quot;القوات

القوات الأميركيّة المقاتلة تنسحب وسط تطبيق ديمقراطي متعثر

فيما يلقي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس الاميركي باراك أوباما اليوم خطابين لمناسبة إكمال سحب القوات الأميركيّة المقاتلة من العراق فقد باشرت خلية الأزمة الوزارية العراقية تطبيق إجراءات حازمة لمواجهة تحديات الانسحاب إثر معلومات عن تحركات لتنظيم القاعدة بينما اعتبر حزب البعث المحظور الانسحاب نصرًا للمقاومة.. فيما يبدأ نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن الذي يقوم بزيارة سادسة إلى بغداد منذ مطلع العام 2009 مباحثات مع القادة العراقيين تستهدف حثهم على الانتهاء من مفاوضات تشكيل حكومتهم الجديدة.

يتحدث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم الى العراقيين عن هذا الانجاز الذي يتحقق خلال فترة ولايته ويؤكد ضرورة دعم الكتل السياسية للقوات الامنية من اجل مواجهة الارهاب. وسيؤكد المالكي ان هذا الانسحاب يحقق السيادة العراقية ويشدد على التصميم على مواجهة quot;تنظيم القاعدة وبقايا النظام السابقquot; وهي التسمية التي تلقي عليها السلطات مسؤولية اعمال العنف التي تشهدها البلاد.

اما الرئيس اوباما فينتظر ان يؤكد في خطابه على ما يصفه مسؤولون في الادارة الاميركية بأنه وفاء بالتعهد الذي قطعه على نفسه أثناء حملته الانتخابية بالخروج من العراق لكنه سيتجنب إعلان النصر أو نهاية واضحة للصراع في هذا البلد. وقال بيل بيرتون نائب المتحدث الصحفي للبيت الابيض للصحافيين أن أوباما quot;سيتخذ من خطابه بشأن العراق فرصة لتكريم الرجال والنساء الذين حاربوا بشجاعة كبيرة هناك والحديث مباشرة مع الشعب الاميركي بشأن مهمتنا في أفغانستان وما يفعله في أنحاء العالم للمساعدة على ضمان تمتعنا بالامن والامان هنا في الوطنquot;.

لكن قائد القوات الأميركية الذي سينهي مهامه في العراق غدًا الاربعاء الجنرال راي أوديرنو أكد إن الحرب لم تضع أوزارها بعد وإن العراق ليس مستقرًّا بعد، وإن القوات الأميركية ربما تتعرّض للخطر وتتكبد خسائر قبل انسحابها النهائي مع نهاية العام 2011.

ولا يزال أمام العراق طريق طويل فقادته لم يتمكنوا من الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية جديدة بعد ستة شهور من الانتخابات كما تعرضت البلاد لسلسلة من أعمال العنف المنسقة مثل هجمات على قوات الامن أسفرت عن مقتل 62 شخصًا على الاقل وإصابة أكثر من 250 آخرين في أنحاء العراق الاربعاء الماضي.

جو بايدن لدى وصوله إلى بغداد

وبدءًا من اليوم الثلاثاء تنتهي عمليات quot;تحرير العراقquot; وينخفض عديد القوات الاميركية في العراق من 170 الفًا الى 49 الفًا حيث اعلنت خلية الازمة الوزارية العراقية عن وضع خطط أمنية جديدة تتناسب وتصعيد الجماعات المسلحة لعمليات العنف وقررت اخضاع مواكب جميع المسؤولين للتفتيش في نقاط السيطرة العسكرية.

واعلنت قيادة عمليات بغداد ان خلية الازمة الوزارية قد بحثت خلال اجتماعها السادس لهذا العام الذي شارك فيه وزراء الدفاع والداخلية والامن الوطني ورئيس اركان الجيش اضافة الى محافظ بغداد ومدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة وقائد عمليات بغداد وعدد من القادة الامنيين مستجدات الوضع الامني و quot;وضعت الخطط المستقبلية لمواجهة التحديات الارهابيةquot;. واشارت الى انه تم خلال الاجتماع التأكيد على ضرورة تعاون المواطنين مع الاجهزة الامنية quot;من اجل القضاء على الزمر الارهابيةquot;.. كما قررت اخضاع مواكب جميع المسؤولين من دون استثناء للتفتيش خلال مرورها بنقاط التفتيش العسكرية.

وبالترافق مع ذلك تم نشر اعداد كبيرة من أفراد القوى الامنية في محيط مطار بغداد الدولي والطرق المؤدية اليه وتشديد الاجراءات الامنية تحسبًا لهجمات محتملة ضد المطار خلال الفترة المقبلة وتأمين سلامة المسافرين. وتسود العاصمة العراقية مخاوف من عمليات انتقامية للمسلحين في ظل حركة عسكرية مكثفة رافقها تحليق لطائرات مروحية على مدى ساعات في اجواء المدينة ذات السبعة ملايين نسمة.

