حقوقيات أم معاديات للمرأة والوطن؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في أواخر عام2016 م شهدت ألمانيا صراع بقرة تمردت أثناء اقتيادها إلى المسلخ فقاومت السلطات وحصلت على عفو من الذبح، فمرحى لهذا الحيوان المحتقر من الإنسان والذي اصطفّ واقفاً وأخذ حقه بكل احترام ،لم تعبث هذه البقرة بمن حولها وتندم وطنها وحتى لم تتهمه أنه جعلها أسيرة للقدر حتى وهي تُذبح فتعلموا من أدب الحيوانات يامن تطالبن بحقوقكن وتتَّهمن الحكومة بانتهاكها ؟! لماذا لا تشار الأصابع إلى المنشأ والعادات والتقاليد أو إلى الحاوية الأهل الذين حكموا عليكن مقيداتٍ من الآخر .!
حمقى من ظنّت أن الحقوق تنتزع من الوطن، الحقوق تؤخذ من الأهل حتى لو كانت مقيدة بحبل الولاية على المرأة تظل الطرق أمامها مفتوحة فحريتها لا تؤخذ من أنظمة الدولة حينما تكسر سوف يبقى جدار الولي قائماً ويكون عائقاً حتى على تصرفاتها وذهابها وإيابها فلو كان الوعي والثقة موجودة لبعض الأسر ستكون الأبواب مشرعة لها على الرغم من أنها مازلت مربوطة وليست مستقلة بل تابعة لذكر مستقل قد يكون ابنها أو أخيها أو زوجها فنستطيع أن نقول الثقة أهم من كل الصراعات اللاتي ينادين بها .
نضال المرأة السعودية في مطالب حقوقها مستمر بعيداً كل البعد عمّن اخترقن كل قواعد السلام واتهام رموز الوطن بجعلهن بلا حقوق ، فهن لسنَ حقيقةً يمثّلن الوطن بل يمثّلن المطالب التي تعبث في قيم وأخلاق المرأة العربية المسلمة المتزنة ، واتَّضح من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أنَّهن هوية واحدة تحارب الوطن وتسخر من أنظمته وحكامه، فهل هذه الحقوق التي تريدها!!. أيُّ امرأة تستطيع الإفصاح عن هويتها واسمها بكل تأكيد والخوف لهؤلاء النساء اللاتي يدّعين أن حقوق المرأة فقط هي إسقاط الولاية ومن ثم الهروب من الوطن فوق ما هن معارضاتٍ يطالبن بإسقاط الولاية ويطالبن بحقوق المثليين فمن حقي أن أذيب قلمي عمَّن تطالب بالمعارضة والإنحلال والشذوذ على طبق المناضلة فالحقوق أسمى وأشرف من أن أتَّهم وطني بكل ما خلَّفه المجتمع المتشدد الذي ولِدْن فيه فمشكلتهن ليست مع سياسة الوطن المشكلة فيمن يعارض على تقليص حقوق المرأة فحينما يقولون المجتمع غير جاهز لقيادة المرأة فحقّاُ ليس جاهزاً لأن هنالك دعاة فتن للأسف ونجد داخل كل بيت سعودي من يعارض قيادة المرأة فالحوادث والأسى الذي يصيبها من ضرر اليوم يُطرح على شكل قضايا فربما يصيبهم حالة من الرضا ويحدث تغيير ومع تزامن الوقت يصبح المجتمع محضَّرا لكل ذلك .فنحن نحتاج إلى وقت كي نتناقش ونحل الاختلاف ويصبح النقاش على كل طاولة نهايته مثمر، ولا بدّ أن نجد لكل معاناة حل فلكل ألم دواء ، ولكن حتى الآن لم تولِّد هذه النقاشات اتفاقية حتى تقعد .
