فضاء الرأي

هيئة علماء المسلمين وممارسة السياسة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فجّر السيد أحمد الريسوني نائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين قنبلة مدوية. أصدر فتوى مختلفة تماما عن الفتاوى التي تعود إصدارها، فلقد قال عن الذين يحاربون داعش: إنهم: ((يقاتلون لأجل الإمارات المتحدة، والإمارات تقاتل لأجل الولايات المتحدة، وهذه تقاتل لأجل إسرائيل، وإسرائيل تقاتل لأجل العدوان والشيطان)). لقد وضع بفتواه الكل في سلة واحدة وذهب لينام ويستريح.

لكن لماذا قام السيد الريسوني بالتصويب على الإمارات العربية المتحدة لوحدها، واعتبر أن من يواجه داعش يقاتل من أجلها؟؟ لماذا اختار هذه الدولة بالذات ولم يتذكر أي دولة أخرى غيرها؟؟؟ ما الحكمة والسر وراء ذلك؟؟؟

من المعروف بالنسبة للعام والخاص أن دولة الإمارات العربية المتحدة ليست لديها حدود مشتركة مع سوريا والعراق البلدان اللذان يسيطر على أجزاء منهما تنظيم داعش وحيث تجري مواجهتهما هناك. توجد دول أخرى تفصل الإمارات عن سورية والعراق وهي معرضة لتهديد داعش أكثر. ومع ذلك انتقى السيد الريسوني الإمارت واستهدفها بكلامه دون بقية الدول المحيطة بالعراق وسورية.

ما علاقة تصرف السيد الريسوني هذا بالدين الإسلامي؟؟ الإسلام كدين لا يقبل بكيل الاتهام للناس وإلقاء الكلام فيهم جزافا ومن غير ضوابط، خصوصا عندما يصدر الكلام والاتهام عن رجل له صفة نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.&

السيد الريسوني في هذه الحالة يتحدث كرجل سياسة، إنه يصفي حساباته الشخصية مع الإمارات العربية المتحدة، فلأنها وضعته وهيئة علماء المسلمين في خانة الإرهاب، فإنه رد عليها وقام بإنزالها بالمظلة ليطلق عليها النار بمفردها.&

&تصرف الريسوني هذا يبين أنه تصرف لا تربطه أي صلة بالدين الإسلامي. فنحن نواجه هنا سياسيا يدافع عن خيار سياسي لأسباب تتحكم فيها غالبا مصلحته ودوافعه الشخصية كفرد، ومصلحة الجماعة التي ينتمي إليها.&

ويضيف السيد الريسوني قائلا: (( إن تغول تنظيم داعش راجع لعوامل متعددة، أكثرها وأهمها مصنَّع وموجَّه)). مشيرا إلى (( أن الأيدي الأميركية والسورية والعراقية والإيرانية ضالعة في ذلك قطعا)). لا نفهم كيف أن نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تمكن من دمج المصلحتين السورية والإيرانية مع نظيرتهما الأميركية في صنع داعش؟؟&

فواشنطن تعلن منذ بداية الأزمة السورية أنها تريد إسقاط بشار الأسد وإزاحته عن السلطة لأسباب إستراتيجية معروفة، قال ذلك أوباما وأعاده أكثر من مرة، فلماذا سيتعاون بشار وأوباما وروحاني من أجل خلق داعش؟؟ ما هي القواسم المشتركة بين هذه الدول خصوصا في الأزمة السورية؟؟

يجد الإسلاميون صعوبة كبيرة في الترويج لإطروحة أن داعش صناعة أمريكية وإيرانية لإنقاذ الأسد، وتسويقها بين الناس، ولكن رغم أنهم عجزوا عن خلق تجاوب لدى الرأي العام مع هذه الأطروحة، فإنهم لم ييأسوا، وما زالوا إلى اليوم يرددونها هي ذاتها بلا كلل ولا ملل.&

ثم لماذا حصر صنع داعش في سورية وإيران وأميركا؟؟ بعض الدول الخليجية أليست لها يد في بروز هذا التنظيم وغيره من التنظيمات المشابهة له؟ من هي الدولة التي تشكل الحاضنة التي تفقس الإرهابيين وتغذي بهم جميع بؤر التوتر في العالم؟ أليست معروفة من لدن الجميع؟؟ لماذا لا يقترب السيد الريسوني من حياض هذه الدولة ولا يتهمها بصنع داعش كما يفعل مع إيران وسورية؟؟؟&

ومن هي الجهات التي تغدق الأموال الطائلة على التنظيمات المتطرفة لإسقاط بشار الأسد وضرب التحالف الاستراتيجي القائم بين سورية وإيران؟ هل هي مخفية ومجهولة إلى الدرجة التي لا يعرفها السيد نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ليشير إليها هي أيضا في سياق حديثه عن صنع داعش وغيرها من المنظمات المتطرفة؟ ألا تكون وراء هذا السكوت دوافع طائفية؟؟ ألا يأمرنا الإسلام بعدم التمييز بين المسلمين والصدح بالحق مهما كان ذلك مكلفا؟؟

