القوات الأميركيّة المقاتلة تنسحب وسط تطبيق ديمقراطي متعثر

إيلاف- ملف خاص: تنهي القوات الأميركية المقاتلة في اليوم الاخير من آب/ أغسطس الحالي سحب جميع قواتها المقاتلة من العراق بعد سبع سنوات من قيادتها الحرب ضد نظامه السابق وإسقاطه تحت أهداف معلنة بتحريره من الدكتاتورية وتحقيق الديمقراطيّة والاستقرار السياسي والإزدهار الإقتصادي.

لكن بعد هذه السنوات السبع تترك القوات الاميركية العراق وهو يعاني اضطرابًا أمنيًا وأزمة سياسية خانقة ناتجة من عجز قادته عن الاتفاق على حكومة جديدة على الرغم من مرور ستة أشهر على الانتخابات النيابية التي جرت في السابع من آذار/ مارس الماضي ولم تسفر عن فائز واضح الامر الذي أفرز غضبًا شعبيًا واسعًا يؤججه النقص الخطر في الخدمات العامة الاساسية وفي مقدمتها نقص الطاقة الكهربائية في صيف تتجاوز فيه الحرارة الخمسين درجة مئوية.

ويأتي الانسحاب وسط تطبيق ديمقراطي متعثر ومخاوف من تزايد العنف الذي تنفذه المجموعات المسلحة المتمردة.. لكن الاخطر من ذلك هو الهاجس من عودة النزاع بين الميليشيات المسلحة التي يخشى ان تعيد البلاد الى ظروف العنف الطائفي التي شهدتها العام 2006.

وقد تراجع عدد قوات الجيش الاميركي في العراق منذ الثامن عشر من الشهر الحالي الى أقل من خمسين الف جندي ليبلغ 49700 فرد حيث سيبقى العدد عند هذا المستوى حتى الصيف المقبل.. بعد ان كان عدد الجنود الأميركيين في العام 2007 حوالى 167 ألفًا اضافة لعدة آلاف من دول أخرى مثل بريطانيا.

وسيتولى الجنود الاميركيون الباقون في العراق مهمة تقديم النصح ومساعدة وتدريب الجيش العراقي حتى يغادروه في نهاية العام المقبل 2011.. وهم يشكلون ستة ألوية يطلق عليها ألوية " النصح والمساعدة" على التدريب والشراكة مع الشرطة والجيش العراقيين وهي تضم حوالى 4500 من أفراد القوات الخاصة الأميركية لتقديم المساعدة ايضًا في عمليات مكافحة الإرهاب.

وقد فقدت القوات الاميركية في العراق اكثر من 4400 عسكري لقوا مصرعهم منذ اجتياحه في عام 2003. ومنذ اليوم الاول من أيلول/ سبتمبر سيتغير اسم المهمة العسكرية الأميركية في العراق من عملية حرية العراق الى عملية الفجر الجديد.. وسط آمال بأن يشكل ذلك فجرًا مختلفًا عن تلك التي اشرقت على العراق خلال السنوات السبع الاخيرة.

ولإلقاء الضوء على آثار وتداعيات هذا الحدث المهم فقد اعدت أيلاف" ملفًا متكاملاً يبحث في هذا التطور من مختلف جوانبه من خلال تقارير وتحليلات ومقابلات خاصة مع مسؤولين ومهتمين اضافة الى مواطنين.

*إعداد: أسامة مهدي، سعاد راشد، صباح خفاجي، عبدالجبار العتابي