نظام الملالي في إيران صانعُ أزمات، وصُناع الأزمات لا يكترثون بما قد يمر بهم من فضائح، وعلى هذا الطريق مر ويمر هذا النظام بسلسلةٍ من الفضائح التي تهز أركانه داخلياً وخارجياً، واشتملت على قمعٍ ممنهجٍ لحقوق الإنسان وسوء إدارةٍ للموارد وسياساتٍ خارجيةٍ عدوانيةٍ تُهدد الأمن والاستقرار الإقليمي، ولطالما اتسمت مسيرة نظام الملالي في إيران منذ ثورة 1979 بسلسلة من الفضائح التي كشفت عن فساده وقمعه وسوء إدارته.

القمع وانتهاكات حقوق الإنسان
يُمارس نظام الملالي قمعاً ممنهجاً ضدّ حرية التعبير والتظاهر السلمي، فمن يُعارض النظام أو ينتقد سياساته يُعرَّض للاعتقال والتعذيب والسجن والإعدام والاغتصاب داخل السجون وخارجها وقد فضحت منظمة العفو الدولية ذلك بالأدلة مؤخرا، كما وثقت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية هذه الانتهاكات مثل منظمة "هيومن رايتس ووتش" ولجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة إذ يُمارس نظام الملالي انتهاكاتٍ جسيمةٍ لحقوق الإنسان ضدّ عموم الشعب وخاصة الأقليات العرقية والدينية في إيران، وقد أدانت العديد من الدول هذه الانتهاكات وفرضت عقوباتٍ على نظام الملالي.

الفضائح التاريخية المرافقة لمسيرة النظام
للنظام الفاشي سجلٌ حافلٌ من الفضائح منذ أيامه الأولى للاستيلاء على السلطة في إيران، بدءاً من خداع الشعب وقتل وإبادة أبنائه باسم الدين وصولاً إلى سرقة أرزاقهم ونهب موارد بلادهم والمساس بالكرامة والأعراض واستعباد العباد وتشويه الدين في الداخل والخارج وارتفاع عدد الملحدين ونسبة المدمنين وشيوع الفقر والجوع في المجتمع، إضافة إلى سلب الحريات ومصادرة إرداة وصوت الشعب من خلال مسرحية الانتخابات المفضوحة التي لم تنتهي ولن تنتهي لطالما بقي الملالي في السلطة، ومن هذه الفضائح:

فضيحة "إيران غيت": فضيحة "إيران غيت" الشهيرة في عام 1986التي كشفت عن بيع الولايات المتحدة أسلحة للملالي سراً في مقابل إطلاق سراح الرهائن الأميركيين الذين احتجزهم حزب الله اللبناني، وقد استقال على أثرها مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون آنذاك.

فضيحة اختلاس أموال صندوق التقاعد: في عام 2018 كشفت فضيحة اختلاس أموال صندوق التقاعد عن اختلاس مسؤولين في النظام الإيراني مليارات الدولارات من أموال الصندوق، وبينما يحترف كبار المسؤولين في النظام الفساد دون حسيبٍ أو رقيب يعاني الشعب من الفقر والبطالة، ومن أبرز فضائح الفساد تلك التي كشفتها صحيفة "نيويورك تايمز" عام 2021 والتي أظهرت كيف اختلس مسؤولون إيرانيون مليارات الدولارات من أموال الدولة.

فضائح جرائم الإبادة الجماعية: بدأت جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي قام ويقوم بها نظام الملالي بحملات القتل الحكومي تحت مسمى الإعدام في ثمانينيات الماضي عندما أعدم عشرات الآلاف من السجناء السياسيين ومعظمهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق بقصد الإبادة والقضاء عليهم، وقد كرر النظام حملاته الإبادية تلك بحقهم عدة مرات في إيران والعراق، ومن ضمن جرائم وفضائح الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية قيام النظام بتجفيف نهرين كبيرين في إيران وكاد أن يهلك الحياة تماماً في جزء عظيمٍ من إيران، هذا بالإضافة إلى كارثة انهيار مبنى "متروبول" السكني في مدينة آبادان في أيار (مايو) 2023، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الأشخاص وفقدان الكثيرين تحت الأنقاض دون أدنى اكتراث.

فضيحة الموقف من القضية الفلسطينية وأحداث غزة
لم يعد خافياً على أحد موقف الملالي من القضية الفلسطينية، وقد كُتِبَ بهذا الصدد الكثير وكانت أخر الفضائح كوارث غزة وتورط ملالي إيران فيها، واستعراض المفرقعات والألعاب النارية التي قام بها نظام الولي الفقيه زاعماً بأنها رداً على القنصلية التي محوها من الوجود في دمشق، وحقيقة الأمر فإن موقف ملالي إيران من القضية الفلسطينية ينحصر في إطار إدارة الصراعات السياسية في المنطقة كأداة سياسية تُستخدم لتعزيز تأثيرهم في المنطقة وكوارث غزة خير دليل على ذلك إذ استخدموا غزة والقضية الفلسطينية للهروب من أزماتهم وفشلهم في الداخل والخارج، وتبقى القضية الفلسطينية شعار ووسيلة نظام الملالي للمناورة والهيمنة في المنطقة تحت مختلف المسميات، والمستهدف الحقيقي من وراء استعراضات الملالي هذه هم العرب وليس غيرهم.

فضيحة الجولة الثانية من مهزلة الانتخابات في إيران
في الوقت الذي تتراكم فيه فضائح السنين داخل إيران وخارجها على رأس نظام الملالي سواء المتعلقة بالعراق وسوريا واليمن وفلسطين والأردن ولبنان أو غيرها تأتي فضائح الجولة الثانية من الانتخابات الإيرانية للعام الحالي لتظهر حجم العار الذي ينغمس فيه هذا النظام، حيث بدا المشهد الانتخابي هزيلا مفضوحا بعد أن خلت الأجواء من الناخبين وتضاءلت المشاركة إلى حدٍ بعيد وقد بدا المشاركين فيها هم رهط النظام فقط الذين على حد زعمهم يمثلون أربعة بالمئة من الشعب، وصحيح أنَّ هذا هو حال الانتخابات في الغالب بكل دورة انتخابية لكنها في السنوات الأخيرة وهذا العام أخذت منحىً آخر تماما وهو تحدي الشعب للنظام وفرض عزلة شعبية ضد النظام من المؤكد أن تكون عاقبتها الإطاحة بالنظام ومحو آثاره من الوجود.

هذا هو حال نظام الملالي منذ قيامه: سجلٌ حافلٌ بالفضائح والإرهاب للإرهاب ونشر الفكر العنصري المتطرف داخل إيران وفي عموم المنطقة والعالم، وها قد أصبح مثاراً للسخرية في الشرق الأوسط والعالم رُغم ذلك لا يزال البعض والنظام العالمي وقوى المهادنة لا يزالون يدعمون بقاء نظام الملالي الفاشي ليس حباً أو قناعة بشرعيته وإنما كأحد الوسائل لهدم وتشويه الإسلام وتنفيذ مخططات النظام العالمي في المنطقة لحفظ مصالح الغرب على حساب أرواح ومصالح دول وشعوب الشرق الأوسط، أما حال الساكتين عليه فهو ماضٍ من سيئ إلى أسوأ.