اسامة مهدي من لندن: نفى رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني تقارير اميركية عن اعتقال الاكراد لتركمان وعرب في كركوك ونقلهم الى مدنهم في كردستان مؤكدا ان الاميركيين هم من فعل هذا، وقال ان الفيدرالية التي يطبقها الاكراد هي ضمان لتوحيد العراق وليس تقسيمه مشددا على ان الاكراد يريدون النص في الدستور الجديد على ان العراق جمهورية فيدرالية اتحادية في وقت وصل الى لندن رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري في زيارة تستغرق يومين . وقال بارزاني في مؤتمر صحافي عقده في بغداد اليوم ان مباحثاته الحالية هناك مع الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري وقادة القوى السياسية تتناول العملية السياسية وكتابة الدستور العراقي الجديد مشددا على ضرورة ان يكون قانون ادارة الدولة العراقية المؤقتة ومقررات المعارضة العراقية في مؤتمراتها التي عقدت قبل سقوط النظام السابق اساسا للدستور الذي يجب ان يصدر بالتوافق .

واضاف ان نجاح الفيدرالية في كردستان يمكن ان يكون نموذجا للفيدراليات التي ستعلن في مناطق اخرى من البلاد داعيا الى التعرف على التجربة الفيدرالية في كردستان .واضاف ان التحالف الكردستاني يريد النص في الدستور الجديد على ان العراق جمهورية فيدرالية او اتحادية ديمقراطية تعددية مشددا بالقول " نحن جزء من الدولة العراقية وجزء من الحكومة ولسنا معارضين لها " . وحول موقف الاكراد من مشكلة كركوك اشار بارزاني الى ان قانون ادارة الدولة قدم حلا لذلك من خلال المادة 58 التي تنص على تطبيع الاوضاع هناك بشكل يضمن حقوق جميع مكوناتها "من التركمان والاكراد والعرب" موضحًا ان الفيدرالية في كردستان تاريخية جغرافية تؤكد على توحيد العراق وليس تقسيمه مشيرًا الى ان كل من يرفض الفيدرالية انما يريد تقسيم البلاد وقال ان ترجمة كلمة فيدرالية هي الاتحاد .

وفي معرض اجابته عن سؤال حول صلاحيات رئيس اقليم كردستان قال بارزاني ان الحكومة الفيدرالية المركزية في بغداد مسؤولة عن السياسة الخارجية والدفاعية والمالية لكل العراق فيما تكون بقية الصلاحيات من اختصاص حكومة كردستان . وحول ما اذا كانت دعوته لمشاركة جميع القوى العراقية في كتابة الدستور تشمل المسلحين اوضح ان هذه الدعوة تشمل جميع الذين يؤمنون بالعملية السياسية الديمقراطية الجارية في العراق حاليا.

وعما اذا كانت قوات البيشمركة الكردية المسلحة ستنضم الى وزارة الدفاع اكد بارزاني ان البيشمركة ليست مليشيات وانما هي قوات نظامية ناضلت ضد دكتاتورية الانظمة السابقة وتحولت مهمتها الان الى الدفاع عن الديمقراطية في العراق . واكد ان الاكراد سيقفون ضد تغييرفقرة في قانون ادارة الدولة حول حق ثلاث محافظات في معارضة اي قانون يصدر موضحًا انه اذا تم اصدار الدستور بالتوافق فانه لن تكون هناك حاجة لمعارضته . ورفض اعتبار تعيين رئيس لاقليم كردستان قبل صدور الدستور الدائم اجراء غير قانوني.

وفي ما يخص التقارير التي اشارت الى مشاركة قوات البيشمركة في معارك بمناطق سنية او تركمانية واعتقال الاكراد لتركمان وعرب من كركوك وترحيلهم الى مدن كردستان شدد بارزاني على عدم صحة هذه التقارير التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست الاميركية مؤكدا ان الاميركيين هم الذين اعتقلوا عددا من المشبوهين وطلبوا نقلهم الى اربيل لكنهم عادوا واسترجعوهم .. وقال ان معلومات الصحيفة باطلة مشيرا الى تاييده للحملات العسكرية التي تستهدف الارهابيين رافضا تلك التي تؤذي المواطنين .

وياتي المؤتمر الصحافي هذا لبارزاني في بغداد في وقت قتل عشرين شخصاً غالبيتهم من المدنيين وجرح اكثر من ثلاثين اخرين بانفجار سيارة مفخخة استهدفت مبنى مديرية شرطة مرور أربيل (350 كيلومترا شمال بغداد) مقر حكومة الزعيم الكردي اليوم الاثنين .

وأوضح مصدر أمني في المدينة ان سيارة مفخخة يقودها شخص مجهول انفجرت في وقت مبكر من صباح اليوم واستهدفت مبني مديرية شرطة مرور أربيل وأسفر في حصيلة أولية عن مقتل 20 كرديا غالبيتهم من المدنيين وجرح 30 آخرين. وقال ان الانفجار وقع لحظة اصطفاف العشرات من المدنيين في طابور لتقديم مستمسكات أصولية للحصول على رخص قيادة السيارات في الوقت الذي كان يجري فيه أفراد الشرطة التدريبات الرياضية الصباحية في داخل المبنى حيث قامت سيارات الاسعاف بنقل المصابين الى المستشفيات فيما طوقت قوات الشرطة والبشمركة مكان الانفجار.

وتأتي المجزرة الجديدة هذه بعد اقل من اربع وعشرين ساعة على مجزرة اخرى ارتكبت في احد مطاعم العاصمة بغداد اوقعت اربعين قتيلا وجريحا. كما قتل اربعة من رجال الشرطة العراقية وجرح اربعة آخرون بينما ما زال شرطي مفقودا اليوم الاثنين بانفجار سيارة مفخخة خلال هجوم على مركز للشرطة في جنوب بغداد.

ومن جهة اخرى وصل الى لندن قادما من الكويت رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري ضمن جولة يقوم بها لعدد من الدول الأوروبية بينها العاصمة البلجيكية بروكسل التي سيشارك فيها بعد غد الثلاثاء في المؤتمر الدولي حول العراق يغادر بعدها الى واشنطن حيث يستقبله الرئيس الاميركي جورج بوش الجمعة المقبل ليبحثا العلاقات بين البلدين والاوضاع لسياسية والانية في العراق في ظل وجود 160 الف عسكري اميركي في العراق.