الملفت في كلام السيد الريسوني هو قوله: (( إن الدول العربية والأوروبية التي يتوافد منها المقاتلون إلى صفوف التنظيم تتغاضى عن خروجهم وتَنَقُّلِهم وعبورهم.. وهي قادرة تماما على منعهم لو أرادت))، المثير هنا، هو أن صاحب هذا الكلام لم يشر ولو بإشارة عابرة ومن بعيد، إلى تركيا؟ لقد وضعها جانبا ولم يتحدث عنها.&

لماذا هذا السكوت غير المفهوم عن الدور التركي في تسعير لهيب التطرف في المنطقة؟ ألا تشكل تركيا المعبر الرئيسي الذي يمر منهم المقاتلون الوافدون إليها من جهات الدنيا الأربع والمتوجهون منها مؤطرين ومؤدلجين (( للجهاد)) في سورية؟؟ ألا تعتبر تركيا هي عمقهم الاستراتيجي في قتالهم مع الجيش العربي السوري بحيث منها يتزودون بالسلاح وبالذخيرة وبالمتفجرات والقنابل التي يدمرون بواسطتها سورية؟؟

لا يحتاج الإنسان إلى معرفة خاصة لإدراك أن السيد الريسوني تحاشى الحديث عن تركيا من منطلق أنها محكومة من طرف الإسلامي رجب أردوغان. وهنا أيضا يتحدث نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كسياسي وليس كرجل دين. إنه في نفس الخط السياسي لأردوغان، ولذلك لا بأس من التستر عليه، والسكوت عن دوره في صنع داعش والجرائم والمذابح التي تقترفها في سورية والعراق.

لا يجد السيد الريسوني والهيئة التي ينتمي إليها أي حرج في التناقض مع نفسهما، فلقد أيدا بحماس شديد تدخل الناتو في ليبيا لتدميرها وتحويلها إلى دولة فاشلة، كما أن الهيئة إياها ممثلة في قائدها البارز القرضاوي توسلت مرارا وتكرارا الإدارة الأميركية وأوباما شخصيا التدخل في سورية لإسقاط بشار الأسد، حتى إن جاء التدخل مصمما لمصلحة إسرائيل تحديدا، ولكن هاهو السيد الريسوني الآن وهيئته على ما يبدو، يرفضان تدخل أميركا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة؟ فلماذا هذا التناقض وما معناه؟؟

يوضح هذا التناقض، أن رفض الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين التدخل الأمريكي في المنطقة ليس رفضا يصدر عنه بشكل مبدئي ومطلق من منطلق ديني إيماني خالص. فالتدخل في المنطقة، حتى العسكري والتدميري منه، مقبول ومرحب به بحرارة، إن كان يخدم الاتحاد إياه، كما في ليبيا وسورية، والتدخل مرفوض إن كان يتنافى مع مصلحته.&

فنحن إذن مع أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لسنا أمام رجال دين، يتخذون المواقف، وفقا لما يقتضيه ويحث عليه الدين من مبدئية وقطعية، وإنما أمام أشخاص يمارسون السياسة في اتخاذهم للمواقف، بكل ما تقتضيه ممارسة السياسة من تحايل وتمويه ومراوغة وميكيافلية.

&* كاتب من المغرب

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اقرأ
عائشة الطفلة -

الاستاذ عبد السلام بنعيسي المحترم. تعجبني عندما تكتب وتقول ولكنك لا تقرأ ما تؤمن به ولا تقرأ ما تقول. (ما علاقة تصرف السيد الريسوني هذا بالدين الإسلامي؟؟ الإسلام كدين لا يقبل بكيل الاتهام للناس وإلقاء الكلام فيهم جزافا ومن غير ضوابط، خصوصا عندما يصدر الكلام والاتهام عن رجل له .....).لو كان الدين الاسلامي لا يقبل بكيل الاتهام للناس وإلقاء الكلام فيهم جزافا ومن غير ضوابط اذا من قال هذا:اولا: ((تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا، وَتَجِدُونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَيَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ))ثانيا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّثالثا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.رابعا: وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا.كنت ساذكر اكثر من هذا ولكن الان اعرف انك لا تقرأ

لمن يهمه الامر
متابع--خليجي -

اتمنى من رجال الدين ان يعطونا رأيهم في الذي سببتدمير العرب والدول الاسلامية والمجتمعات المدنية– وهؤلاء الاربعة مسؤوليين—- -1- سيد قطب المصري—–2–ابو الاعلى المودودي الهندي—-3- الخميني الايراني4- السلفية المتشددة التكفيرية— نعم معظم المشاكل والتكفير وخروج الحركات التكفيرية المجرمة—بسبب هؤلاء –خرجت لمجتمع أمية تفوق ال 50% مع عاطفة دينية –هل سمعتوا من بين عشرات الاديانفي العالم رجال دين يحرضون على قتل الاخرين؟ وبعيد عن المجرمين المشعوذين–وهناك ملايين العرب الحدوا-و بعشرات الاف اعتنقوا ال مسيحييه —

