عثر العلماء في الساقط على الأرض من قطع الشهب على مكونات بنائية مكتملة من الحمض النووي DNA. وقالوا إن هذا يشير إلى أن بعض المركبات الكيماوية اللازمة للحياة العضوية على الأزض تجد أصولها في الفضاء الخارجي.


حفرة هائلة أحدثها سقوط شهاب في صحراء أريزونا قبل حوالي 50 ألف سنة

صلاح أحمد: المهتمون بالفلك الذين تابعوا نشاط الشهب البرشاوية ليلة الجمعة الماضية شهدوا (كما هو الحال في تاريخ 12 أغسطس/آب من كل عام) ما صار العلماء يعتبرونه وسيلة لإيصال المكونات الأساسية للحياة العضوية على الأرض.

ففي ما يعتبر إضافة مهمة إلى البحوث في هذا المجال، قدم فريق يقوده الدكتور مايكل كالاهان، من laquo;وكالة الفضاء الأميركيةraquo; (ناسا)، لائحة بالمكونات البنائية المتساقطة على الأرض من الفضاء الخارجي.

وتسمّى هذه المكونات laquo;القواعد النوويةraquo; nucleobases، التي تتضافر كي تحمل مجتمعة المعلومات الوراثية الموجودة في جزئيات الحمض النووي. ويذكر أن هذه الأخيرة هي المسؤولة عن أشكال الكائنات الحية ووظائفها.

وفي ورقة نشرها فريق العلماء في جورنال laquo;بروسيدينغزraquo; الصادر من أكاديمية العلوم القومية الأميركية، يأتي أنه حلل التركيبة الكيماوية في مختلف قطع الشهب والنيازك التي عثر عليها في أستراليا والقارة القطبية الجنوبية. فتوصل إلى أن قواعدها النووية موجودة على نطاق واسع في مختلف أشكال الحياة على الأرض. فوق هذا، فقد وجد أيضًا أن لهذه القواعد مكونات أخرى لا وجود لها على الأرض، وبالتالي فهي جديدة على العلم البشري، فأطلق عليها اسم laquo;نظائر القاعد النوويةraquo;.

كما يذكر أنه على مر السنين، عثر العلماء على الأحماض الأمينية اللازمة لتكوّن البروتين في قطع ساقطة من الفضاء الخارجي تحمل الكيماويات الضرورية لبناء جدران الخلايا. ويقول الدكتور كالاهان إن القواعد النووية اكتشفت من قبل. لكن العلماء ترددوا أولاً في إقناع أنفسهم، وثانيًا في إقناع الباقين، بأن مصدرها هو الفضاء الخارجي فكانوا ينحون لتفسير وجودها بأنه تلوث اكتسبته تلك القطع بعد دخولها المجال الجوي الأرضي و/أو هبوطها على سطح كوكبنا هذا.

الشهب البرشاوية تحيل السماء لوحة ضوئية في جنوب إسبانيا

على سبيل التأكد من أن مصدر تلك المكونات هو الفضاء الخارجي فعلاً، أجرى الفريق تجربة إضافية بسيطة في المختبر خلطوا فيها أربعة عناصر، هي النشادر والهيدروجين والسيانيد والماء. وكان السبب في اختيار هذه هو أنها المركبات الأساسية التي تتكاثر وتتضافر في الغازات وسحب الغبار التي تشكل النجوم والكواكب.

انتهت هذه التجربة بتوصل العلماء إلى أن ناتجها هو القواعد النووية نفسها ونظائرها التي عثروا عليها في قطع الشهب موضوع الدراسة.

ويقول الدكتور كالاهان إن بعض مكونات الحمض النووي الأساسية للحياة على الأرض ربما جاءت جاهزة من الفضاء الخارجي ومحمولة على تلك قطع متناثرة على الأرض من النيازك والشهب في وقت ما من نشوء المجموعة الشمسي وتطورها.

ويختتم هذا العالم حديثه قائلاً إنه لو كان ممكنًا لهذه العملية أن تحدث على الأرض، فالأرجح أنها حدثت أو تحدث في كواكب أخرى، ربما كانت مناسبة لوجود أشكال من الحياة فيها.