أسامة مهدي من لندن : أكدت الجبهة التركمانية العراقية أن صبر التركمان بدأ ينفذ تجاه التجاوزات الحاصلة ضدهم من قبل الأكراد ، و قالت أنه ليس أمامهم خيار بعد الآن غير اللجوء الى استخدام السلاح للدفاع عن أنفسهم ونيل حقوقهم . وشدد ممثل الجبهة التركمانية العراقية في بريطانيا عاصف سرت توركمن في مؤتمر صحافي عقده اليوم في انقرة التي يقوم بزيارة عمل لها بالقول " في حال إستمرار هذه التجاوزات فإنه لا يمكن تفادي وقوع حرب أهلية" . واشار الى ان التركمان قاطبة مستاءون من قيام الأكراد المسيطرين على مجلس محافظة كركوك بعزل السيد شن عمر مبارك مدير عام تربية كركوك الذي يعد التركماني الوحيد من بين إثني عشرا مديرا عاما في المحافظة. و دعا الرأي العام العالمي الى التوجه الى منطقة كركوك حيث تسكنها غالبية تركمانية للإطلاع على هذه التجاوزات التي لا تزال مستمرة ضد التركمان ، واضاف " لقد بدأ صبرنا ينفد وبدأ السيل يبلغ الزبى .. نحن نحسن إستخدام القلم ونعرف ممارسة الديمقراطية وفي نفس الوقت نفسه نجيد إستخدام السلاح" ، و قال " نحن صابرون لغاية اليوم إلا أن للصبر حدودا فعليهم (الأكراد) أن لا يرغمونا على سلك طريق القوة .. نحن لا نريد أن نتجاوز حدود صبرنا ولكن إذا دعت الضرورة فإننا سنلجأ الى القوة خصوصا وإن أوضاع العراق تسير في اتجاه وقوع حرب اهلية" .

ويقوم مواطنون اتراك باعتصام واضراب عن الطعام مطالبين بحقوق التركمان والكف عن طرد المسؤولين التركمان من الادارات في محافظة كركوك .
ومعروف ان الاكراد فازوا في انتخابات مجلس محافظة كركوك الاخيرة بعد مقاطعة العرب والتركمان لها احتجاجا على مشاركة اكراد من خارج المحافظة فيها لكن الاكراد يقولون انهم من سكانها الاصليين الذين طردهم النظام السابق منها .. فيما اشارت تقارير أميركية مؤخرا الى ان عشرات من ابناء كركوك معتقلون في سجون الحزبين الكرديين الرئيسيين اللذين يسيطران على السلطة في اقليم كردستان العراق .

وفي بيان له اليوم دعا حزب تركمان ايلي في بيان له من مدينة كركوك "الضمائر الحية وكل الشرفاء في العالم الذين يؤمنون بالديمقراطية وحقوق الانسان عامة والشعب العراقي " الى التنبه لمخاطر سيطرة الاحزاب الكردية وبقوة السلاح على كافة دوائر الدولة في كركوك واخرها المديرية العامة للتربية" واوضح اه لهذا السبب "اعتصمت الجماهير التركمانية و اعضاء مجلس المحافظة من الكتلتين التركمانية والعربية واعضاء حزب توركمن ايلي ومنتسبي الدائرة" وقال ان ممارسات الاكراد ضد التركمان تذكرهم "بان نظام صدام حسين السابق لم يسقط" .

وفي بيان للجبهة التركمانية في تركيا اكدت انه تم تهميش التركمان والعرب في مرافق ومؤسسات الدولة وخصوصا في مجلس محافظة كركوك بعد أن سيطرت الجماعات الكردية على هذه المؤسسات بعد الإنتخابات (المشبوهة) التي جرت في الثلاثين من كانون الثاني من هذا العام. واشارت الى انه كإجراء أولي قام مجلس محافظة كركوك بإقصاء شن عمر مبارك مدير عام تربية كركوك عن منصبه والذي يعد المدير العام التركماني الوحيد في دوائر كركوك الإثني عشر. وعيّن بدلا منه نجدت إبراهيم أحمد "أحد أقرباء عرفان كركوكلو رئيس حزب تركماني (كارتوني) يدعمه رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني منذ عشرة سنوات."

واضاف أن أي جهة سواء قوات التحالف أو الحكومة العراقية أو المحافظ الكردي للمدينة لم تصغ الى الإعتراضات التي قدمت من قبل رئيس الجبهة التركمانية العراقية والنواب التركمان في الجمعية الوطنية ورؤساء الأحزاب التركمانية على هذا الإجراء التعسفي. وقالت انه لهذا السبب بدأت مجموعة كبيرة من التركمان منذ يومين بالإعتصام أمام بناية مديرية تربية كركوك والإضراب عن الطعام من أجل لفت أنظار المسؤولين العراقيين وأنظار العالم الى التجاوزات التي تحصل بحق التركمان. واشارت الى انه بينما يكمل الإعتصام يومه الثالث "فإن الحكومة العراقية وقوات التحالف وحتى دول العالم وفي مقدمتها الأمم المتحدة لم تتخذ أية إجراءات لإسترجاع الحقوق وإنهاء الإعتصام."

واكدت الجبهة "أن التركمان الذين هم أصحاب خبرة تمتد لآلاف السنين في إدراة شؤون الدولة يعرفون جيدا متى وكيف يستخدمون السلاح إذا دعت الضرورة الى ذلك .. وسنبقى نواصل مسيرتنا الى أن ننال كامل حقوقنا المغتصبة". وفي كلمة له وجهها الى المعتصمين قال سعد الدين أركيج رئيس الجبهة التركمانية العراقية " إن التركمان يطالبون بإزالة التجاوزات الحاصلة ضدهم بالطرق الديمقراطية .. ولكن الطرف المقابل لا يفهم معنى الديمقراطية ومع هذا يصبح صاحبا للقرار .. ولهذا السبب لن يحل السلام والإستقرار في العراق".