الاسلام دين ودولة
فول على طول -

لا ينكر أحد المقولة الشهيرة بأن الاسلام دين ودولة بالرغم من أن تجربة الدين والدولة - جميع الأديان - تجربة فاشلة ومع ذلك يصر الذين امنوا على ترديد المقولة وحشر الدين فى السياسة أى فى الدولة ويضعون فى كل الدساتير موادا دينية اسلامية لم نجنى من ورائها الا التمزق والقتال . وأيضا هناك اصرار على أن من أفتى وقد أخطأ فلة أجر واحد - على الخطأ - ولة أجران على الصواب ولا أحد يعرف بالضبط ما هو الخطأ وما هو الصواب ؟ لأن الخطأ من وجهة نظر قد يكون صواب من وجهة نظر الاخرين ..بالتأكيد هذة النظريات تؤدى الى التشرذم والقتال ..والحل هو أن يتوقف المؤمنون عن الفتوى وخاصة فى مجال السياسة وحتى الدين لأنة ليس من المعقول وبعد 14 قرنا هناك أمور غامضة فى الدين وتحتاج للفتوى . وأن نحترم الدين ونضعة فى مكانةاللائق بعيدا عن السياسة تماما ..هل نفعلها ؟ بالتأكيد لا . اذن يظل القتال والتناحر الى أن يقضى اللة أمرا كان مفعولا .. هنيئا لكم .

أحمد الريسوني
Sohaad -

من هو الريسوني ، هل هو ألان أصبح الناطق الرسمي أو المفتي باسم الأسلام والمسلمين وما أكثرهم ، كما ومن هم هيئه علماء المسلمين ، قد أكون مخطأ ، لكن أعتقد أنهم جماعه القرضاوي . هل كل من كتب أو أفتى بامكانه الأدعاء أنه يتكلم باسم المسلمين ، لقد احترنا من هو الذي يمثل المسلمين ويفتي لهم ، لا أعلم شخصيا سوى الأقل من القليل في شؤون ألدين ؛ فهل أن كتبت شيئا عن ألدين أو أبديت رأي معين عن أي موضوع يتعلق بالدين ...( ولن أفعل ) سوف يأخذ به !!! . والى التعليقين 1 & 3 أقول ، ليس كل من أفتى أو تكلم بالدين يمثل الأسلام والمسلمين .

وضع مصر والعرب
متابع--خليجي -

اي اسلام----الاسلام اليوم عبارة عن مطية--كل يمتطيها- والدليل مايحل من الجماعات الدينية دمروا بلدانهم --الصومال-العراق-مصر-اليمن-سوريا -ليبيا كما عماوها بالجزائر---- الحل-----دول عربية علمانية اشتراكية- بل بسبب الكثافة السكانية 350 مليون- والفوضى الادارية وقلة الانتاج--ويعجبني الكرد بتبنيهم الفكر المدني والعلماني---------الدين لمن يرغب -العبادات والاحوال الشخصية فقط - نعم---النظام ارأسمالي جشع--ويرهب الانسان--بسبب انهم يتخذون من الدين سبب للممارسات الغير انسانية بالغالب اتمنى رجوع -عهد عبدالناصر الزعيم الخالد حيث الاشتراكية الوطنية---من بعده انتهت مصر واولها ارجاع النساء الى حقبة القرون الوسطى بسبب فكر الشعوذة والدجل-بعد ان تحررت من 100 سنه-- اضافة الى الفقر وقلة الانتاج والصناعات العملاقة وتراجع الثقافة والابداع--عبدالناصر زعيم فريد من نوعه لكن المؤامرات كانت ضخمة-مع وجود اخطأ

الى رقم 4 وبعد التحية :
فول على طول -

السؤال الهام والمستعجل والمتكرر ..من يمثل الاسلام والمسلمين ؟ ومتى سيظهر ؟ ولماذا لم يظهر حتى الان ؟ وما هى وظيفة المفتى بعد 14 قرنا على الاسلام ؟ هل هناك أمورا مازالت غامضة فى الدين الحنيف ؟ أسئلة كثيرة مطلوب الاجابة عليها أمام أنفسكم ولو أمكن شرحها لنا حتى نستوعب فان الرسالة المحمدية للعالم كلة كما تقولون وليس للمسلمين فقط . مع تحياتى .

الى رقم 6
Sohaad -

لو شرحنا لك أكثر لن تفهم ، كما ونحن كذلك لا نريد منك أن تفهم لان عقلك وتفكيرك موجهه الى اتجاه واحد، كما وان الموضوع فوق مستوى تفكيرك ولن تستطيع استيعابه أو فهمه ، سيبك من حكايه الفهم والشرح واستمر في تركيز تعليقاتك على الذين امنوا ، وبلاش تفهم أحسن لك وللجميع .