يقال حين شعر آدم بالوحدة خلق الله حواء ..
استيقظ آدم ذات يوم، ليجد بجانبه جنةً أخرى غير تلك التي يسكنها، تخيل رغم ما حوله من نعيمٍ إلا أنه شعر بالوحدة
حواء تلك السكينة التي تستقر بالقلب، وتطمئن الروح ، وتخفف من عبء الحياة .
نحن كذلك، شيءٌ من أبينا آدم علق فينا نحن أبناءه،
كثيرًا ما نشعر بالوحدة
كثيرا ما تتعبنا الحياة
كثيرًا ما نتوه في دهاليزها
وكثيرًا جدًا ما يبددن زوجاتنا هذه الوحدة والتعب


إلى كل زوجةٍ ملاك
نسمةٌ من نسائم الجنة
روحٌ طيبة ترفرف في كل بيتٍ
لتملأ البيت سكينةً وفرحًا وبهجة
إلى تلكم الأيادي الطاهرة

واللاوتي يعملن في الخفاء وفي الصفوف الخلفية، والأماكن غير المرئية، هناك حيث لا بقع ضوء ولا عناوين صحفية
ولا تصفيقٌ من الجماهيرِ في نهاية العرض

" والعرض هنا روتينٌ يومي لزوجةٍ صالحةٍ، تعين زوجها، وتعتني بصغارها، وتدبر أمور بيتها "
يبدأ يومها مبكرًا قبل الجميع
وينتهي العرض بعد أن يخلد الجميع في سبتٍ عميق بوقتٍ طويل
الحياة ..!! يا لثقلها دون زوجةٍ ملاك، والتي تغفر بحب، وتعطي بسخاء، وتتجاوز بفضل، وتكرم بمروءة
بالمحبة تنمو الأيام في البيت كالزهور،
وبالتسامح نعيش فصول العمر كلها ربيع
" دثروني، دثروني " كان الحبيب عليه الصلاة والسلام يرتجف من هول ما رأى حين جاءه الملك في الغار
كان مشهدًا عظيمًا حقًا .. الحبيب عليه الصلاة والسلام وهو بقوةِ أربعون رجلًا

فر إلى حضن سيدتنا خديجة تلكم المرأة الملاك، الزوجة الصالحة كان يرتجف من شدة ما رأى، وحين أخبرها بالخبر وقال لها المصطفى : لقد خشيت على نفسي
فقالت له :

" والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتصدُقُ الحديثَ، وتَحمِل الكَلَّ، وتَكسِبُ المعدومَ، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق " |
هكذا كانت سيدتنا خديجة أنموذجًا للزوجة الصالحة، طيبة المعشر، رفيقة الدرب، وشريكة الحياة
يقول جاري ميلر :
يصعب العثور على من يقول
”لقد كنت خائفا إلى درجة أني أسرعت إلى زوجتي"
محمد فعل ذلك يوم أن جاءه جبريل، لابد أنها كانت امرأةً عظيمةً . *
يا الله .. يا الله
لا يمكن أن تجد طبيبًا فذًا دون أن تكون هناك زوجةً متسامحة

تقيم البيت، وترعى النشئ، وتعينه على أداء مهمته، ولا مهندسًا ولا طيارًا و لا رجل أمن وإلا وهناك من الصالحات من يقمن بالمهمة دون أي خلل

نحن الرجال تنتهي أعمالنا بمجرد الذهاب إلى البيت، حين نضع مفاتيح المركبات على الطاولة ينتهي بالنسبة لنا كل شيء تقريبا ولو لسويعات أما زوجاتنا فإنهن يعدن من أعمالهن ليباشرن أعمالًا أخرى، يا لعظمتهن ويا لحقهن العظيم علينا
نقصرّ في حقهن فيزددن تسامحًا، نزيد انشغالًا فيزددن قربًا،
نخوض في الحياة ولكننا نعرف أن هناك مكانًا آمنًا نفرّ إليه كلما شعرنا بالخوف ألا وهو حضن زوجةٍ رحوم

تحية إجلالٍ وتقديرٍ وتبجيل لكل زوجةٍ ملاك ..

واختم بهذه المقولة والتي نسبت لـ تولستوي ولكن البعض نفى ذلك ولا أعرف حقًا قائلها لكنها معبرة ..
يقول :

عندما قالوا لي في المشفى : " زوجتك ماتت ! "
لم أعلم ماذا أفعل ، كنت سأذهب إلى المنزل لأخبرها بما حدث ، لتخبرني ما أفعل .