أبدأ بالاعتذار إلى ذلك الحيوان الذي استسغنا وصفه بالغباء، فهو والله أذكى من الكثير من هؤلاء الذين يعيشون بين كنفنا أو انتقلوا إلى جواره تعالى، ويحملون من الألقاب والأسماء ما يجعلهم أكثر ما يكونون قربًا إلى الله. فمنهم من يحمل الأسماء الحسنى، ومنهم من يحمل أسماء الأنبياء، فمنهم من سموه نصر الله، ومنهم من سموه يحيى، لكنهم بعيدون كل البعد عن الله وأسمائه وأوصافه، وبعيدون كل البعد عن الأنبياء وحلمهم ورشدهم.

لعلها مقدمة قاسية لوصف عدد من القادة في العالم العربي، من حسن نصر الله ويحيى السنوار إلى غيرهما الكثير، من الذين حملوا ويحملون راية المقاومة والتحرير والقتال، وهم والله لا يحملون سوى رايات الخراب والدمار والقتل، ولا يمكن أن يتحلوا بما يحملونه من أسماء.

هؤلاء القادة لم يتعلموا ولن يتعلموا، والخلاص منهم، وقد خلصنا الله من عدد منهم، هو فقط خلاص الأمة من الحال الذي وصلت إليه، كما نرى في قطاع غزة ولبنان. يصرون على رفع راية الإسلام وراية الله اسمًا لا فعلًا، وهم مجردون من كل أوصاف الرحمة والرأفة والرشد والحلم، ولعلهم يتدبرون أسماء الله ليعرفوا الصواب.

أدعو هؤلاء القادة، ومن بقي منهم، إلى التعلم من الحمير الذين نعرف عنهم قدرتهم على تخطي العقبات التي يواجهونها في الطرقات، ويحملون أصحابها على ظهورهم إلى بيوتهم آمنين سالمين، وحتى في الطرق الوعرة.

إقرأ أيضاً: شكراً ترامب.. أنا فلسطيني وأنا معك!

إنها دعوة إلى من ورثوا نصر الله ويحيى وغيرهما بأن يحذوا حذو الحمير، لعلهم يفوزون حقًا بهذا اللقب، ويدركوا أن الطريق الذي سلكوه ويسلكونه لا يقود إلا إلى الهلاك، فلا حياة مع الدمار والحرب والقتل وسفك الدماء، ولا أجمل من الحلم والرشد والحكمة واللطف والحياة.

هي دعوة إلى أن نجرد هؤلاء من أسماء الله تعالى والأنبياء، ونبدأ بتسميتهم بأسماء تليق بهم. وقد أبدع العديدون، فأطلقوا على نصر الله ما يليق به من ألقاب، ولعلنا نبدع باختيار ما يليق بيحيى السنوار ومن يخلفه من أسماء وألقاب.

لنجردهم من أسمائهم حتى نخلص منهم، أو يخلصنا الله منهم، لنجد طريقنا إلى جادة الصواب وإلى الحياة، وربما على ظهور حمير يمكنها أن تسلك الطرق الوعرة في الجبال والأودية إلى بر الأمان، بعيدًا عن الحروب والدمار.