بعد تفجيرات غير مسبوقة شهدتها مدن عراقية متعدّدة واستهدفت مراكز الشرطة في انحاء البلاد، إتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المسلحين بالتعاون مع القوات الاميركيّة من اجل وقف انسحابها والحكومة العراقية بالانشغال بالمناصب والكراسي، وهاجم تصريحات لمسؤولين عراقيين طالبت ببقاء تلك القوات والاستعانة بها حتى العام 2020 .
قال مقتدىالصدر،زعيم التيار الصدريإن التفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد وعدد من المحافظات العراقية تؤكد استهتار الارهابيين مضيفًا quot;ان ايادي الاثم والعدوان تكالبت مع التصريحات الوقحة على عراقنا الحبيب وشعبنا العزيز وهو الارهاب الذي اعتدى على مواطنينا وحصد العشرات من الابرياء ومئات الجرحى لتمتلئ بهم المستشفيات المتهالكة وتمتلئ معها اجواء العراق ببكاء الثكالى والاطفال واليتامىquot; . واضاف الصدر في رسالة الى العراقيين تلاها القيادي في التيار الصدري حازم الاعرجي خلال مؤتمر صحافي quot;ان ذلك يدل على استهتار الارهابيين وعمالتهم للمحتل ليعطوا له الحجة بإيقاف انسحابه المزعوم الصوري ولتتعاون معهم التصريحات الحكومية الوقحة المطالبة ببقاء قوات المحتل لاكثر من عشر سنوات او الاستعانة بها ضد شعبهم المظلوم الذي كان ولا يزال يعاني من ارهاب المحتل وارهاب الدولةquot;. وكان بابكر زيباري رئيس اركان الجيش العراقي قال في تصريحات لهأخيرًا ان القوات العراقية ستبقى بحاجة الى مساعدة ودعم الاميركية حتى العام 2020 .
واشار الصدر الى أن الهدف من التصريحات الحكومية حول الحاجة للقوات الاميركية quot;يراد منها الاستعانة بالمحتل ضد شعبهم المظلوم الذي يعاني من ارهاب المحتل وارهاب الدولةquot; ... وقال إن quot;الارهاب يحصد مئات الابرياء وبنادق الحكومة تحصد المتظاهرين والاحتلال يحصد النفوس وعزة العراق واستقلاله .. فإلى متى يا ربي نصبر على هذا الظلم المنظم؟ ... اللهم خلص هذا الشعب المظلوم من الاستكبار العالمي والاستكبار الحكومي الصامت والراضي بالتفجيرات لاهيًا بالكراسي ومتمسّكًا بالمناصب لكي يتفرج على الدماء ومستهينًا بهاquot; .
وإتهم الصدر الحكومة العراقية بعدم اتخاذ الاجراءات اللازمة لوقف الاعتداءات وقال أنquot;استكبار الحكومة بات صامتًا وراضيًا بالتفجيرات ولاهيًا بالكراسي الحكومية الهزيلة ومتمسكًا بالمناصب مستهينًا بدماء الشعب العراقيquot;. واضاف انه فوق كل ذلك أصبح الشعب العراقي بلا مأوى وبلا ماء وكهرباء .. يتمتع بأراضيه المحتل وينعم بكهربائه بعض المسؤولين خلف الاسوار الخضراء (المنطقة الخضراء) التي لن تكون لهم حصنًا من عذاب الله ونقمته التي باتت قريبة منهم وما الهدام (صدام حسين) عنهم ببعيد .
واضاف الاعرجي ان الهيئة السياسية للتيار الصدري تحمل quot;الاحتلال الراعي الرسمي للارهاب التكفيري مسؤولية ما يحدث من تردي الوضع الامنيquot; .. ودعا الحكومة العراقية الى تحمل مسؤولياتها في حفظ امن واستقرار البلاد وشعبها وطالبها بأن لاتكتفي بالتبريرات والاتهامات.
وشهدت معظم المحافظات العراقية من الموصل شمالاً الى البصرة جنوبًا والانبار غربًا وديالى شرقًا سلسة تفجيرات أمس طالت مراكز الشرطة في 12 مدينة وادت الى مقتل حوالى 70 شخصًا واصابة 300 اخرين معظمهم من عناصر الشرطة العراقية .
واتهم رئيس الوزراء نوري المالكي تنظيم quot;القاعدة وحلفائها من البعثيينquot; بالمسؤولية عن التفجيرات التي جاءت بعد يوم واحد من تخفيض القوات الأميركية لعديد افرادها في العراق الى أقل من 50 الفًا. وقال ان التفجيرات تهدف الى زعزعة الامن والاستقرار وارباك الاوضاع وهز ثقة المواطنين بالاجهزة الامنية التي تستعد لتحمل المسؤولية بعد تنفيذ اتفاق سحب القوات الاميركية نهاية الشهر الحالي . وقال quot;لقد التقت اهداف ومخططات هذا الحلف الخبيث على اعاقة الانجاز الوطني والتاريخي الكبير المتمثل باتفاق سحب القوات وان مثل هذه الاعمال الارهابية لن تثنينا عن المضي قدمًا في تحقيق تطلعات وطموحات شعبنا في تحقيق السيادة الوطنية الكاملةquot;.
ودعا القوات العراقية والاجهزة الامنية الى quot;التحلي باقصى درجات اليقظة والحذر في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العراق واتخاذ الاجراءات والاحتياطات الكفيلة بتوفير الحماية للمواطنين ولمؤسسات الدولة والتصدي للارهاب بكل قوة وحزم وألا تؤثر هذه الاعتداءات الجبانة في عزيمتهم واصرارهم في الدفاع عن وطنهم وشعبهم وان هذه الاعمال محاولة لرد الاعتبار لتنظيماتهم الارهابية بعد الضربات الموجعة لقيادات الارهاب والقاعدة وفي طليعتهم المجرمين البغدادي والمصريquot;. كما قالت وزارة الدفاع العراقية ان القاعدة تقف وراء هذه التفجيرات الدموية في محاولة للتأثير على خطة الانسحاب العسكري الاميركي من العراق .
ومن جهته، وصف المتحدث باسم الجيش الاميركي الجنرال ستيفن لانزا الهجمات بأنها محاولات يائسة لتقويض الثقة في قوات الأمن العراقية وعلامة على ان القاعدة تحاول اعادة ترسيخ نفسها بعد ان تعرضت للعديد من الضربات. وقال ان ما يثير القلق الآن هو عدد الذين سقطوا في الهجمات وحجم المنطقة التي وقعت فيها .. مشيرا الى ان ما يثير القلق هو ما تحاول القاعدة فعله وهو إعادة تنظيم صفوفها ليس في بغداد وحسب بل في العراق. كما عبر الاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الاميركية عن القلق البالغ من هذه الهجمات .. وقلق اكبر من تأخر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وجاءت هذه التفجيرات في ظل ازمة سياسية خانقة تعيشها البلاد نتيجة عجز الكتل السياسية عن الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة بالرغم من مرور حوالي ستة اشهر على الانتخابات النيابية التي شهدتها البلاد مطلع اذار (مارس) الماضي.
التعليقات