العنوان ليس خطأ مطبعيا، فالإستنتاجات التي ذهبت إليها أجهزة الإستخبارات الغربية في نسبة ضرب مستشفى المعمداني في غزة الى حماس تدعو إلى السخرية، لأن الضربة -حسب محللي هذه الأجهزة الأفذاذ- نتجت عن "خلل" في إطلاق صاروخ من حماس، وكانت المصادفة الغريبة إن هذا الـ "خلل" يأتي بعد إنذار إسرائيلي للعاملين في المستشفى بضرورة إخلاءه، وإن قوة الإنفجارلهذا الصاروخ -خلافا لكل صواريخ حماس- يشبه إلى حد التطابق الإنفجارات التي تحدث نتيجة القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، ولا تشبه -وهذه مصادفة ثانية- الإنفجارات التي تحدثها صواريخ حماس التي تطلق على مدن إسرائيل التي لا تسفر عن أية إصابات أو تدمير كبير إلا ما ندر، وإن الحفرة التي أحدثها الإنفجارتشير إلى إن إتجاه الضربة كان من الشرق -حيث تتواجد القوات الإسرائيلية- وليس من جهة الغرب حيث تتواجد حماس، ربما تفسير ذلك إن الخلل الذي أصاب الصاروخ جعله يدور في الجو ليأتي من جهة الشرق -حيث تتواجد القوات الإسرائيلية- ليضرب المستشفى الذي أنذرته اسرائيل بضرورة الإخلاء قبل الضربة بأيام، وذلك لإتهام إسرائيل باطلا بتوجيه الضربة من قبل إيران وحزب الله و...و...أعداء السامية "هاي براس القائمة".

الغريب إن منظمة الصحة العالمية سجلت لغاية اليوم الثامن عشر من الحرب، 111 (مائة وأحد عشر) حالة استهداف لمنشآت صحية في قطاع غزة وإن 12 عاملا في المجال الطبي قُتلوا، ربما كل ذلك حدث نتيجة "خلل" في صواريخ أخرى أطلقتها حماس. ليس هذا فقط، بل إن الصواريخ التي تطلقها حماس ضدر إسرائيل نتج في أغلبها "خلل" أدى إلى أن تعود إلى غزة لتدمر 50% من منازل الفلسطينيين في القطاع، ولا تسفر عن قتلى بين المدنيين والإطفال، كما صرح الرئيس بايدن، الذي "لا يصدق البيانات التي تعلنها المصادر الفلسطينية عن القتلى"، ربما إن الأسلحة الجديدة المستخدمة في ضرب منازل الفلسطينيين تهدم الجدران والكونكريت المسلح وتخترع الخنادق ولا تصيب المدنيين والأطفال، وهذا نتيجة "خلل آخر" في صواريخ "حماس".

تذكرني تفسيرات دهاة أجهزة الإستخبارات الغربية هذه، بالفلم الكوميدي (جوني إنكلش) للممثل روان سيباستيان أتكينسون (Rowan Sebastian Atkinson)‏ المعروف بـ "مستر بين"، ونسخته اللاحقة (جوني أنكلش يضرب مجددا)، حيث يسخر فيهما الممثل من بطولات سلسلة أفلام (جيمس بوند) التي تظهر(جيمس بوند) كشخصية عبقرية خارقة، فيما يجسد (مستر بين) شخصية مخابراتية تتجمع فيه كل ما يخالف شخصية جيمس بوند التي روجتها عنه أفلام هوليود منذ سبيعينات القرن الماضي، فهو لايرى حقيقة ما يجري رغم إن كافة المؤشرات تشيرالى المجرم الحقيقي الذي يدبر أمرا غاية في الخطورة، تماما كما هو الحال في أجهزة "إستخرابات" بعض الدول الغربية.

إنسجاما مع تفسيرات تلك الأجهزة لعملية إستهداف وضرب مستشفى المعمداني، فإني أستنتج، إن كل الضربات التي وجهتها حماس للمدن الإسرائيلية، أو على الأقل، التي أحدثت أضرارا في البنية التحتية المدنية منها، كانت بسبب "خلل" معروف ومشخص من قبل أغلب أجهزة الإستخبارات الغربية، فليس مقبولا أن يكون ضرب "مستشفى" في القطاع الذي تعمل فيه حماس ومكان تواجدها نتيجة "خلل" في إطلاق صاروخ من "حماس" بينما لا يكون ذلك مقبولا حين يقع الهدف في إسرائيل، على الرغم من إن شدة الإنفجارات الناتجة عن الصواريخ التي تضرب إسرائيل أقل شدة من تلك التي ضربت مستشفى المعمداني، وهذا راجع لـ "خلل" في ضبط درجة "الخلل" الأول في صواريخ "حماس".