رئيس حزب الاتحاد التركي محسن يازيجي أوغلو لـ'ايلاف':
على بارزاني وطالباني وقف دعمهما لحزب العمال
إقرأ أيضا |
اوغلو: نريد تمثيلا مناسبا للتركمان في الحكومة العراقية |
أسامة مهدي من أنقرة: أكد رئيس حزب تركي أن عدم إقدام السلطات العراقية على ضرب قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق سيدعو بلاده إلى اجتياز الحدود والقيام بهذه المهمة متهما الزعيمين الكرديين مسعود بارزاني وجلال طالباني بتقديم دعم مادي ولوجستي لمسلحي الحزب للقيام بأعمالهم الإرهابية داخل تركيا وحذر من تغيير التركيبة السكانية لمدينة كركوك أو محاولة ضمها إلى اقليم كردستان معتبراً أن ذلك سيؤدي إلى اضطراب المنطقة برمتها.
محسن يازيجي اوغلو رئيس حزب الاتحاد التركي (خاصة بإيلاف) |
وأكد السياسي التركي على ضرورة عدم القيام بأي عمليات لتغيير التركيبة السكانية لمدينة كركوك وقال إن بارزاني وطالباني يصرحان بين الفترة والأخرى مع الأسف بأن كركوك والموصل مدينتان كرديتان مشيراً إلى أن هذه مزاعم لا تستند إلى أي حقائق تاريخية، الأمر الذي سيؤدي إلى التأثير على السلام في المنطقة، مشدداً على أن بلاده لاتقبل سياسات تعريب أو تكريد كركوك وتهميش دور التركمان .. وفيما يلي نص حديث محسن يازيجي أوغلو:
علاقات تركيا مع العراق والمنطقة
*كيف تقيمون علاقات تركيا مع العراق؟ وهل أنتم راضون عنها؟ وإلى ماذا تطمحون في هذا المجال؟
إن علاقات تركيا مع دول الجوار العربية وخاصة العراق ليست على المستوى المطلوب ونطمح إلى تطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وأيضا لابد أن نهتم بالقضية العراقية ولذلك فان حزبنا يقف مع العراق من أجل الحفاظ على وحدته أرضاً وشعباً، ولانريد تقسيمه طائفياً ولا عرقياً ولا دينياً لأننا نؤمن بأنه لابد أن يصل العراق إلى أوضاع يستطيع بها الحفاظ على وحدته.
ومن هنا نرى أن الأميركيين غير جادين في جلب الديمقراطية إلى العراق كما يدّعون، فهم يقولون إنهم يريدون تغيير المنطقة جغرافياً وهو أمر ليس من حقهم ممارسته وإنما هي شعوب بلدان المنطقة وحدها من يحق لها تحديد شكل جغرافية منطقتها. إننا نرفض الديكتاتورية العالمية التي تريد أن تتحكم في المنطقة .. ومن هنا يجب أن تخرج القوات المحتلة من العراق وينتهي الاحتلال ونحن نقف بقوة مع عملية استتباب الأمن والاستقرار في هذا البلد وهو أمر يجب أن يتحقق عن طريق القوات العراقية وحدها.
نشاط حزب العمال التركي في شمال العراق
... كيف ترون الى نشاط حزب العمالي التركي ومسلحيه المتمركزين في شمال العراق؟
.. ان الفراغ الامني وعدم وجود السلطة هي من اسباب اثارة الحركة الكردية لممارساتها الارهبية في حزب العمال الكردستاني التركي ولذلك يجب ان تفرض دول الجوار سيطرتها على اراضيها لان هذا امر مهم لامن تركيا وامن العراق . علينا مخاطبة السلطة العراقية لكنه مع الاسف فان هذه السلطة غير مسيطرة على المنطقة التي يوجد فيها حزب العمال الامر الذي يؤدي الى انطلاق عناصره من هناك للقيام بعمليات ارهابية داخل تركيا . .. فهم يتدربون في الشمال العراقي ويحصلون على دعم لوجستي ومادي وعسكري للانطلاق الى الاراضي التركية لممارسة ارهابهم .
