لليوم التاسع على التوالي يواصل جيش الاحتلال اقتحام "مستشفى الشفاء" الذي كان يضم أكثر من سبعة آلاف مريض ونازح وينفذ حملة قتل واعتقالات واسعة في صفوف النازحين داخل المستشفى ويقصف المنازل المحيطة به، ما خلف عشرات القتلى والجرحى.

حالات اغتصاب وقتل وحرق عائلات كاملة حسب ما أفادت به المحاصرة الفلسطينية في محيط مجمع الشفاء جميلة الهسي، حيث أفادت لوكالات الأنباء المحلية في غزة أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتصبت نساء وقتلتهن بمحيط المجمع الطبي، كما أجبرت 65 عائلة على مغادرة محيط المجمع، وأن قوات الاحتلال أحرقت وقتلت عائلات بأكملها، وكذلك أحرقت مبنى كانوا يتحصنون بداخله. ويناشد السكان المحاصرون الصليب الأحمر التدخل العاجل لتوفير ماء للأطفال والمرضى، حيث تقطعت بهم السبل وسط استمرار القصف الإسرائيلي، وأكد المحاصرون أن لا وجود للصليب الأحمر، ولا يستطيع توفير ماء لهم، وأن الأطفال لا يجدون حتى الماء المالح ولا يجدون غذاء أو ماء منذ سبعة أيام.

من الواضح ان قوات الاحتلال تفرض تعتيماً إعلامياً على ما يحدث من مجازر مروعة في مستشفى الشفاء، الذي عاودت وحاصرته لتنفذ عمليات اقتحام شاملة لجميع أقسامه، وقد أظهر مقطع فيديو انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مجموعة من الفلسطينيين عراة، بعدما أفرج عنهم جيش الاحتلال من مستشفى الشفاء ومحيطها، وأجبرهم على النزوح إلى مناطق جنوبي قطاع غزة، وفي المقطع الذي التقطه أحد الفلسطينيين من نافذة منزله، ظهر عدد من الفلسطينيين عراة يسيرون وهم يجرون رَجلاً على كرسي متحرك بصعوبة في شارع رملي متوجهين نحو المناطق الجنوبية لقطاع غزة، حيث أن جيش الاحتلال، وبعد أن قتل عائلات بأكملها داخل مستشفى الشفاء، قام بإخلاء عدد من المحاصرين.

وقد وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عدة إفادات متطابقة بشأن تعمد استخدام جيش الاحتلال مدنيين فلسطينيين دروعاً بشرية، والزج بهم في ظروف شكلت خطراً على حياتهم، لتأمين وحماية قواته وعملياته العسكرية داخل مجمع الشفاء الطبي وفي محيطه، وقد أظهرت الإفادات التي تم نشرها في هذا النطاق أن قوات الاحتلال استخدمت مدنيين من المرضى والنازحين داخل مجمع الشفاء دروعاً بشرية، واستغلتهم سواء لتحصين عملياتها العسكرية داخل المستشفى، أو تشكيل ساتر خلف قواتها وآلياتها العسكرية، أو إرسالهم تحت التهديد إلى منازل وبنايات سكنية في محيط المجمع الطبي، لتطلب من سكانها إخلاءها، وذلك قبيل اقتحامها، واعتقال بعض من فيها، ومن ثم تدمير العديد منها.

ويستمر جيش الاحتلال في ارتكاب مجازر وفظائع مروعة في مستشفى الشفاء ومحيطها، وقد استخدم الفلسطينيين دروعاً بشرية بشكل غير قانوني، وأجبرهم على خلع ملابسهم وعلى النزوح، فضلاً عن قتل النساء والرجال والأطفال، كما قامت القوات الإسرائيلية بحرق منازل في محيط مستشفى الشفاء، وأشعلت النيران في أقسام داخل المستشفى نفسه، مما يشكل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية.

وهذه هي المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات الاحتلال المستشفى منذ بداية الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، إذ إنها اقتحمته في 16 تشرين الثاني (نوفمبر)، بعد حصاره لمدة أسبوع، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه والمعدات الطبية ومولد الكهرباء في ظل تمادي الصمت والعجز الدولي.