. وعلى لبنان.. وعلى بعض "اليمن".. وعلى جزءٍ رئيسيٍّ من البحر الأحمر.. وباب المندب.. وأيضاً وبحر العرب!!.