سألني وهو يقلب صحيفةً في يده؛
أجبني يا صديقي خالد بصراحة، ماذا تعني لك الكتابة ؟؟

سقط القلم من يدي ورفعت رأسي وأخذت انظر له
أردت أن أتأكد حقًا أنه جادٌ في سؤاله
شعرت بدبيب النمل يسري في جسدي جرّاء سؤاله المستفز
أتسألني عن الكتابة يا صديقي؟
أتعرف ما هي الكتابة بالنسبة لي؟

أتعرف إلى أين أذهب حين أمسك بالقلم؟
أم من هم الأشخاص الذين أتلقي بهم في سطرٍ ما، وعلى ضفة صفحة ..
يتخيّل لي أن الكتابة حقٌ للجميع
للكبير والصغير، للسعيد والحزين
للطيب وللنذل كذلك


ماذا لو كانت الكتابة يا صديقي هي أغصاننا نحن البشر،
أي شجرةٍ يا تُرى سيكونها الكاتب فينا
وكلما برع إنسانٌ في الكتابة، اخضرت تلك الشجرة وأثمرت
وسرّ بها الجميع
الأمر بالنسبة لي لم يعد هوايةً، ولا موهبةً، ولا حتى شغفًا
بل تعدى ذلك بكثير
الأمر أشبه بماراثونٍ وجداني، سباقٌ نحو العدم
اصطف سوية مع همومي وأوجاعي وذكرياتي، ومع الحياة أيضًا نقف جميعًا على خطٍ واحد وفي لحظةٍ ما، تُطلق ذكرى ما
طلقة البداية
فنبدأ بالعدو ولا يدري أيٌّ منا متى خط النهاية


حين يجف ينبوع الكتابة عني لليلةٍ أتعرف أي شعورٍ أشعر به يا صديقي؟
إنني أبدو مثل شجرة سروٍ شاحبةٍ بلا أوراق ولا أعشاش ولا خضرةٍ ولا حتى عصافير

تخيل أي شجرةٍ وافرةٍ بكل هذا الشموخ والكبرياء وتعيش يومًا كاملًا يحاصرها كل هذا اليباس والخريف يا صديقي

يا للوجع.