يستطيع الدولفين تقليد غيره من الدلافين في حركاتها حتى حين يكون معصوب العينين.


لندن: ذكرت دراسة جديدة أن الدولفين قادر على تقليد غيره من الدلافين في حركاتها حتى حين يكون معصوب العينين.

وقالت الدكتورة كيلي جاكولا من مركز بحوث الدلافين غير الربحي في ولاية فلوريدا الأميركية لمراسل صحيفة الديلي ميل اللندنية إن الدراسة أشركت دولفينا من فصيلة quot;خطم الزجاجةquot; اسمه تانر حيث تم عصب عينيه بواسطة نظارات وقاية حليبية اللون وغير عاكسة للضوء، مع ذلك كان بإمكانه تقليد حركات رفاقه.

وقالت جاكولا إنه ما زال غير واضح فيما إذا كانت الدلافين مزودة بمسبار صوتي أو أنها تطلق أصواتا لتعقب الدلافين الأخرى وهو نوع من الملاحة يطلق عليه quot;تحديد المواقع عبر الصدىquot;، مع ذلك فإن البحث يتبع استبصارا جديدا حول ذكاء الدلافين.

وأطلق على هذه الدراسة اسم quot;التقليد الأعمى للدلافين من فصيلة خطم الزجاجةquot; ونشرت في quot;المجلة الدولية لعلم النفس المقارنquot;.

وكجزء من التجربة، جرت في بحيرة رملية في فلوريدا كيز، قامت المدربة اميلي غوارينو بعصب عيني الدولفين الذكر تانر بنظارات وقاية لا ينفذ الضوء منها.

في الوقت نفسه طلب مدرب آخر من رفيقه كيبي أن يقول quot;أهلاquot; من خلال رفرفة زعنفتيه على الماء، ثم طرطرشة الماء بصخب في البحيرة التابعة لمركز بحوث الدلافين الذي يضم 22 دولفينا.

وحين طلب من تانر تقليد كيبي، قام خلال ثوان بطرطشة الماء. واعتبر هذا كشفا كبيرا، خصوصا وأن تانر لم يستخدم سوى الصوت لإدراك وتقليد حركات رفيقه الدولفين كيبي.

وأشارت الدراسة إلى أن الدلافين بارعة جدا في التقليد وقادرة على رؤية ما يحيط بها حتى حين تعصب عيونها. لكن السؤال الذي ما زال البحث لم يقدم إجابة عليه حتى الآن هو: كيف يمكن للدولفين القيام بذلك؟

قالت الدكتورة جاكولا إن للدلافين القدرة على تحديد مواقع الأشياء عبر الصدى بواسطة مسبار صوتي بنفس الطريقة التي تتبعها الخفافيش حيث أنها تطلق صوتا وحين يرتد الصوت لآذانها تتمكن من تحديد موقع الجسم وطبيعته. ولعل الدولفين يستطيع أن يحدد موقع الأشياء عبر الصدى ثم quot;رؤيتهاquot; بواسطة الصوت.

وجربت الدراسة 19 حركة وثمانية تصرفات صوتية ابتداء من تحريك زعنفة إلى التحرك إلى الأعلى وإلى الأسفل، إلى الدوران وحتى الكركرة. وتطلب التدريب الكثير من المحاولات لجعل الدولفين تانر يعتاد على النظارات الواقية، واحتلت الدراسة 19 جلسة خلال 11 يوما.

لكن نتائج هذه الدراسة لم تكن مدهشة بالنسبة للدكتور روبن بيرد عالم الأحياء من مركز quot;بحوث كاسكادياquot; في أوليمبيا بواشنطن.

وعلق قائلا إن هذه التجربة quot;تظهر أن الدلافين قادرة على معرفة ما يجري في بيئتها وضمن مستويات مختلفة لا من خلال ما تشاهده فقطquot;.

أما جانيت مان بروفسورة علمي الأحياء والنفس من جامعة جورج تاون فقالت إنه ليس واضحا إذا كان تانر هو الذي يقوم بتحديد المواقع عبر الصدى أو أنه عمل أحد الدلافين الأخرى.

وعلقت على التجربة بأن الباحثين لم يحددوا من الذي قام بتحديد المواقع بواسطة الصدى لذلك نحن لا نستبعد أن يكون الآخر وليس الدولفين تانر.

كذلك قالت إن الباحثين لم يأخذوا بنظر الاعتبار احتمال أن يكون تانر يستلم quot;توجيهات حسية عبر الحركةquot;. إذ أنه لو كان هناك قريب منك في الماء ويدور فيه فربما ستكون قادرا من حركة الماء أن تقدر أنه يقوم بحركة الدوران في الماء.

بشكل عام قال الباحثون المعنيون بدراسة الدلافين إنهم يسعون كي يتعلموا أكثر عن طبيعتها، وهم يريدون أن يعرفوا إن كان تقليد الدلافين لغيرها من الدلافين هو من أجل تعلم شيء جديد. كذلك قال هؤلاء الباحثون إنهم يريدون معرفة إن كانت الدلافين قادرة على تعلم تصرفات جدية بطريقة مرحة مثيرة للتفكير.