مملكة السويد كانت دوما على الحياد في السياسة العالمية ولم تدخل حربا منذ اكثر من ٢٠٠ عام. التطورات الدولية التي رافقت انهيار الاتحاد السوفيتي وانهيار منظومة وارشو العسكرية والحروب الاقليمية والعولمة ادت مجتمعة الى ظهور حركات قومية في جميع دول اوربا. هذه الحركات القومية استفادت من جميع الحوادث السلبية التي رافقت مجيئ وتدفق الاجئين من اسيا وافريقيا اليها. السويد مثلها مثل فرنسا والدول الاخرى عانى من تلك التطورات في السياسة العالمية. بعد ان كانت جارة للاتحاد السوفيتي ويدعم عالميا الى دولة ضعيفة نسبيا مما ادى الى ظهور حركات قومية قضت لاحقا على هيمنة الحزب الاشتراكي على الساحة السياسية التي دامت اكثر من ٧٠ عاما.

القوميين في البداية اسسوا حزبا سميت بـ (الديمقراطية الجديدة) عا م ١٩٩١ وفي نفس العام افلح من حصد ١٠ في المائة من اصوات الناخبين السويديين في الانتخابات العامة ودخلوا البرلمان (ريكس داغ). ولكنها فقد كل شيئ في الانتخابات اللاحقة اي عام ١٩٩٤ وبذلك تفتت وتركت الساحة السياسية عام ٢٠٠٠. انذاك ظهرت حركة النازية الجديدة لتحمل الراية القومية في حزب سميت بـ (الديمقراطيين السويديين) وكان جل اعضائه من العمال والنقابيين والطبقة المتوسطة والفلاحين ويعتمد في سياسته بالدرجة الاولى على المعادات للمهاجرين وخاصة الشرقيين منهم. الوطنية السويدية اهم شعار رفعه الحزب وقام لاحقا بطرد العديد من قياداته ذو الميول النازية ويرفض زعيم الحزب اوكسون اي ربط بين حزبه والنازية دوما في حواراته السياسية. الجدير بالذكر ان المهاجرين انفسهم قد ادلوا باصواتهم لهذا الحزب.

نتائج انتخابات هذه السنة تشير على تحول هذا الحزب القومي الى ثاني اكبر حزب في البلاد بالحصول على اكثر من ٢٠% من اصوات الناخبين وبذلك يزيح حزب المعتدلين (المودرات) ويحتل مكانهم الذي تحول الى ثاني حزب في البلاد. الحزب القومي يجد تأييدا كبيرا من حزب المسيحي الديمقراطي والليبرالي في حين رفض حزب المركز اليميني بقيادة السيدة (انالي لوف) من اجراء اي تعاون مع الحزب الذي يصفه بالنازية.
من المتوقع ان تجمع الاحزاب البرجوازية الفوز بفارق ضئيل وتشكيل الحكومة الجديدة مكان حكومة السيدة ماكدلينا اندرسون الاشتراكية والتي قادت البلاد بالتعاون مع حزب المركز اليميني وحزب اليسار (الحزب الشيوعي سابقا) والبيئة.
لكن الطريق طويل الى تأليف حكومة قوية في البلاد بقيادة رئيس حزب المعتدلين السيد اولف كريسترسون لان طموح الحزب القومي لا يتوقف عند حد تأييد اي حكومة برجوازية في المستقبل بل سوف يطلب الانظمام والحصول على جميع مميزات الحزب الاكبر في الكتلة البرجوازية. الايام القادمة حبلى بكل جديد ومثير في السياسة في مملكة السويد المسالمة.