أيها الفاسدون، أيها الناهبون خيرات الوطن، أيها الذين جعلتم من المال العام ميراثًا لكم ولأبنائكم، اعلموا أنكم زائلون، وأن الوطن سيبقى رغم فسادكم، ورغم بطشكم، ورغم محاولاتكم إخفاء الحقيقة. لا تظنوا أن الزمن سيحميكم، فالتاريخ لم يكن يومًا في صف الظالمين، وإن تغاضى عنكم اليوم، فسيحاكمكم غدًا أمام أعين الجميع.

لقد سرقتم كل شيء… لكنكم لن تأخذوا الوطن!

أنتم الذين تعينون الفاسدين في المناصب مقابل المال، أنتم الذين توزعون المشاريع على أقاربكم وتأخذون حصصًا منها، أنتم الذين تسرقون نثريات الدوائر الحكومية وكأنها ملككم الخاص، أنتم الذين لا تُنهون معاملة مواطن بسيط إلا بعد أن تدسوا في جيوبكم رشاوى قذرة، أنتم الذين جعلتم من الرشوة طريقًا سريعًا لتمرير مصالحكم، أنتم الذين تبيعون الوظائف لمن يدفع أكثر، أنتم الذين خنتم أمانة الوطن ولم تشبعوا من أكل حقوق الناس…

وهل تظنون أن هذا المال سيبقى لكم؟ هل تظنون أن مناصبكم ستحميكم؟ هل تظنون أن الشعب سيبقى صامتًا إلى الأبد؟ لا، وألف لا!

لقد سبقتكم أنظمة فاسدة، ظن حكامها أنهم أقوى من الزمن، وأغنى من الشعوب، ولكن أين هم الآن؟ هل بقيت لهم كراسيهم؟ هل حمَتهم الأموال التي نهبوها؟ لا، لقد سقطوا في وحل التاريخ، وتحولوا من حكام إلى مطاردين، ومن متسلطين إلى مساجين أو هاربين.

اعلموا أنَّ الشعب هو السيد، والفساد لا يدوم!

أيها الشعب العظيم، يا من تحترقون يوميًا بنار الفساد، لا تيأسوا، لا تصمتوا، لا تقبلوا الإهانة. إنَّ الشعوب الحية لا تموت، وإنَّ الحقوق المسلوبة لا تضيع. أنتم القوة الحقيقية، أنتم الأمل، أنتم الذين تبنون الأوطان، والحكومات مجرد محطات لعابرين. إنهم يأتون ويذهبون، أما أنتم فأنتم الأصل، أنتم الجذور، أنتم الأرض التي لن تموت.

تحركوا بأصواتكم، بكلماتكم، بأقلامكم، بمظاهراتكم السلمية، برفضكم الظلم، لكن لا تسمحوا لأنفسكم بأن تكونوا مثلهم. حاربوا الفساد، لكن لا تفسدوا، طالبوا بحقوقكم، لكن باحترام، لأن التغيير الحقيقي لا يأتي بالدمار، بل بالوعي والإرادة والتصميم.

لا تتراجعوا… فالدكتاتورية لا تدوم!

التاريخ علّمنا أنَّ الشعوب لا تُهزم، وأنَّ الطغاة والفاسدين مهما توحشوا، فإنَّ نهايتهم قادمة لا محالة. انظروا إلى الدول في الشرق الأوسط وغيرها من البلدان التي ظن حكامها أنهم خالدون، فذهبوا وبقيت شعوبهم، تألمت لكنها لم تمت، تعثرت لكنها لم تسقط، ضعفت لكنها لم تختفِ.

إنَّ الزمن يمضي لصالح الشعوب، والفساد مثل السرطان، كلما انتشر أكثر، كان سقوطه أسرع. واليوم أنتم في القصور، ولكن غدًا ستجدون أنفسكم في أقفاص المحاكم، واليوم تضحكون على الفقراء، ولكن غدًا سيبكيكم أبناؤكم لأنكم لم تتركوا لهم إلا العار والفضيحة.

إلى الفاسدين نقول: موعدكم مع الحساب قريب!

اعلموا أنَّ الشعب إذا أراد يومًا، فإنَّ القدر سيستجيب له، ومهما حاولتم أن تكمموا الأفواه، وتسرقوا الحقوق، وتنهبوا الأموال، فإنَّ ساعة الحساب تقترب، والتاريخ يراقبكم، وسيكتب عنكم، لكن ليس كما تظنون… لن يذكركم كأبطال، بل كخونة، ولن يضع أسماءكم في صفحات المجد، بل في مزابل العار.

فتحسّسوا رقابكم، لأن العدل آتٍ، ولأن الوطن ليس لكم، بل لمن يحبه ويحميه، وليس لمن يسرقه ويخونه.

يا أبناء الوطن، لا تسمحوا للفساد أن يكون قدرًا محتومًا، ولا تجعلوا الصمت لغة القبول. المستقبل لكم، وأنتم الأمل، فكونوا صوت الحق دائمًا!