الطيب محجوب من مكة المكرمة (السعودية): بدا الحجاج الذين ادوا اخر الشعائر بطواف الوداع حول الكعبة في المسجد الحرام يحزمون حقائبهم اليوم الاربعاء استعدادا للعودة الى ديارهم. وازدحمت الشوارع في مكة المكرمة بعشرات الالاف من الحجاج الذين توزعوا في انحاء المدينة لشراء الهديات والتذكارات من الديار المقدسة.
وقال الحاج الغاني باوا انوجاه وهو يتأهب لمغادرة المملكة "اشتري هدايا احملها الى البلاد ضمنها ثياب تقليدية هدية للاقارب والاصدقاء وكذلك العاب للاطفال". ويقول هذا المزارع (52 سنة) الذي بدا مغتبطا لنيله لقب "الحاج" يضاف الى اسمه وهو يتفحص مضخة ماء على شكل رشاش من البلاستيك انه ياسف "لانه لا يملك ما يكفي من المال لشراء هدايا لكل معارفه" وذلك "بالرغم من ان الاسعار تدنت مقارنة ببداية موسم الحج".
وعلى بعد بضعة امتار انهمك جمع من الحجاج النيجيريين في ترتيب ما اشتروا من هدايا برزت بينها فناجين القهوة واباريق الشاي والاطباق والتحف. وقال سعيد زيد وهو يمني يعمل في محل صغير وسط مكة "التجارة مزدهرة مع تبضع الحجاج قبل المغادرة". وبالرغم من صعوبة التواصل احيانا بين الحجاج التي لا يتقنون في الكثير من الاحيان الا لغاتهم الوطنية، والباعة فان المساومة ممكنة ويكفي توفر حاسبة صغيرة للاتفاق على سعر مرض للطرفين.
واشترى حاج شيشياني كان مع خمسة من مواطنيه خمسين "طاقية" بنصف الثمن الذي عرضه البائع. ويعلق البائع "انها هدايا ستوزع والزبون ليس تاجرا". واكثر ما يشتري الحجاج السبح وسجاجيد الصلاة والدشداشات، اللباس التقليدي في المملكة السعودية، كذلك الصفائح البلاستيكية التي تستخدم لحمل ماء زمزم. ويأتي حوالي 5،4 ملايين من المسلمين سنويا الى المملكة لزيارة الاماكن المقدسة سواء للحج او العمرة.
وتشهد السياحة الدينية في المملكة اوجها مع موسم الحج الذي اجتذب هذه السنة حوالي 9،1 مليون حاج بينهم 4،1 مليون قدموا من خارج المملكة. وينهي الحجاج زيارتهم للاماكن المقدسة بزيارة مكة المكرمة او المدينة المنورة في حين تبدأ عملية تنظيف مكة. ويقول اقبال (بنغالي) عامل النظافة في بلدية مكة وهو يجد في جمع الفضلات التي تكدست في شارع تجاري "نعمل على ان تكون المدينة نظيفة". ويسهر سبعة الاف من عمال النظافة بينهم 1400 في محيط الاماكن المقدسة على توفير النظافة والظروف الصحية في الاماكن المقدسة التي يتدفق عليها في وقت قصير زهاء مليوني حاج، بحسب ما ذكرت الصحف السعودية.
وقالت صحيفة "عكاظ" ان البلدية خصصت 270 سلة للقمامة منها 200 سلة ثابتة في منطقة الحرمين الشريفين. وقد اعرب وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز عن ارتياحه لان لان المناسبة مرت بامان ولم تشهد المملكة اي اعتداء "خلافا لما راهن عليه بعضهم" وذلك على الرغم من التدافع المؤسف الذي ذهب ضحيته 251 حاجا في رمي الجمرات في منى.