وفي حالة قيام السلطات العراقية بالقضاء على هؤلاء المسلحين في شمال العراق فان علاقاتنا مع العراق ستكون اقوى وهذا لن يتطلب منا تدخلا عسكريا . . وفي حالة عدم استطاعتها فعل ذلك فان تركيا وبحسب المادة 51 من قانون الامم المتحدة لها الحق في عبور حدود العراق وضرب مرتكزات الارهاب لحزب العمال الموجودة في الشمال العراقي وهي لاتحتاج للقيام بهذا الامر باي اذن من أي دولة . . ومثلما نحن لدينا احتياطات امنية واستخبارية وعسكرية داخل الاراضي التركية ضد ارهاب حزب العمال فان هذه الاحتياطات يجب ان ننقلها الى خارج الحدود لانهاء ارهاب هذا الحزب . انه من المهم اذا كانت هناك مستنقعات تشكل ازعاجا او خطرا للسكان القريبين فانه يجب تجفيفها والتخلص منها ومن الحشرات التي تعشعش فيها .. ومن هنا نحن نطلب من الحكومة العراقية ان تجفف هذه المستنقعات لتتخلص المنطقة من اوكار الارهاب المتمركزة في شمال العراق .. وفي حالة عدم قدرتها على ذلك فلتركيا الحق التدخل وتجفيف هذه المستنقعات .
دعم حزب العمال في العراق
*تتحدث عن تلقي مسلحي حزب العمال الكردستاني دعما في شمال العراق، من يقدم هذا الدعم ولماذا؟
إن الأحزاب الكردية في شمال العراق تقدم هذا الدعم وتؤيد عمليات الحزب فبياناتها وتصريحات قادتها هي التي تؤكد على حماية مسلحي حزب العمال الإرهابي، ومسعود بارزاني يستخدم سلطته كرئيس لإقليم كردستان في هذا المجال ويتحدث عن شمال العراق معتبراً أنه جزء من كردستان الجنوبية وهذه عبارات استفزازية وغير مقبولة. إن هذه الأحزاب توفر ملاذاً آمنا لمسلحي حزب العمال بالشكل الذي يعني حمايته. ولهذا يجب علينا اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذا الأمر الخطير، إن جلال طالباني (الرئيس العراقي زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني) وبارزاني هما اللذان يحميان مسلحي حزب العمال داخل العراق.
ولذلك فإن على السلطات العراقية وفي المقدمة منها مسؤوليها طالباني وبارزاني وقف دعم حزب العمال وإزالة قواعده من شمال العراق إذا أرادا أن نعيش جميعا بأمن وسلام وفي أخوة واستقرار. لسنا ضد الحركة الكردية ولكن ضد الإرهاب ولدينا حزب الوحدة الكردستاني برئاسة صلاح الدين إضافة إلى مجاميع كردية تركية أخرى لكنهم جميعاً يقفون ضد إرهاب حزب العمال والعمليات التخريبية التي يقوم بها.
