تسود حالة من الصدمة والغضب في المدن العراقيّة بعد التفجيرات الدامية التي هزّت البلاد. وقد أعرب مواطنون عراقيّون عن غضبهم لمقتل الابرياء، مؤكدين تخوّفهم من تجدّد اعمال العنف وتضاعفها بعد انسحاب القوات الاميركيّة، فيما أكدت وزارة الداخلية أن الجماعات الارهابيّة تنفّذ الهجمات لصالح دول معيّنة.
فيما أشار مسؤولون عراقيون إلى ان ما تقوم به الجماعات المسلحة هو لتنفيذ اجندات سياسية دولية، إستبعد مواطنون عراقيون عدم تكرار التفجيرات التي ضربت بغداد وعددًا من المحافظات اخيرًا، وأوقعت عشرات الضحايا، حيث ابدوا تخوفهم من تزايدها وسط تشنجات البحث عن رئيس للحكومة، مشيرين في لقاءات مع quot;ايلافquot; الى ان الجديد والمرعب في هذه العمليات هو توسع نطاقها ووصولها الى نقاط بعيدة من المحافظات مؤكدين ان ما يسميه بعضهم quot;استعراض عضلاتquot; للارهابيين او محاولة quot;اثبات وجودquot; تؤدي الى اسالة دماء وزهق ارواح وتدمير منشآت وزرع الخوف، ولا بد من اجراءات حازمة تتصدى لهذه الجماعات وحماية المواطنين.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد علاء الطائي quot;ان كل التشكيلات التي نعتقدها ارهابية تعمل تحت مظلة quot;تنتظيم القاعدةquot; سواء ما تسمى دولة العراق الاسلامية او ما تسمى ثورة العشرين وغيرها. هي ترفع شعار انها ضد الاحتلال، ولكنها في حقيقة الامر لديها ابعادًا اخرى ومقاصد نعرفهاquot;.
وأضاف: العمليات الارهابية التي تمت يوم الاربعاء بصمتها واضحة وتشير الى القاعدة ، والتشكيلات المتعددة تحت مظلتها، وقراءتنا لها ان لديها اجندة خارجية ليست كما هي تتحدث عنها من انها عقائد سماوية، بل لها ابعاد سياسية دولية، تقوم هي بتنفيذها لصالح دول معينة.
وحول تأثير هذه العمليات على الانسحاب الاميركي قال: ليس هناك اي تأثير على هذا الانسحاب واريد ان اوضح شيئًا وهو ان قراءة الاخوة الاعلاميين غير صائبة. وللتوضيح فإن القوات الاميركية بدأت انسحابها من السنة الماضية وليس الان، وطوال تلك المدة دورها يتمثل في دور الاسناد، وبالتالي يفترض أن نتحدث عن قدرة القوات العراقية التي طوال المدة الماضية وهي تقوم بالعمليات. وأشاد العميد الطائي بقدرة القوات العراقية على سد الفراغ وتحقيق الامن قائلاً: نحن مؤمنون بالاجهزة الامنية وكلنا ثقة وامل انها قادرة على تنفيذ المهام، ولو اجرينا مسحًا للسنة الماضية لوجدنا ان هذه القدرة عالية ومتمكنة.
من جهته، اشار ضابط في وزارة الداخلية طلب عدم ذكر اسمه ان تفجيرات الاربعاء تأتي، حسب اعتقادات الارهابيين، كرد فعل على انسحاب القوات الاميركية من العراق ،ويراد منها ارسال رسالة اليها ان الانسحاب قرار خاطئ، وان عليهم البقاء . واضاف هذا الضابط الذي عبر عن حزنه لان افراد الجيش والشرطة لم يستطيعوا ان يحموا انفسهم الاشارات توضح ان تحالف حزب البعث المحظور وتنظيم القاعدة وراء هذه الانفجارات والاعتداءات على المواطنين والشرطة ، حيث ان الغدر من شيم هذا الحزب الدموي، فخروج القوات الاميركية يرفع عنهم الغظاء بما يتبجحون به من انهم يمثلون ما يسمى بـ (المقاومة) ، وفي الحقيقة هم يريدون بقاء المحتل من اجل تنفيذ اجنداتهم بقتل الناس وتدمير البلد ، لان البعثيين يعرفون اكثر من غيرهم ان استقرار البلد يعني نبذهم تماما، لذلك هم يمارسون العمليات الاجرامية من اجل اعطاء صورة للناس ان نظامهم الدكاتوري افضل من هذا النظام الديمقراطي ، وهذا النهج هو نهج البعث الذي نعرفه جيدًا.
واشار الضابط الذي قال انه يتحدث من وجهة نظر شخصية: ان هذه الانفجارات وعلى الرغم من كونها ضربت سبع محافظات الا انها لن تؤثر قيد انملة على قرار الانسحاب الاميركي ، لانه قرار غير قابل للمراجعة وانه جاء وفق دراسة للمعطيات على الارض والمستقبلية منها ، واميركا تعرف انها كسرت ظهر القاعدة.
اما المواطنون الذين تحدثوا الى ايلاف عقب انتشار اخبار التفجيرات فأبدوا استياء واضحًا مما اسموها الخروقات الامنية، واعربوا عن غضبهم من المجرمين الذين لا يراعون لشهر رمضان الكريم حرمة فدنسوا قدسيته بقتل الناس الابرياء وفيضانات الدم، لكنهم ألقوا باللائمة على الاجهزة الامنية التي تحاول الاسترخاء والغفلة دائمًا.