لم يهمَل صوت المرأة فصرخة أم حينما شاهدت طفلتها تُعذب من قبل طليقها حرَّكت وزارةٍ بأكملها وسرعان ما أُخذت الطفلة من أبيها وضمت إلى جحر أمها ، فهذا هو الوطن يامن تتهمونه بالتقصير في أيقونة التويتر وتختفين بأسماء مستعارة وتتحدَّثن عن الشجاعة!، وعندما تحدَّثن كاتبات سعوديات كهيلة المشوح وسمر المقرن هاجمهنّ تلك الحقوقيات في ساحة "التويتر" وبين قوسين "الشواذ " فحاربن كاتباتٍ أقلامهن خضراء ،فموقف الزميلة سمر المقرن دُوّن حينما قابلت مسنّة سعودية تتحسر على أبناءها العاقين بها بعدما رميت في دار المسنين، وسبقتها المشوح هيلة في استمرارها الدائم في توعية وتثقيف النساء في حقوقهن، فهذا هو النضال المستمر مع كاتبات نشِطن في حقوق المرأة ، وسلامي عليهنَّ يزداد بعد كل هذه المواقف التي صدرت منهن .
دور المرأة العربية السعودية احتفل به بالأمس في مركز الملك فهد الثقافي وهو يومٌ تم تفعيله لحرث انجازات المرأة السعودية فهي حقاً أمٌّ وزوجة وأخت وسُلِّطت الأضواء على سيداتٍ لامعات في المجتمع أمثال د.ناهد باشطح و البرفيسورة أمل الهزاني فتقلدن قبل أسمائهن ألقاباً استحقتها كل واحدة منهن قبل أن تكون أنثى، فشكراً لهذا الرؤية التي بدأت بتكريم جهدٍ ضاع حقه حينما أرى أسماء السعوديات اللاتي أبدعن يُكرّمن وننتظر المزيد فالمرأة لم تكن مثل ماهي في السابق عورة أو ما تشاهده المجتمعات التي لم تتعايش مع إعطاء الثقة والحرية للمرأة حتى تبدع وتكون فخراً وشرفاً لوطنها أولاً ثم لأهلها .
المرأة ليست للزواج فقط بل يتحتم عليها اليوم تعليمها وفكرها واجتهادها فهناك أمور يجب أن تعرفَ انها ليست نكرة وتحتاج إلى محرم أو ذكر ، بل ستكون في هذا التصوّر بأنها نكرةً إذا لم تأخذ حقوقها وثقتها من أهلها أولاً وستكون أيضاً نكرة حينما تخفي اسمها وتتحدث باسمٍ مستعار لتطالب بحقوقها ، وتأكدي أيضاً عزيزتي المرأة أنكِ نكرةً إذا لم تنهي مرحلة التعليم العالي ويصبح لك دور حضاري في المجتمع ،وفي حضرة المشبه سقط المشبه به و سردت لكنّ القصة في أن هذه البقرة التي تُجر إلى ثورٍ لا تعرف تماماً أنها مسيَّرةٍ ليست مخيرةٍ ومع ذلك تظل هامدةً تسحب معها كل الأحلام وتخضع ، فكوني كالبقرة عندما تمردت على العادات والتقاليد لا على الوطن .
كاتبة يعودية
التعليقات
سؤال واجابة
لقضية أبدية -فقط عندما يتم تعريف "الحقوق الطبيعية" للمرأة بصورة موضوعية غير متحيزة، يمكن الاجابة على سؤال مقالك. هذا يتطلب بلورة نظرية معيارية للمعرفة الأخلاقية وهو ما فشلت في ارسائه الفلسفة والفكر الغربي منذ آدم سميث حتى تاريخه، رغم ادعاءات النسوية الغربية والشرقية. في غياب هذه المعرفة الموضوعية Non-Partisan، يمكن للحقوقية ان تكون معادية للمرأة، أو العكس.
المستحيل الثامن؟
جمانة -اتمنى ان اجد امرأة تعشق الحياة الزوجية الدافئة وتدافع عن حقوق المرأة في آن واحد!.
مرحلة المراهقة
البشرية -لكن ما الوطن دون قيم ومعايير وعادات وتقاليد؟ أنانية ونرجسية وصراعات وادعاءات واختلافات ونزاعات!