فضاء الرأي

تأهيل النظام السوري أم شرعنة الجريمة؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قال باراك أوباما في خطابه الأخير أمام مؤتمر مكافحة الإرهاب في أميركا: إن ممارسات المالكي الطائفية في العراق ضد السنة العرب، وجرائم الأسد هي وراء نمو داعش، واعتبر أن الأسد هو من دعم نمو داعش.&

في هذا القول يحاول أوباما ابعاد سياسته عن الواجهة، والتي هي السبب الأساسي والرئيسي، ليس في ظهور داعش ونموها، بل في ممارسات المالكي وجرائم الأسد. أوباما وادارته، يريدون الدفاع عن سياساتهم التي كلفت شعوب المنطقة ملايين الضحايا والمشردين واللاجئين والمعتقلين والمدن المدمرة. إضافة ان نفاق أوباما واضحا في خطابه وسياسته، فهو يحاول ابعاد إيران عن واجهة الجريمة أيضا.&

أوباما يعرف أن وراء سياسات المالكي كانت إيران وثقافة ملاليها وسلوكهم الطائفي الإرهابي المجرم. ثم خرج علينا قبل أيام رئيس السي أي ايه بالقول إن أمريكا وروسيا منعت سقوط الأسد، لكي لا يأتي المتطرفون. بعده تابعت هذه الإدارة كذبها الصفيق أمام العالم بتصريحين لوزير خارجتيها جون كيري الذي أذهل العالم بصفاقة كذبه عندما قال" نحن نعلم بوجود قوات إيرانية بالعراق بقيادة قاسم سليماني، لكن دون اي تنسيق معها!! وانه امر داخلي يخص الحكومة العراقية.&

والتصريح الثاني نحن مجبرون للتفاوض مع الأسد من اجل انتقال سياسي في سورية، وسنرى اية وسائل ضغط ممكنة لتحقيق ذلك. جون كيري لم تضع به ال 100 ألف دولار التي كان يتقاضاها كلما زار سورية، كعضو كونغرس لكي يحسن صورة آل الأسد في أميركا. لم تضع فيه صحون الحمص بباب توما، كله على حساب الشعب السوري ومن أمواله المنهوبة. رجل لا يخون الخبز والدم. قلت في أكثر من مكان عندما تم تعيينه وزيرا للخارجية أنه لا يفهم إلا بالملف الاسدي. الملفت للانتباه أيضا خراب الضمير الأخلاقي وحتى المهني لمعظم شخصيات هذه الإدارة، هي كتابات السفير السابق روبرت فورد بعدما ترك منصبه. السفير فورد الذي كان يرفض تسليح الجيش الحر ويرفض حتى دعم الناشطين في الداخل اثناء التظاهرات السلمة في السنة الأولى للثورة.&

تقاريره التي كانت تتحدث عن خطر الإسلاميين والمعارضة التي لا تضمن حقوق الأقليات!! أصبح يتحدث بخلاف ذلك الآن ويحمل الإدارة مسؤولية ما وصلت إليه الأمور. في آخر مادة له عنوانها سورية وصمة عار في جبيننا جميعا!! لا يقول في جبين أوباما وتقاريره السابقة لترك منصبه عن وضع الثورة السورية. عموما منذ سنتين ونحن نسمع عن مسألة إعادة تأهيل الأسد، وكأنه غير مؤهل في السابق!! تأهيله لماذا؟ تأهيله لكي يكون امريكي أم إيراني أم روسي؟ اذا كان الطرف الوحيد في العالم القادر على اسقاطه دوليا وداخليا هو أمريكا، هل يصبح آل الأسد أمريكيين أم كانوا كذلك ليعيدوا تأهيله واستمراره؟ اعتقد ان استخدام المفهوم بحد ذاته خاطئا، لأن لذي ارتكب الجريمة خلال أربع سنوات هو مؤهل أساسا. هم يسقطون مؤهل إن أرادوا كما أسقطوا حسني مبارك وزين العابدين بن علي وعلى عبد الله صالح. بالنسبة لجماعة إعادة التأهيل، هل كان آل الأسد مؤهلين أكثر من حسني مبارك؟ كل الأنظمة الموجودة الآن مؤهلة أميركيا، ما عدا الأنظمة التي هي بقايا الحرب الباردة تقف في المنتصف إلا نظام آل الأسد مؤهل إسرائيليا منذ اتفاقيات الفصل عام1974.

