أصبحت الرسائل القصيرة من الهاتف النقال وسيلة سهلة وسريعة واقتصادية لتقديم تهاني الأعياد والمناسبات بل وصارت تحل محل الزيارات العائلية التقليدية للأشخاص في الجزائر.

الجزائر: خلال عيد الفطر السعيد أحصت شركة quot;موبيليسquot; الجزائر للهاتف النقال التي تستقطب ثمانية ملايين و 500 ألف مشترك أكثر من 5 ملايين رسالة قصيرة خلال أيام عيد الفطر الثلاثة. واحصت شركة quot;جيزيquot; للهاتف النقال التابعة لشركة quot;أوراسكوم تيليكومquot; المصرية والتي تستقطب حوالي 15 مليون مشترك أكثر من ثلاثة ملايين رسالة قصيرة خلال أيام عيد الفطر.

كما أحصت شركة quot;نجمةquot; التابعة لمؤسسة الوطنية للاتصالات والتي تستقطب أكثر من ثمانية مليون مشترك أكثر من ثلاثة ملايين رسالة قصيرة تم ارسالها من طرف الجزائريين في ظرف ثلاثة أيام العيد أي مليون رسالة في كل يوم.

وقال عبد السلام الذي تجاوز سنه الستين أنه يحن كثيرا للماضي عندما كان الجزائريون يقضون الأعياد والمناسبات فيما بينهم ويتبادلون الزيارات فيما بينهم مضيفا أن رسائل الجوال القصيرة أصبحت تنوب عن الزيارات لتقديم تهاني العيد. واعتبر ان التطور التكنولوجي لا يمكن أن يحل محل اللقاءات الشخصية بين الأقارب في مثل هذه المناسبات.

كما أشار الى أن المجتمع الجزائري أصبح يعرف تحولا كبيرا في مجال العلاقات الانسانية والاجتماعية. من جهتها قالت نسيمة وهي شابة تبلغ من العمر (22 سنة) انها لجأت للرسائل القصيرة لتقديم تهاني العيد للعائلة و لكل الأقارب و الأصدقاء.

وقالت أن الرسائل القصيرة تتيح الفرصة للتواصل مع القريب و البعيد مهما كانت المسافات وتعوض مشقة التنقل أيضا. بينما رأت نادية (25 سنة) أن رسائل الهاتف النقال لا يمكنها أن تعوض فرحة اللقاء بالأقارب و الأحباب بالرغم من أن تكلفة الرسالة القصيرة لا يساوي شيئا بالمقارنة مع التنقلات للقائهم.

وأضافت ان الفرحة الحقيقية هي صلة الرحم و اكتمال فرحة الصائم بتأديتها مشيرة الى أن التهاني عن طريق الرسائل القصيرة تكون مناسبة عندما يتعذر لقاء الأقارب. من جانبه قال الاخصائي في العلوم الاقتصادية جمال لعلاوي أن رسائل الجوال لها خصوصية وتميز بالمقارنة مع وسائل الاتصالات من حيث قلة التكلفة خصوصا في ارسال تهاني العيد بالاضافة الى انها آنية و يمكن ارسالها من أي مكان ويمكن أيضا قراءتها في أي وقت.

من جهته قال المختص في علم الاجتماع عبد الجليل لعرابة أن العوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية من شأنها أن تبرر هذا الواقع تزامنا مع التطور التكنولوجي الذي قرب المسافات.

وأضاف لعرابة أن ارسال رسالة قصيرة مقبولا عندما يكون مرسل الرسالة القصيرة بعيدا جدا مثل العاملين في الصحراء الجزائرية أو المغتربين أو بعض موظفي بعض الأسلاك الوظيفية الذين يتعذر عليهم الذهاب الى أقاربهم. وأضاف انه رغم أهميتها و ضرورتها فان تلك الرسائل لا يمكنها أن تنوب عن الاتصال الشخصي والزيارات بين الأقارب فضلا عن كونها فرصة لصلة الرحم و التغافر.