قضايا كثيرة تبقى بدون حل مع الإنسحاب الأميركي من العراق

أكد جنود من آخر وحدة أميركية مقاتلة غادرت العراق انهم يشعرون بالارتياح لمغادرة هذا البلد وبالفخر لانهم انجزوا واجبا quot;يستحق كل التضحياتquot;.

كامب فرجينيا: قال اللفتنانت ديفيد فالتنر الذي ينتمي الى وحدة سترايكر الرابعة من فوج المدفعية الثاني التي انسحبت الى الكويت quot;اشعر بارتياح كبيرquot;. وبينما كان يستريح في المعسكر الصحراوي في الكويت، يظهر الضابط البالغ من العمر 24 عاما خاتما ايرلنديا يريد اهداءه لخطيبته. وقال quot;اريد فقط ان اضمها بين ذراعي بقوة (..) سنتزوج في تموز/يوليو المقبلquot;.

وغادر نصف عناصر الوحدة البالغ عددهم اربعة الاف شخص العراق عائدين الى الولايات المتحدة. وسيغادر الباقون خلال اسبوعين، بحسب المتحدث العسكري الكوماندانت ادوار ماكراي. من جهته يقول السرجنت مايكل بايتل ببهجة واضحة quot;يغمرنا شعور كبير بالتاثر وانا سعيد جدا بان كل شيء انتهىquot;.

وينتظر السرجنت الآتي من مدينة كولومبوس جانكشن في ولاية ايوا، رحلته الجوية الى الولايات المتحدة بشوق كبير. ومعسكر كامب فرجينيا الواقع على بعد 70 كلم شمال العاصمة الكويتية واحد من بضع قواعد اميركية ما زالت موجودة في الكويت بعد ان انشئت استعدادا لاجتياح العراق في 2003 الذي ادى الى سقوط نظام صدام حسين.

ومنذ ذلك الحين، تستخدم القوات الاميركية الكويت ممرا من والى العراق وافغانستان. وينتشر في الكويت حاليا حوالى 15 الف جندي اميركي. وفي هذا المعسكر المحصن، يقوم الجنود العابرون بالتدرب وبالاسترخاء ويستفيدون من خدمات كثيرة منها امكانية الاتصال باقاربهم مجانا.

وبينما كانت تلعب البلياردو، قالت الجندية كليم دينيشا (20 عاما) التي جاءت من احدى محميات السكان الاصليين في اريزونا quot;انا متحمسة جدا لفكرة العودة واكاد لا استطيع ان انتظر رؤية والدتيquot;. وذكرت الجندية انها امضت حوالى سنة بالقرب من بغداد بدون ان تشارك فعليا في عمليات القتال. وقالت quot;لا قتال لا هجمات، كانت مهمتي بغاية الهدوءquot;.

واكد معظم زملاء دينيشا ان السنة المنصرمة لم تشهد الا القليل من الهجمات في منطقة ابو غريب غرب بغداد حيث كانوا منتشرين. وذكر بعضهم ان الجنود العراقيين هم من كان يخوض اشرس المعارك في المنطقة التي كانت تعد من المواقع الصعبة في السابق.

وقال الكابتن ديريك نويل الذي جاء من غيتيسبيرغ في ولاية بنسلفانيا quot;في معظم الاوقات، كانت القوات العراقية تدير الدفةquot;. وامضى قائد السرية البالغ من العمر 29 عاما 15 شهرا في العراق حيث خدم مرتين. كما خدم في افغانستان في 2004.

وقال quot;من الصعب ان نصدق ما يحصل، فالامور تغيرت كثيراquot; بين وصوله للمرة الاولى الى العراق في 2006، وخدمته للمرة الثانية في العراق مؤخرا. وقال quot;في المرة الثانية بالكاد كان هناك اي قتالquot;. وبحسب الكابتن العازب، فان quot;ما انجز في العراق يستحق كل التضحيات ولو كان ذلك صعبا في بعض الاحيانquot;.

وقتل اكثر من 4400 عسكري اميركي في العراق اضافة الى 300 عسكري من قوات التحالف والاف الجرحى منذ الاجتياح في اذار/مارس 2003. ومن الجانب العراقي تشير تقديرات الى مقتل مئة الف مدني وعسكري اضافة الى مئات الاف الجرحى.

وتؤكد واشنطن انها جلبت الديموقراطية الى العراق بعد حكم صدام حسين، الا ان العراق يشهد اليوم ازمة سياسية ويعاني من بنية تحتية مهترئة ومدمرة في ظل استمرار اعمال العنف على خلفية التوترات الطائفية.

وقال الجندي جوش شياسون من مدينة سياتل بعد ان امضى خمسة اشهر في العراق quot;اشعر انني قمت بامر مهم جدا للشعب العراقي وبانني ساعدت الجنود العراقيينquot;. اما اللفتنانت فالتنر فقال انه لحظ تغيرا لدى العراقيين في الفترة الاخيرة. واضاف quot;تمكنا من مصافحة العراقيين ومن تقديم المؤن لهم. لقد تغيرت نظرة الناس واصبحت اكثر ايجابية وتفاؤلا مع قدر اكبر من مشاعر الصداقةquot;.