الحديث هنا يقتضي المرور على رؤية الحزب الديمقراطي لانظمة المنطقة وتعامله التاريخي معها. نلاحظ أن الديمقراطيين هم من ابقوا صدام بالحكم سنوات وهو لا يحكم إلا نصف العراق تقريبا. ابقوه في مخبأه ثمان سنوات في عهد بيل كلينتون. الحزب الديمقراطي لديه تجربة عنصرية قوية في النظر لشعوب المنطقة بأنها يجب أن تحكم بالعسكر. شعوب لا تستحق الديمقراطية. اوباما من أعاد تأهيل نظام البشير السوداني المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية بتهمة القيام بجرائم إبادة ضد الإنسانية. هل هنالك قرار دولي بتجريم الاسد مثلما كان عن البشير؟ لا يوجد اذا قضية اعادة التأهيل قضية لتعبئة الفراغات اللااخلاقية التي تركتها سياسة اوباما في المنطقة.

&المسألة تتعلق بأن اوباما في سياسته كما عبرت عنها ايضا تصريحات كيري، يريد تأهيل الجريمة الاسدية، لتصبح مثالا يحتذي ضد اي شعب من شعوب المنطقة، يثور من أجل حريته وكرامته. هنا الطامة الكبرى في سياسة اوباما وليس فتح تفاوض مع الاسد او غيره، نعم اوباما يريد شرعنة للجريمة، ربما ستكون محصلة الاتفاق المزمع مع إيران الملالي. لأن الملالي هم طرف رئيسي واساسي في هذه الجريمة. المسألة ليست تأهيل بل شرعنة القتل بحق الشعوب. لهذا اوباما ايضا لايريد حتى القضاء على داعش لأنها إحدى هذه الادوات الجرمية. الصوملة واللااستقرار هي الخيار الاوبامي المطروح، وهذا ما كتبت عنه منذ الشهر الاول للثورة السورية2011.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
للغباء حدود
فول على طول -

أمريكا تعلمت من غباء بوش - الأب والابن - وأدركت تماما أنة ليس من مصلحة أمريكا أى حرب خارج حدودها ..ولماذا تحارب خارج حدودها ؟ اذكر سببا واحدا لذلك ؟ لا يوجد أى سبب تجعل أمريكا تتدخل فى أى دولة وخاصة أن هذة الدول لا تستحق الديمقراطية وهذا صحيح وهى الجملةالوحيدة التى أتفق معك فيها . ولماذا أمريما تورط أبناءها فى حروب خارجية ؟ وهل تورطهم فى سوريا أم العراق أم ليبيا أم نيجيريا أم تونس أم الصومال أم أفغانستان أم اليمن ؟ الخ الخ ..يمكنك أن تلوموا أنفسكم لا غير وعليكم أن تتحملوا مسئولية أنفسكم وتحلوا مشاكلكم بمعرفتكم . أعتقد أنكم بلغتم سن الرشد ويجب فطامكم . الذين امنوا لن يرضوا عن الغرب الكافر فى جميع الحالات سواء تدخلوا أم لم يتدخلوا فمن الأفضل للكفار ترك المؤمنين يتقاتلون كيفما يشاءون ويتوقفون حينما يريدون ولا عزاء لأحد .

تجاوزت سوريا الازمه
صادق -

اثبت الاسد انه اسد ودافع عن عرينه بصلابه امام اكبر هجمة للدواعش بكل انواعهم المعتدلين والمتشددين ومن يدعمهم من العرب الصهاينه والغرب . تهييج السنه ودخول جيش تركي هذه من البديهيات التي يعرفها كل علوي في سوريا وهو هاجس الحكومه السوريه وكان المفروض ان يحدث في الثمانينات الا ان صدام ترك الامر واتجه الى محاربة ايران طمعا في حقول النفط ومنطقه الاهواز ثم اخطا واحتل الكويت ثم اكمل الحماقه بن لادن في احداث نيويورك وهكذا كسبت الحكومه السوريه ثلاث عقود مهمه ترجحت خلالها الكفه لصالحها في العراق ولبنان وامكن ربط تركيا جيدا اقتصاديا بايران والعراق حتى لايتهور اردوكان واوغلوا وكان موقف الرئيس بوتين اكثر من جيد خلال الازمه يشكر عليه ولاحداث مصر ومجيئ السيسي اثر مهم ايضا وهكذا شارفت على الانتهاء وان الاوان لاعادة بناء سوريا العزيزه وعودة النازحين وتضميد الجراح وندعوا الله ان يعاقب كل مجرم شارك في هذه الفتنه وكل من يؤيدها كبيرهم وصغيرهم

