بـ "العامية"...

هبدأ معاكم بالتحية اللى بقولها للمتابعات في قناتى باليوتيوب بس هغير فيها أسم المكان وأقول "هاى ليديز.. أنا باسنت موسي وأنتى معايا عبر مجلة إيلاف".

النهاردة عايزة أتكلم معاكي عن حاجه ممكن تسميها "زتونة" التغيير لأفضل نسخه منك، وأقصد هنا النسخه الحقيقية منك مش المزيفة أو اللي أنتي معتقده أنها أنتي لأن اللي حواليكي وصلوكي للأعتقاد ده.

لكن خدي بالك علشان نوصل لـ "الزتونة" دي هنعدي سوا بألغام وحتت صعبة فيها وجع ودموع وألم، وتشتت وزعل وأحيانًا أسئلة مزعجة جدًا. لكن بعد كل ده فيه خير كبير فيه حياة حقيقية ليها قيمة ومعنى هتقدري توصليه لغيرك وتكوني بطلة قصة من لحم ودم، مش بطلة من ورق بكتابة حلوة، أو بطلة ترند بإثارة سطحية، أو بطلة سوشال ميديا بصناعة ناس حاسة بملل وزهق.

بنهاية الرحلة هتكونى بطلة عرفت تجاوب سؤال صلاح جاهين بفيلم "خلى بالك من زوزو" فاكرة المشهد لما زوزو سألت الواد التقيل من أنت؟ سؤال صعب وأجابته مع الوقت والوعي هتعرفيها بعمق، هتعرفي أنتي مين بجد؟ ولما هتعرفي أنتي مين؟ هتقدري تحددي عايزة إيه من الأحلام أو الأهداف زي ما تحبي تسميها مش هنختلف.

لما هتعرفي أنتى مين؟ هتبدئي أكتر تفهمي أنتى جاية منين؟ وبدل الحزن والغضب والألم من المكان اللى جيتي منه بأشخاصه وأحداثه، ممكن جدًا بنهاية الرحلة تكوني مقدراه ومعتبراه سبب رئيسي لوصولك لأحسن نسخه منك، وممكن لا بس في الحالتين هتكوني بطلة حقيقية.

خلينا نبدأ الرحلة ونكتشف مع بعض هيحصل إيه؟.

"أهلى مسيئيين.. هم سبب لكل حالي السيء ..أنا ثمرة فشل أهلي"

الحب والتسامح لنفسك أولا ولغيرك بعد كده بداية أي حياة جديدة أنتى عايزاها.

ولو مش حابة مصطلح "تسامح" إلا فقط مع نفسك ممكن تستبدليه بـ " السماح بالرحيل" مع إساءات الناس من حواليكى أيًا كان مكانهم "أسرة..مجتمع..أصحاب..أهل...".

بس لأزم تكوني مصره يوميًا على إختيار السماح بالرحيل لكل إساءه من غير لوم لحد ولا نظرة دونية للنفس بسبب الإساءه دي، هتقوليلي أزاي أعمل كده؟ سؤالك في محله تمامًا.

** خليكي على يقين أنه إحنا كبني أدميين مهما كان شكل ماضينا، في كل لحظة بحياتنا بغض النظر عن عمرنا أو مكاننا بالدنيا نقدر نغادر سجن الماضي بإساءاته.

مش كده وبس إحنا نقدر دايمًا نبدأ مرحلة جديدة ونخوض كمان مغامرات تعرفنا عن نفسنا أكتر، مفتاح الحرية من سجن الماضي جواكي، اللي بتزرعيه جوا عقلك من أفكار هو اللى تحصديه بسلوكيات ومشاعر بحياتك، أنتي مخرج المشهد الحالي بحياتك وتقدري تستخدمي الكاميرا الخاصة بعقلك في الإتجاه اللى هيحققلك السلام والألفة والإتزان، أو يدخلك بالعكس لمحاكمة ناس ومواقف وظروف مبقتيش عايشه فيها بجسمك إنما عندك إصرار على سجن عقلك فيها... المفتاح جواكي والحل بأيدك والإختيار ليكي.

** تذكري دايمًا أن "فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه" بمعنى أن الأب والأم في أسؤا الإحتمالات، أرتكبوا الإساءات ضد أبنائهم لأنهم متعلموش يعملوا الصح.

الأب والأم من وجهه نظر المراهقة الذهنية هم "سوبر هيرو" قادرين وعارفين بكل شيء وأي شيء. لكن بواقع الأمر وبنظرة واعية غير ملغمة بالإنفعال الأب والأم بشر عاديين جدًا جدًا، كانوا أيضًا ضحايا لظروف نشأتهم وتحديات جيلهم، وواقعيًا مكنش عندهم فرص إكتشاف حجم اللي أرتكب ضدهم من أخطاء زي فرصنا إحنا كجيل أصبح مُطلع رغمًا عنه على العالم والأفكار.

هناك نقطة بالحياة يصبح فيها دور الأب والأم غير موجود لغيابهم الجسدي أو المعنوي، فيه نقطة بتكون حياتك بلا أي تأثير من أحد سوى إختياراتك أنتي وأنتي فقط .فإيه الداعي هنا إنه تفضلي أسيرة بالأحكام والإساءات القديمة؟ تحرري من مشاعر الأسيرة للماضي عبر القلم عبر التدوين والكتابة وإعادة القراءة للإساءة من شعور بالإهانة والدونية والظلم إلى شعور "الناجية".

فبالرغم مما تعرضتي له إلا أنك وصلتي لنقطة البحث عن الشفاء أنتي بطلة حقيقية بالحياة، ناجية تبحث عن الشفاء وتتطلع للغد بحرية الناجية، وقلب الناجية، وعقل الناجية.

** توقفك الإختياري عن محاكمة الماضي هيعدل جوا دماغك كل أفكارك عن نفسك، الأفكار اللى أتزرعت فيكي بحكم منطق ناس تانيين.

هديكي مثال على الأفكار اللى أتزرعت فينا بالغلط وولائنا للغلط خلانا وإحنا كبار هي طريقتنا الرسمية للمعاملة مع نفسنا.

كتير مننا أتربي على أنه يقارن نفسه بغيره ويعاتب نفسه بلغة فيها إساءة وتحقير، ورغم إعتبارنا بعقلنا الواعي أن ده "إساءة" إلا أنه غصب عننا بشكل لا واعي بنفضل مع نفسنا نكرر ونعيش حياة كاملة نقارن نفسنا بغيرنا ونحزن على حالنا، رغم أنه ممكن جدًا يكون اللي وصل ليه غيرنا مش هو أصلا هدف لشخصيتنا اللي مش عارفين هى مين أصلا؟

هسيبك تفكري بالنقط دي، وأكتبيلي رأيك علشان الرحلة طويلة ومش عايزة أبقي بتكلم فيها لوحدي.