أما الناطق الرسمي بإسم القوات الأميركية في العراق الجنرال ستيفن لانـزا فقد أعلن ان اليوم الثلاثاء هو اخر يوم لما يطلق عليه quot;عملية تحرير العراقquot; حيث سيتم غدًا الاول من ايلول (سبتمبر) تطبيق quot;عمليـة الفجر الجديدquot;.

وقال لانـزا quot;سنتحول من تنفيذ العمليات العسكرية إلى تنفيذ العمليات المرتبطة بحالة تعزيز الاستقرار وتقديم المشورة ضمن عملية الفجر الجديدquot;. واشار الى ان quot;عملية الفجر الجديدquot; ستفضي بعد تنفيذها إلى تحقيق ثلاثة أهـداف كبيرة : هي انها ستفضي اولا إلى قيام القوات الأميركية بالمشاركة مع قوات مغاوير العمليات الخاصة العراقية في تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب والتمرد كما ستقوم بتقديم المشورة والإسناد للقوات الأمنية العراقية وذلك من خلال التعايش والتواجد الفعلي مع تلك القوات الرديفة في مواقعها وحتى مستوى الكتيبة العسكرية.

واوضح لانـزا أن المهمة الثانية ستتولى تشكيل ست فِـرقٍ أو مجاميع متخصصة بتقديم المشورة والتوجيه قد تم تخصيصها لتمكين القوات الأمنية العراقية من بناء وتطوير قدراتها وإمكانياتها. وفيما يخص الهدف الثالث قال الجنرال لانـزا إن القوات الأميركية ستستمر خلالها في في دعم ورعاية جهود فرق إعمار المحافظات العراقية التي تضطلِـع السفارة الأميركية في العراق بتنفيذ مهامها وواجباتها والتي تهـدف إلى تنفيذ المشاريع ذات الطابع المدني وتطوير المؤسسات المدنية العراقية.

وقد تراجع عدد قوات الجيش الاميركي في العراق منذ الثامن عشر من الشهر الحالي الى أقل من خمسين الف جندي ليبلغ 49700 فرد حيث سيبقى العدد عند هذا المستوى حتى الصيف المقبل.. بعد ان كان عدد الجنود الأميركيين في عام 2007 حوالي 167 الفا. وقد فقدت القوات الاميركية في العراق اكثر من 4400 عسكري لقوا مصرعهم منذ اجتياحه في عام 2003.

البعث يعتبر الانسحاب نصراً للمقاومة

واعتبر حزب البعث المحظور انسحاب القوات الاميركية من العراق اليوم نصر للمقاومة وفصائلها وهاجم ايران متوعدا هزيمتها في هذا البلد. وقال الحزب الذي تتهمه السلطات العراقية وتنظيم القاعدة بعمليات العنف التي تضرب البلاد في بيان اليوم حصلت quot;ايلافquot; على نسخة منه انه quot; اليوم الحادي والثلاثين من آب العام 2010 الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك الفضيل العام 1431 هجرية أتمت قوات الاحتلال الأميركي القتالية هروبها من العراق بفعل الضربات القاصمة لمجاهدي البعث وفصائل المقاومة الباسلة كلها الذين شرعوا بجهادهم الملحمي منذ اليوم الأول للاحتلال وعلى مدى ما يزيد على السبع سنوات بخمسة أشهر أوقعوا فيها الخسائر الفادحة بالبشر والمعدات والأموال وبقوات الاحتلال الأميركي وحلفائهمquot;.

واضاف quot;وبذلك عادوا يجرون أذيال الخيبة والخسران والخذلان المبين من حيث أتوا سالكين ذات الطرق والقواعد التي قدموا منها غزاة بغاة وعادوا مدحورين خاسئين بفلولهم المرعوبة الحائرة المنهزمة يجللها الخزي والعار وتلاحقها لعنة التاريخ الأبديةquot;.

وقال quot;لقد كان الإعلان الأميركي السافر عن الهروب في الثلاثين من حزيران العام الماضي الى قواعدهم التي لم تكن أمنة بفعل النيران الحامية للمقاومة الباسلة وحممها الحارقة من أهم الحلقات الحاسمة لهزيمتهم المدوية التي أفضت الى الهروب التام لقواتهم القتالية في هذا اليوم المبارك من شهر رمضان الفضيل فلقد استلهم مجاهدو البعث والمقاومة قيم الثبات والجهاد من معاني هذا الشهر الكريم ومآثر العرب المسلمين الأوائل في عصر صدر الرسالة الإسلامية الخالدةquot;.

وقال quot;لن تنطلي على شعبنا الواعي الصابر المحتسب ومقاومته الباسلة وقواه المناهضة للاحتلال التواطئآت الأميركية الإيرانية لتوريث الاحتلال الأميركي للاحتلال الإيراني عبر محاولة التمديد لولاية (....) المالكي والتحالف المشبوه الموالي لإيران بعد ستة أشهر من إطالة أمد مهزلة ما يسمونه تشكيل الحكومة وإيكال الأدوار البائسة الى عملائهم وشركات حمايتهم الأمنية من كل صنف ولونquot;.