وقال احمد السعدي quot; اعتقد ان الخلل تتحمله الاجهزة الامنية، فأنا استغرب كيف يمكنها الاسترخاء هكذا، نحن خدمنا في الجيش ونعرف كيف اننا حين نكون في حالة انذار ، نكون في ملابسنا العسكرية وسلاحنا بين ايدينا ولا نترك اي ثغرة، اما الاخوان فهم لا يدافعون حتى عن انفسهم يأتيهم الارهابيون ويقتلونهم بدم بارد ولا يتحركون وكأنهم مخدرونquot;.
كما تساءل المواطن امير ابراهيم عن كيفية وصول السيارات المفخخة الى مسافة قريبة جدا من مراكز الشرطة دون الشعور بها، وقالquot; اين العيون التي تراقب وتنظر وتشعر بالخطر انا اعتقد ان فلول البعث المنحل هي التي تقوم بهذه التفجيرات وقد سمعنا ان هذه الفلول بدأت تتحرك ولا سيما انهم يؤيدون بعض الاشخاص في العملية السياسية ، وهي محاولات للضغط على الاطراف المتنافسة من اجل اعطاء الحكومة للشخصية التي يردونها، خصوصًا ان البعثيين بدؤوا في المدة الاخيرة الترويج لمحاولة اغتيال ستتعرض لها شخصيةquot; ، واضاف : بالتأكيد ان الحكومة تتحمل جزءًا من هذا الاخفاق فهي بعدم قدرتها على تشكيل الحكومة الجديدة منحت الارهابيين فرصة كبيرة لتنفيذ جرائمهم، فنحن في العراق نتأثر سريعًا بما يحدث حولنا، والجنود اعتقد انهم تأثروا بالمشاكل المحيطة بتشكيل الحكومة فلم ينتبهوا كثيرًا.
بدوره قال سالم علي مذكور : quot;اعتقدنا ان الأمان عم في بغداد والامن استتب، وان شهر رمضان سيكون فاتحة خير لتغيير نحو الافضل ، ولكن للاسف كان يوم الاربعاء كئيبًا وعلى غير ما اعتقدنا، وقد تصاعدت نيران الانفجارات وسالت دماء الابرياء، ولا يمكنني ان اقول سوى ان السبب هو انشغال السياسيين باختيار رئيس للحكومة ومن سيحصل على كرسي رئاسة الوزراء ، ولا يوجد مسؤول يتولى حماية هؤلاء الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى سعيهم لكسب رزقهم،خصوصًاأننا في شهر رمضان المبارك شهر الرحمة، فأنا أحمّل الحكومة ما يحدث في بغداد من قتل وانفجارات واغتيالات واطالبها بأن ترحم هذا الشعب الفقير وتلتفت له بعدما أدى ما عليه في الانتخابات فاليوم جاء دورها في ترجمة ما وعدتنا به من أمان واستقرارquot;.
وحملت المواطنة هدى عبد الجبار الازمة السياسية التي تمر بها البلاد مسؤولية هذه الانفجارات وقالت: ان التفجيرات التي حصلت وراح ضحيتها الناس دليل على سوء الوضع الامني في بغداد خصوصًا وفي العراق عمومًا، والسبب المباشر هو الأزمة السياسية التي تمر بها الحكومة من أجل تشكيلها واختيار رئيس الوزراء. واضافت : لقد بكيت كثيرًا وانا اشاهد اثار دماء جثتي الجنديين اللذين يحرسان السوق الشعبية في حي العامل، فما ذنبهما ؟ اللعنة على الارهابيين فهم لا يمتلكون اي انسانية وكان عليهم احترام هذا الشهر الفضيل، ولكن من اين يأتيهم الاحترام وهم مجرمون، ولكن لا بد ان تعرف الحكومة ان الشعب طفح كيله ولم يعد يمتلك صبرًا، ولكنه يتمنى فقط الأمان والاستقرار، فمتى نشعر بالامان ولا نسمع اخبار الانفجارات ولا نرى الدماء؟quot;.
أما سعد الهلالي فقال quot;راح احد اقاربي ضحية تفجيرات الصليخ، كل ذنبه انه كان مارًا من هناك، والغريب ان هذه التفجيرات الارهابية تحدث في الاماكن التي يحرسها الشرطة والجنود. انا اعتقد انها رسالة من الارهابيين على انهم قادرون على مواجهة الاجهزة الامنية. هذه سلوكيات البعثيين التي خبرناها جيدًا ، فهم مخادعون غادرون لا يحترمون اي حرمة دينية. وقد ازدادت مخاوفنا من كثرة هذه الانفجارات لكنني أحمّل مسؤوليتها على الحكومة التي لم تتشكل لحد الآن وهي التي انشغلت بامورها الخاصة ليعبث الارهابيون بالبلد فسادًا وتفجيرًاquot;.
وكانت سبع محافظات عراقية شهدت الأربعاء مقتل نحو 70 شخصًا وإصابة أكثر من 200 بجروح نتيجة سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة استهدفت مراكز أمنية وحواجز تفتيش للجيش والشرطة.
التعليقات