استهدف الهجوم 72 شبكة

تتجه أصابع الاتهام إلى الصين بشأن أكبر هجوم إلكتروني طال شبكات 72 منظمة منها الأمم المتحدة، ورغم عدم اتهام الصين مباشرة في ذلك، إلا أن خبيرا أمنيا يرى أن الدلائل تشير إلى تورط بكين في الحادثة.


كشف الخبراء الأمنيون عن أكبر سلسلة من الهجمات الالكترونية تتضمن اختراق شبكات 72 منظمة منها الأمم المتحدة وحكومات وشركات في أماكن مختلفة من العالم.

وقالت شركة مكافي للأمن الإلكتروني التي كشفت عمليات الاختراق أنها تعتقد أن هناك quot;طرفاً يتمثل في دولة ماquot; وراء الهجمات لكنها رفضت تحديده بالاسم غير أن خبيراً أمنيًا اطلع على عملية الاختراق قال إن الدلائل تشير إلى الصين.

واشارت صحيفة الـ quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; إلى ان القائمة الطويلة لضحايا الهجوم الالكتروني تضم حكومات الولايات المتحدة وتايوان والهند وكوريا الجنوبية وفيتنام وكندا ورابطة دول جنوب شرق آسيا واللجنة الأولمبية الدولية والوكالة الدولية لمكافحة المنشطات ومجموعة متنوعة من الشركات من مؤسسات دفاع الى شركات للتكنولوجيا المتقدمة.

وتقول شركة quot;مكافيquot; إنه في حالة الأمم المتحدة، اخترق المتسللون نظام الكمبيوتر لأمانة المنظمة الدولية في جنيف عام 2008 وظلوا مختفين لمدة عامين تقريبا، واطلعوا على بيانات سرية.

وكتب ديمتري البيروفيتش نائب رئيس quot;مكافيquot; لأبحاث المخاطر في تقرير من 14 صفحة صدر يوم الأربعاء quot;فوجئنا من التنوع الهائل للمنظمات التي وقعت ضحايا وأذهلتنا جرأة الجناة.quot;

وأضاف quot;لا نعرف ماذا يفعلون بكل هذه البيانات... ما زال سؤالا مفتوحاquot;. لكن إذا استخدم جزء محدود منها في صنع منتجات أكثر قدرة على المنافسة أو هزيمة منافس في مفاوضات حيوية فان هذه الخسارة تمثل خطرا اقتصاديا هائلا.

وعلمت quot;مكافيquot; حجم حملة الاختراق في شهر شباط / مارس عندما اكتشف باحثوها آثار الهجمات في أثناء اطلاعهم على محتويات خادم quot;للقيادة والتحكمquot; اكتشفوه عام 2009 في إطار تحريات حول الاختراقات الأمنية في شركات دفاع.

وتشير quot;مكافيquot; إن بعض الهجمات استمرت شهرا واحدا فقط، لكن أطول فترة اختراق والتي وقعت ضحيتها اللجنة الأوليمبية لدولة آسيوية لم تذكر اسمها استمرت لمدة 28 شهرا، وإن بشكل متقطع.

وقال البيروفيتش لرويترز quot;يجري اقتحام ونهب شركات وهيئات حكومية كل يوما وتفقد المؤسسات مزايا اقتصادية وأسرارا قومية لصالح منافسين عديمي الضميرquot;، مضيفاً quot;هذه أكبر عملية نقل للثروة من حيث الملكية الفكرية في التاريخ، فالحجم الذي تجري به هذه العملية مرعب حقاquot;.

وقال جيم لويس وهو خبير إلكتروني يعمل في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بعد اطلاعه على ما اكتشفته quot;مكافيquot;، انه من المرجح جدا أن تكون الصين وراء الحملة لأن بعض الجهات المستهدفة لديها معلومات ذات أهمية خاصة بالنسبة لبكين.

على سبيل المثال تعرضت أنظمة اللجنة الاولمبية الدولية وعدد من اللجان الأولمبية لدول أخرى للاختراق خلال الفترة التي سبقت أولمبياد بكين عام 2008. وقال لويس: quot;كل شيء يشير إلى الصين، وربما الروس، لكن هناك ما يشير للصين أكثر من روسيا.quot;

من جهته، اعتبر خبير الشبكات الهندي فيجاي موكي إن الهند وعدد من الدول في جنوب شرق آسيا معرضة بشدة للاختراق من قبل الصين في إطار سعيها لتعزيز نفوذها ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة، وأبدى عدم دهشته من كون الصين هي المشتبه فيه الرئيسي في ظل سيطرتها المتزايدة على عالم الشبكات.

كما تهكم موكي على شبكات الحكومة الهندية فقال إن اختراقها بمثابة لعب الأطفال بالنسبة لأي قرصان، واصفًا الحكومة الهندية بأنها quot;تعيش في العصر الحجريquot;. وامتنعت وزارة الاتصالات الهندية عن التعليق حول مدى معرفتها بتعرضها للاختراق، بينما قالت الأمم المتحدة إنها على علم بالتقرير وإنها بدأت تحقيقًا للتأكد مما إذا كان هناك تسرب للمعلومات أم لا.

أما مدير الشركة الكورية quot;آهنلابquot; الرائدة في مجال أمن الشبكات، هوانغ مي كوينغ فحذر من افتراض كون الصين هي الدولة الوحيدة المعنية من الاختراق، مشيرًا إلى ضرورة العمل على حماية الشبكات من الهجمات الفردية بدلا من أخذ القضية إلى ساحة السياسة، مؤكدًا على ضرورة إشراك الحكومة الصينية في التحقيقات.