موقف تركيا من مشكلة كركوك
* تثار بين الحين والاخر مشكلة مدينة كركوك على ضوء مطالب الاكراد بضمها الى اقليم كردستان الذي يحكمونه .. ماهو برايكم الحل الامثل لهذه المشكلة ؟
إن مدن كركوك والموصل وتلعفر في شمال العراق لها تاريخ قديم حيث أن التركمان في بعض هذه المناطق يشكلون الأكثرية. ومن هنا يجب عدم القيام بأي عمليات لتغيير التركيبة السكانية لمدينة كركوك على الخصوص، وهنا أشير إلى أن بارزاني وطالباني يزعمان بين الفترة والأخرى مع الأسف أن كركوك والموصل مدينتان كرديتان وهي مزاعم لاتستند إلى أي حقائق تاريخية، الأمر الذي سيؤدي إلى التأثير على السلام في المنطقة. وكما تعلمون فإنه في عام 1926 وبعد خروج الدولة العثمانية من العراق وتوقيع اتفاقية لوزان كانت مشكلة كركوك والموصل من المشاكل الأساسية فيها، الأمر الذي أدى إلى تأخير التوقيع عليها، ونحن كنا حتى ذلك العام ندعي أن هذه المناطق تركية حيث كانت تركيا تحكمها لأكثر من ألف سنة دويلات وامبراطوريات تركية وكان يتعايش فيها بسلام سكان من العرب والتركمان والأكراد والآشوريين تحت حماية هذه الدول والامبراطوريات، ولذلك فنحن لا نقبل سياسات تعريب أو تكريد كركوك وتهميش دور التركمان.
إن تركيا كدولة ومن خلال مواقفها تؤكد أن التلاعب بمصير مدينة كركوك أو منع التركمان من آداء دورهم الوطني في بلدهم يعتبر من الخطوط الحمراء. إن بارزاني وطالباني يتقاسمان السلطة في العراق ولكن هذه الممارسات تزعج التركمان والعرب في هذه المنطقة لأنها ستؤدي إلى تقسيم العراق أثنياً وجغرافياً، ومن شأن سياستهما أن تولد نوعاً من عدم الاستقرار لنا وللمنطقة وخلال فترة حرب الخليج بين العراق وإيران كانا لايستطيعان الخروج من قريتهما لكن تركيا ساعدتهما ومنحتهما جوازي سفر ديبلوماسيين لتسهيل تحركهما خارج مناطقهما .. لكنهما يطلقان الان مع الاسف تصريحات استفزازية حول مدينتي كركوك والموصل من شأنها أن تؤدي إلى الإخلال بأمن المنطقة وتؤثر على عملية السلام فيها، وتدفع باتجاه فصل الشعب الكردي عن الشعبين العربي والتركماني في العراق ولذلك يجب عليهما الابتعاد عن هذه السياسات. وفي حالة دخول الأكراد إلى كركوك أو الموصل للسيطرة عليهما أو وضعهما تحت سيطرتهم فإن السلام في المنطقة سيتخرب.
حظوظ حزب الاتحاد في الانتخابات المقبلة
*ماهي حظوظ حزبكم حزب الاتحاد في الانتخابات العامة العام المقبل وما هي سياسته الخارجية وخاصة تجاه دول الجوار؟
إن حظوظ الحزب كبيرة في الانتخابات المقبلة والأصوات التي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة لم تعبر عن قوته لأن هناك في بعض الأحيان مطبات سياسية تؤثر على الأحزاب القوية أيضا .. ونحن بتأييد منتسبي الحزب والشعب التركي نعتبر أنفسنا من الأحزاب السياسية التركية التي لها وزن ثقيل داخل البلاد. إن تركيا تمر بمنعطفات سياسية مهمة حالياً .. ولأن عدد المؤيدين لنا يزدادون يوماً بعد يوم فسنثبت إن شاء الله أن لنا ثقل سياسي كبير من خلال مؤتمر الحزب الذي سيعقد الأحد المقبل.
نحن متاكدون انه سيكون لنا في الانتخابات المقبلة ثقل في المجلس الوطني التركي (البرلمان) ونحن سنلعب دوراً مهما في السياسة التركية .. ونحن لنا سبعة أعضاء في البرلمان وكان لنا دور كبير في تشكيل التحالفات السياسية وصنع القرار في البلاد . . إن حزبنا يشمل جميع الذين يعيشون على الأرض التركية من الأتراك والتركمان والشركس والعلويين والأكراد وسوف نحقق وحدة الصف الوطني ونجابه الإرهاب .. ونسير وفق منهج سياسي يؤمن أفضل العلاقات بين تركيا والدول الإسلامية.
التعليقات