تسود حالة من الهدوء الحذر محافظات الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة بعد سلسلة العمليات التي شهدتها القدس مؤخرا وما عقبها من اشتباكات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي وسط دعوات دولية لاحتواء الوضع ومنع تفجر الأوضاع.

هذا وذكرت صحف غربية أن وزير الخارجية بلينكن قد تعهد للرئيس أبو مازن خلال اللقاء الأخير بتجميد أي مشاريع استيطانية جديدة مقابل تراجع السلطة عن قرار وقف التنسيق الأمني والعمل على منع انتشار الانفلات الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وفي حين تعمل السلطة الفلسطينية على تحقيق اختراقات دبلوماسية ضد إسرائيل، وحشد أكبر قدر ممكن من الدعم من الدول الغربية، تؤكد رام الله على تبنيها المقاومة الشعبية السلمية كخيار استراتيجي ضد الاحتلال نظرا لعدم تكافئ ميزان القوى ليبقى السؤال من المستفيد من تأزيم الوضع الأمني في الضفة؟

وكان قد تعهد الوزير اليميني المتطرف بن غفير بعد العمليات الأخيرة بالعمل على تسليح المستوطنين ومزيد من القيود على العائلات المقدسية ليتضح هنا جزء من الصورة وهي أن اليمين الإسرائيلي المتطرف يستفيد بشكل مباشر من العمليات التي تتم لشيطنة الفلسطينيين وحجب القضية المركزية.

من الجهة الأخرى تشير تصريحات قيادة حماس التي تؤكد أن قطاع غزة غير معني بالتصعيد أن الحركة المسيطرة على القطاع منذ انقلاب صيف 2007 تسعى للضغط على تل أبيب عبر ادخال الضفة والقدس في معادلة المواجهة دون توفير أي اسناد للمقدسيين العزل في مواجهة الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفا في تاريخ الدولة العبرية.

وهو ما تم تأكيده في تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري الأخيرة خلال مشاركته في مؤتمر دعم الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الذي أقيم في القطاع حول الاختراقات الديبلوماسية الأخيرة التي حققتها السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس أبو مازن قد أثارت موجة من الجدل.

وحقيقة الأمر جاءت تصريحات صالح العاروري في إطار الرد على سيل الانتقادات الداخلية التي تعرض لها من داخل حماس، باعتباره المسؤول عن تحركات الحركة في الضفة، وذلك بعد فشل أذرع حماس في الضفة في فرض المزيد من التصعيد وذلك بعد احتواء السلطة الفلسطينية للوضع الأمني من الانفجار لاسيما بعد التعهد الأمريكي بتجميد إسرائيل المخططات الاستيطانية المرحلة القادمة، فقد راهنت قيادة حماس على التصعيد في الضفة من أجل الضغط على حكومة نتنياهو لتقديم المزيد من التسهيلات مقابل الحفاظ على الهدوء في القطاع، وهو الأمر الذي عرض الحركة لموجة من الانتقادات الحادة والاتهام بالانتهازية.