في 21 أيلول (سبتمبر) 2024، سلّط أبو الفضل ظهره وند، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، الضوء على زيارة الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. خلال مقابلته مع صحيفة "ديدار نيوز"، أكد ظهره وند أهمية خطاب بزشكيان في الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الرئيس الإيراني لا يمثل فصيلاً أو جهة حكومية معينة، بل ينبغي أن يعكس في كلمته مطالب وآمال الشعب الإيراني بشكل عام. كما أشار إلى أن بزشكيان يحمل مسؤولية كبيرة في هذا الحدث الدولي، حيث إن كيفية تقديمه لخطابه قد تؤثر على صورة إيران الدولية وموقفها.
فيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية الأميركية، شدد ظهره وند على موقف الرئيس بزشكيان الرافض للتفاوض مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تُعتبر العدو الرئيسي لإيران. وأوضح أن استمرار العقوبات الأميركية، والتدخلات الإقليمية، ودعم واشنطن لإسرائيل يجعل الحوار غير ممكن. بالتالي، فإن موقف الحكومة الإيرانية الحالي يتمثل في رفض أي محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة طالما أن تلك الظروف لم تتغير.
ومع ذلك، يبقى السؤال الذي لم يتطرق إليه ظهره وند: ماذا عن الواقع الداخلي في إيران منذ تولي بزشكيان الرئاسة؟ تشير التقارير إلى أنه تم تنفيذ ما يقرب من 200 عملية إعدام منذ صعود بزشكيان إلى السلطة. بالإضافة إلى ذلك، تعاني النساء الإيرانيات من التضييق بسبب نشاط "دوريات الأخلاق"، ويستمر ارتفاع أسعار الخبز والسلع الأساسية الأخرى، ما يزيد من الضغوط الاقتصادية على المواطنين الإيرانيين. إلى جانب هذه القضايا الداخلية، لم يتطرق ظهره وند إلى موقف بزشكيان من التدخلات الإيرانية المستمرة في دول المنطقة مثل لبنان وفلسطين.
في هذا السياق، من المقرر أن يجتمع آلاف الإيرانيين الأميركيين ومؤيديهم من مختلف الولايات الأميركية في تظاهرة واسعة أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 24 أيلول (سبتمبر) 2024. ستنظم منظمة الجاليات الأميركية الإيرانية (OIAC) هذا التجمع بالتزامن مع انعقاد الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. يتضمن هذا الحدث مظاهرات احتجاجية، ومعرض صور لضحايا النظام الإيراني، ومؤتمرًا صحفيًا يطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لمواجهة انتهاكات النظام الإيراني المستمرة.
إقرأ أيضاً: ما خفي من نوايا النظام الإيراني هو الأعظم
سيكون الهدف الرئيسي لهذا الاحتجاج هو تسليط الضوء على سلسلة الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها النظام الإيراني، بما في ذلك الإعدامات التي زادت منذ وصول بزشكيان إلى السلطة. سيرفع المتظاهرون شعارات تطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوضع حد لهذه الفظائع المستمرة، مع التركيز على ضرورة محاسبة النظام الإيراني على جرائمه ضد الإنسانية.
الجالية الإيرانية في الولايات المتحدة تسعى من خلال هذا التجمع إلى إيصال صوت الشعب الإيراني الرافض لسياسات النظام القمعية والتوسعية في المنطقة. كما سيعبّر المحتجون عن مخاوفهم من سعي إيران المستمر للحصول على السلاح النووي، مؤكدين أن النظام الحالي، رغم محاولاته لإظهار وجه معتدل، لا يزال يسير في نفس المسار الذي يؤدي إلى تزايد القمع الداخلي والتوترات الإقليمية.
التعليقات