ساد شعور بالإحباط لدى مستعملي الشبكة في تونس بعد أن تيقنوا من أنّ رفع الحجب عن عدد من المواقع quot;ظرفيّاquot;.


إسماعيل دبارة من تونس: خاب أمل مستعملي الانترنت في تونس ليل الاثنين ndash; الثلاثاء في إمكانية القطع مع سياسة حجب المواقع الإلكترونية التي تثير غضب كثيرين.
وفوجئ المُبحرون منذ عصر الاثنين برفع الجهات المعنيّة للحجب المسلط على عشرات المواقع والمدونات والمنتديات الالكترونية في خطوة أثارت الاستغراب والفرح في آن.

وبالرغم من أنّ الحجب لم يرفع على مواقع مشهورة عالميا مثل quot;يوتيوبquot; وquot;دايلي موشنquot; ، فقد تمكن مستعملو الانترنت في تونس مساء الاثنين من العبور بحريّة إلى مدونات ومواقع محجوبة على غرار البوابات الإلكترونيّة لأحزاب المعارضة القانونية وغير القانونيّة ومواقع منظمات حقوق الإنسان والمواقع الإخبارية.

وتمكّن المبحرون من زيارة مواقع quot;الجزيرة نتquot; وquot;تونس نيوزquot; وquot;راديو كلمة quot; وquot;تونيزيا واتشquot; وموقع quot;الحوار.نتquot; وquot;السبيل أونلاينquot; وquot;تكريزquot; وquot;فليكرquot; (صور) وquot;وات تي فيquot; (فيديو)، بالإضافة إلى عشرات المدوّنات.

كما استبشر نشطاء حقوقيون بتمكنهم لساعات من الولوج إلى مواقع حقوقية دولية مثل quot;غلوبال فويسquot; وquot;هيومن رايت ووتشquot; وموقع quot;منظمة العفو الدوليةquot; وquot;مراسلون بلا حدودquot; وquot;لجنة حماية الصحافيين بنيويوركquot; وموقع quot;الشبكة العربيّة لمعلومات حقوق الإنسان، وغيرها كثير.

وكانت الساعات القليلة التي قضاها التونسيون في الإبحار على الشبكة دون الاضطرار إلى استعمال تقنيات quot;فكّ الحجبquot; مثل تقنية (البروكسي) وغيرها، فرصة لتعدّد التحليلات وتبادل النكات والسخرية من الرقيب الذي ابتدعوا له اسما طريفا quot;عمار 404quot;.

ورجّح فريق من المبحرين منذ البداية أن يكون رفع الحجب ظرفيا quot;لأنه يأتي على خلفية زيارة لوفد حقوقي دولي قدم لتونس ليتحرّى في حقيقة ممارسات الحجب التي تقوم بها الحكومةquot;.

وقال آخرون أنها quot;محاولة لجسّ النبضquot;، في حين تهكّم شباب على الرقيب بالقول إنّ الصوم في شهر رمضان أرهق الرقيب بشدّة وخفض معدل السكر لديه فأصابه إغماء مفاجئ جعله غير قادر على مواصلة مهمته الرقابيّة.

لكنّ إعادة حجب المواقع في حدود الساعة الواحد بعد منتصف ليل الاثنين، وضع حدّا لكلّ التكهنات والسخريّة.

وساد شعور بالإحباط لدى مستعملي الشبكة لما تيقّنوا من عدم إمكانية الولوج مجدّدا إلى المواقع التي كانت محجوبة سابقا.

وقال الصحفيّ براديو كلمة المحجوب معزّ الباي في تصريحات لـquot;إيلافquot;: فوجئت كما فوجئ الكثيرون برفع الحجب على العديد من الصفحات والمواقع المحجوبة سابقا خاصّة منها المواقع الإعلامية الحرة. لكنّ وقع المفاجأة زال بمجرّد أن استعادت السلطة السيطرة على الشبكةquot;.

ويضيف الباي:quot;من المخجل أنّ الوضع الطبيعي في تونس، هو الحجب، ومن المخجل أكثر أن نتذوّق نكهة حرية الإبحار بسبب quot;سنة من النومquot; تصيب الرقيب الذي أسماه المبحرون التونسيون عمّار، لعدم وجود أي تقنين أو جهاز رسمي يقوم بهذه العملية. كلّ ما نعرفه أن عمّار ولد سنة 1998، ومنذ ذلك الحين، أصبح عدوّ كلّ صوت حرّ في تونسquot;.

يشار إلى أنّ تقريرا لمنظمة quot;مراسلون بلا حدودquot;للعام 2010، صنّف تونس ضمن قائمة quot;أعداء الإنترنتquot; في العالم، لأنها تحجب مواقع ذات شعبية عالمية كـquot;اليوتيوبquot; وquot;الدايلي موشنquot; وquot;وات تي في (Wat.tv) ومواقع إخبارية معروفة كالجزيرة نت، ومواقع المنظمات الحقوقية الدوليّة والمحلية وبعض مواقع أحزاب المعارضة القانونية وغير القانونيّة والعشرات من المدونات الشخصية ومن بينهما مُدونات تعنى بالثقافة والفنّ والطبخ.

وجدير بالذكر أنّه بالرغم من تأكيد الحكومة على أنها تحجب المواقع الإباحية والمواقع التي تحثّ على العنف والإرهاب فقط، فإنّ نشطاء الانترنت وحقوق الإنسان والمدافعون عن حرية التعبير يتهمون quot;الوكالة التونسية للإنترنتquot; وهي مؤسسة حكومية تمثّل دور المشرف على خدمات الانترنت وتعميم استعمالها في البلاد، بالوقوف وراء حجب المواقع الالكترونيّة وتدميرها.

وتتبع هذه الوكالة سلطة إشراف وزارة quot;تكنولوجيات الاتصالquot;، وتقول إن من وظائفها quot;تطوير إستراتيجية استعمال الانترنت وإيجاد تطبيقات جديدة في هذا الميدان وإدارة الربط الوطني بالشبكة.