لم يكن شيئاً جديدًا للسنة الثانية على التوالي، حفلة الفنان عبدالمجيد عبد الله محط اهتمام الجميع، في جميع المواسم التي تنظمها روتانا برعاية من هيئة الترفيه داخل المملكة العربية السعودية، وفي جميع الحفلات الخاصة بروتانا في الدول الخليجية، يظل الفنان عبدالمجيد عبدالله وحفلاته الأكثر مثارًا للجدل ما بين محبين ينتظرون حضوره على المسرح و يجدون الفرصة الحصول على التذاكر، ومحبين غاضبين لعدم الحصول على فرصة الحضور.

السؤال، مالذي ميّز حفلات أمير الطرب عن غيرها من الحفلات، ومالذي جعل من حفلتين ثلاث حفلات متتالية في مسرح يتسع الآلاف من المقاعد غير كافية. إذا تحدثنا عن الجماهيرية الفنية في الخليج فإن هناك عدد جيد من الفنانيين الذين يحظون بجماهيرية واسعة دون ذكر أسماء ولهم تاريخ حافل بالنجاح على المسرح وعلى مستوى الطرح الفني من أغاني منفردة وألبومات. ولكن من وجهة نظر متابع جيد للأغنية الخليجية وجدت أن الإجابة تكمن في ذكاءه الفني واحترافيته في التعامل مع مهنة الغناء واستيعابه المطلق لما يتطبه أن تكون (مطرب ناجح) لا يكتمل جهدك ونجاحك بمجرد أنك أصبحت في الصف الأول وحسب، فنان مدرك لماهية احترام المهنة والجمهور، فنان عرف كيف يكون للمطرب دور في تطوير الأغنية في منطقته، وكيف يواكب المشهد ليكون القائد الذي يحذو حذوه بقية الفنانيين الشباب من الأجيال التي تلت جيله.

من ناحية أخرى تجربته في التعامل مع المسرح هي تجربة فريدة ولا تتكرر، انتقاءه للأغاني ذكي جداً ولا تكاد تخلو قائمة أغانيه في كل حفلة من أغنية واحدة على أقل تقدير من كل محطة من محطاته الفنية من الثمانينات وحتى اليوم، بالإضافة للأغاني العالقة في ذاكرة الجمهور والتي تميز في أداءها المتماهي مع مشاعره فيها، والتي أصبحت ضرورة في كل حفلة ينتظرها محبيه على المسرح في كل حفلة، هذا الذكاء والتخطيط والدراسة الفنية لا يعول عليه جميع الفنانين الذين يكتفون فكرة لقاء جمهورهم لا أكثر، أيضًا حفلاته تكاد تكون الوحيدة التي يتم إعادة إخراجها بعد البث الأول (المباشر) لتخرج لنا بشكل متقن كامل وتناغم حتى في اللقطات المسرحية بين الفنان وجمهوره والفرقة الموسيقية.

باختصار فنان أعطى فنه كل ما يستطيع فأعطاه الفن كل هذا الحب والتقدير من الجماهير والمسؤولين عن الحركة الفنية في الخليج وزملاءه وجماهير الأغنية عامة.