علي الاديب (يمين) وعدنان الأسدي

تشير أنباء مؤكدة من داخل ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الى وجود إنقسامات حادة داخل الائتلاف، وإرتفاعالمطالبة بتنحي المالكي عن الترشح لتشكيل الحكومة الجديدة وترشيح عدنان الاسدي وعلي الاديب من حزب الدعوة الإسلامية، مع إرتفاع حظوظ الاسدي الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية بسبب أصول الاديب الايرانية.

أكد مصدر مقربمن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكيأن أصواتًا من داخل ائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه، بدأت تجاهر علانية بضرورة طرح بديل عنه لان ترشيحه يجابه برفض قاطع من قبل الائتلاف الوطني الشيعي والقائمة العراقية، الحاصلة على المركز الاول في الانتخابات التشريعية الاخيرة. وابلغ المصدر quot;إيلافquot; ان اجتماعًا تم عقده الليلة الماضية لأعضاء من ائتلاف دولة القانون تناول طرح مرشح بديل عن المالكي من داخل الائتلاف، وان هناك توافقًا مبدئيًا على ترشيح عدنان الاسدي، وكيل وزارة الداخلية القيادي في حزب الدعوة، كبديل رئيس. واشار الى ان أكثر من 50 عضوًا في ائتلاف دولة القانون من بين 89 أصبحوا مقتنعين بضرورة طرح بديل عن المالكي بشكل سريع، وان حديثًا واسعًا تم بهذا الصدد ترشح عنه طرح اسمين بديلين لنوري المالكي احدهما علي الأديب، نائب الأمين العام لحزب الدعوة، والأخر عدنان الاسدي العضو في الدعوة الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية.

وحسب المصدر، فإن نوري المالكي أحيط علمًا بهذه التحركات التي تجري منذ أسابيع. وعلى الرغم من السرية والتكتم الشديدين اللذين يفرضهما المالكي على أعضاء دولة القانون، بادر عدد من الاعضاء الى طرح بدائل عنه وانهم يحرصون على تمرير وتسريب أخبار ونتائج تلك الاجتماعات وما يتمخض عنها لوسائل الإعلام، واستخدامها كرسائل ينبغي إيصالها الى الائتلاف الوطني. واضاف المصدرانه تم عقد العديد من الاجتماعات خصوصًا في الاسبوعين الماضيين لأعضاء في دولة القانون، وان أحاديث تلك الاجتماعات قد دارت جهارًا وفي المجالس الخاصة عن ضرورة طرح شخصيات بديلة عن المالكي لشغل منصب رئيس الوزراء تحظى بالمقبولية والاتزان.

واشار الى انه quot;إزاء الرفض القاطع الذي يجابه المالكي وفشل الضغط الإيراني الذي يمارس على الائتلاف الوطني بالتجديد له، فإن طرح بديل عن المالكي من دولة القانون أصبح حاجة فعليةquot;. واوضح quot;تم طرح اسمي عدنان الاسدي وعلي الاديب لكن حظوظ الاسدي هي الأكبر، خصوصًا ان هناك رضى من التيار الصدري الشيعي والمجلس الاعلى الإسلامي على شخصه وطريقة إدارته في وزارة الداخليةquot;.

وأكد المصدر صحة الأنباء التي تواردت عن وجود انقسامات داخل ائتلاف دولة القانون بشأن إصرار المالكي على ترشيح نفسه، وأشار الى ان عبد الحليم الزهيري القيادي في حزب الدعوة ومستشار رئيس الوزراء كان قد كرر الطلب الى المالكي سحب ترشيحه والسماح بترشيح آخرين يحظون بقبولية لدى الائتلاف الوطني، وقد جوبه طرحه بردود فعل عنيفة من قبل المالكي نفسه وعاملين في مكتبه. وقال المصدر انه على الرغم من الضغط الذي تمارسه إيران وبشدة على الائتلاف الوطني للقبول بالتجديد للمالكي لولاية ثانية، فإن رفض الائتلاف القاطع للمالكي يضع إيران بموقف حرج من انشقاق الوضع الشيعي لأن معركة الائتلاف الوطني مع المالكي هي معركة بقاء، خصوصًا مع تعهداته بالقضاء على نفوذ الأحزاب الموالية لإيران في حال التجديد له.

وحسب المصدر، فان المالكي وبناء على استشارات لمقربين كان يراهن على أن عامل الوقت سيكون لصالحه وان الإصرار والتمسك بترشيح نفسه سيدفع الائتلاف الوطني للرضوخ في نهاية المطاف، لكن الرفض النهائي الذي يجابهه اليوم جعل الكثير من أعضاء ائتلافه يدركون انه بات من الضروري تقديم شخصيات بديلة عن المالكي من اجل ضمان بقاء منصب رئاسة الوزراء بيد الشيعة حصرًا. واشار الى ان قدوم وفد اميركي جديد برئاسة نائب الرئيس جوزيف بإيدن يثير مخاوفا إيرانية حقيقية من تفعيل المشروع الأميركي بتقاسم السلطة بين اياد علاوي ونوري المالكي وإقصاء التيار الصدري وهو أمر ترفضه إيران وستعمل على ضمان عدم حدوثه تمامًا كما عملت على إبقاء التحالف الوطني قائما ومنعت تفكك الوضع الشيعي حتى الان.