واضاف في الختام quot;أن بأس المقاومة العراقية الباسلة وشعبنا المجاهد الأبي التي هزمت المحتلين شر الهزيمة لقادرة على إلحاق الهزيمة المنكرة بحلفائهم الصهاينة والفرس وعملائهم الاخساء وإجهاض مخططاتهم الاحتلالية الجديدة القديمة وإقامة حكم الشعب الحر التعددي الديمقراطي المستقل تتويجًا لجهاد جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني وقيادتها العليا وقيادات وفصائل المقاومة كلها والسير قدمًا على طريق البناء الوطني الديمقراطي القومي الاشتراكي والنهوض الحضاري والإنساني الشاملquot;.

بايدن يبدأ بمباحثاته مع القادة العراقيين حول تشكيل حكومتهم

ويبدأ نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن الذي يقوم بزيارة سادسة الى العراق منذ كانون الثاني/ يناير العام 2009 بمباحثات مع القادة العراقيين تستهدف حثهم على الانتهاء من مفاوضات تشكيل حكومتهم الجديدة

وقال البيت الابيض إن زيارة بايدن الى العراق تأتي للمشاركة في مراسم تغيير قيادة القوات الاميركية في العراق والوفاء بالالتزام الذي قطعه الرئيس باراك اوباما في اول شهر له في منصبه بالانسحاب من العراق. واضاف ان بايدن سيناقش خلال زيارته آخر التطورات في العراق ويحث القادة العراقيين على الانتهاء من المفاوضات بشأن تشكيل حكومة جديدة.

واشار الى ان زيارة نائب الرئيس في هذه المرحلة من شأنها أن تعزز التزام الولايات المتحدة على المدى الطويل في العراق حيث سيجتمع مع كل من الرئيس العراقي جلال طالباني ونائبيه طارق الهاشمي ،وعادل عبد المهدي اضافة الى رئيس الوزراء نوري المالكي وزعيم الكتلة العراقية اياد علاوي و رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم وغيرهم من الزعماء السياسيين.

وقال توني بلينكن مستشار بايدن لشؤون الامن القومي quot;باختصار نحن مصممون على بناء علاقة مشاركة طويلة الاجل مع حكومة العراق ومع الشعب العراقي لكن بناء المشاركة يحتاج الى شريك.quot; أضاف في تصريحات للصحافيين في بغداد quot;ولذلك فانا واثق من ان نائب الرئيس سيتحدث ايضا في اجتماعاته بشأن عملية تشكيل الحكومة عندما يجتمع مع الزعماء العراقيينquot;.

ويتولى بايدن مسؤولية الملف العراقي داخل الادارة الاميركية ويعتبر رجل أوباما للمهام الصعبة في العراق وتأتي زيارته هذه في الوقت الذي تهدد فيه المشاحنات السياسية بالتصاعد الى مستوى الازمة لكن المسؤولين الاميركيين غادة ميؤكون انهم لا يعتقدون ان لهم حق التدخل المباشر في الشؤون العراقية المتعلقة بحكومتهم التي يقولون انها شأن داخلي بحت.

ومن جانبه، اعرب قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو عن قلقة من الازمة السياسية التي يمر بها العراق معتبرًا ان عدم التوصل الى تشكيل حكومة يسيء الى ثقة العراقيين في الديمقراطية. وقال اوديرنو الذي سيغادر منصبه غدًا الاربعاء انه يأمل في ان المفاوضات من اجل تشكيل حكومة ستنجح معتبرًا انه لا يزال امام المسؤولين العراقيين quot;اربعة او ستة او ثمانية اسابيعquot; قبل التوصل الى ذلك.

واضاف في تصريحات لصحيفة quot;نيويورك تايمزquot; اليوم انه في حال تجاوزت المفاوضات quot;الاول من تشرين الاول/ اكتوبر ما معنى ذلك؟ هل سيتم اجراء انتخابات جديدة؟ انا قلق بعض الشيءquot; معتبرًا ان هناك مخاطر تحدق بالديمقراطية الهشة في العراق.

وقال quot;كلما استغرقت (المفاوضات) وقتًا كلما يمكن ان يشعرالعراقيون بالاحباط ازاء العملية نفسهاquot;. وتابع quot;اتمنى الا يفقدوا الثقة في النظام، النظام الديمقراطي لأن ذلك سيشكل مخاطر على المدى البعيدquot;. وكانت واشنطن تأمل في ان يكون قد تم تشكيل حكومة عراقية عند تسليم السلطة حيث قال اوديرنو quot;اذا كان هناك حكومة اعتقد ان الامر سيكون على ما يرام اما اذا لا فلا اعرفquot;.