ومن هو البديل
زبير عبدالله -

المجموعات المسلحه على الارض السوريه,كثيره واذا اعتبرنا النظام مجموعه منهم فهي الاكثر تنظيما ,حيث لاتزال الكثير من المواسسات بيدها.نحن هنا بصدد الموقف الامريكي,وليس لغسل الايادي الملوثه بدم ماات الالاف السوريين,وملاينهم المشرده.... ازاحه النظام عن اللوحه السوريه غير وارد ,لمن يبحث عن حل سلمي,وحدهم ومع الايرانيين ,وشوف من يقع عليهم الخيار من المعارضه السوريه,بعد تدريب الجيش الحر,يمكن طرد داعش واخواتها وهنا ايضا من اوجد داعش ,هذا موضوع اخر.لدالك لااعتقد انهم يريدون شرعنه الجريمه ,وانما يجب الخروج من المازق...

الاثنين معا
برجس شويش -

من الغباء جدا الاعتماد على تصريحات السياسين المعلنة, المتتبع لتصريحات باراك اوباما ومستشارته الحالية وهيلاري كلينتون وغيرهم في ادارته كان يعتقد بان سقوط نظام بشار بات قريبا جدا , فهم يعلنون عن سياساتهم العلنية للتمويه على سياساتهم الحقيقية, وباعتراف الكثيرين بما فيهم من الحزب الجمهوري ان سياسات باراك اوباما هي التي وصلت المنطقة الى هذا الحال الذي استفعل فيه الاجرام والتطرف والارهاب من قبل معظم الاطراف وخاصة النظام المجرم لبشار ومنظمات داعش وجبهة النصرة واخواتهما. جيش بشار والموالون له وحزب الله والميليشيات الطائفية هم لا يقلون سوء وخطرا واجراما من داعش وجبهة النصرة, عندما كانت ثورة الشعب السوري سلمية وعندما كان الغموض هو السائد في سياسات اصدقاء الشعب السوري كان فرائص بشار ونظامه يرتجف وكان يتردد كثيرا في سياسة القتل التي لم تكن تتعدى العشرين في عموم سوريا , ولكن حين تبين له بانها مجرد سياسات معلنة وغير صادقة مع الشعب السوري تمادى النظام المجرم في اجرامه واستعمل كافة اساليب القوة التدميرة ليفتك وينزح ويذبح ويدمر على نطاق واسع دون اي خوف من العواقب . بكل تاكيد كيري وغيره يريدون تاهيل النظام وان على مضض ولكن السؤال المهم: اذا استطاعوا تاهيل النظام وشرعنة اجرامه فهل يستطيعون ان يقفوا ثورة شعب ثائر ضد طغيان عائلة وطائفة من اجل الحرية والديمقراطية والتعددية ؟ فبكل تاكيد سيفشلون في مسعاهم.

أوباما لم يقل هذا
معن العربي -

أوباما لم يقل إن ممارسات المالكي الطائفية في العراق ضد السنة العرب، وجرائم الأسد هي وراء نمو داعش، واعتبر أن الأسد هو من دعم نمو داعش. الأخ الكاتب يرجى منك ألأمانة في نقل ألأخبار. وجملتك الأولى خروج على مبدأ الصحافة بكل معانيها. معن العربي

عدونا الفرس
كامل -

يحاول الفرس واتباعهم من العملاء العرب ان يفرضوا حكم الولي الفقيه على سوريا والعراق واليمن لكن الصدامات ستستمر وسيخسر الفرس وعملائهم مليون شاب تحت حجج ومبررات سخيفة مثل حماية العتبات المقدسة او توسع امبراطورية الولي الفقيه وبعد ان يخسروا تلك الارواح الساذجة المأجورة سيشعرون بالندم وانكشاف حقيقة الخسران المبين ويعودوا بعدها ليدافعوا عن طهران وقم امام جحافل الثوار العرب وثوار الاحواز وسيتم تدمير امبراطورية فارس التي تحمل راية الولي الفقيه