بهية مارديني من دمشق: شنّ ارشد الصالحي ممثل الجبهة التركمانية العراقية ، في حديث خاص مع "إيلاف" ، هجوما عنيفا على الأكراد ، معتبرا أن هناك تجاوزات كردية على أراضي التركمان في كركوك بغية تكريدها ، وهو الأمر الذي تتغاضى عنه الحكومة العراقية الحالية ، بينما اعتبر الكاتب والناشط الكردي مشعل التمو أن كركوك منطقة كردستانية , و تدخل في حدود إقليم كردستان العراق , على الرغم من أن تعددية سكانها واختلاف قومياتهم وأديانهم بمن فيهم الآشوريين والعرب والتركمان . واعاد ممثل الجبهة التركمانية العراقية سبب تهميش الصوت التركماني الى رفضه تقسيم العراق والمحافظة على وحدته ارضا وشعبا ، واكد ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان عادلا في ظلمه لكل العراقيين بكل اطيافهم وفئاتهم دون استثناء.
وكشف الصالحي ان الجبهة وبعد افتتاح مكتبا لها في دمشق منذ ثلاثة شهور فستقوم بفتح مكاتب اخرى في كل من مصر وايران بعد ان تواجدت ايضا في واشنطن وبرلين وانقرة.
واعتبر الصالحي ان التجاوزات الكردية على الاراضي التركمانية داخل كركوك لم تعطها وسائل الاعلام حقها من التغطية، وحمّل عملية احتلال قضاء تلعفر الى تخطيط كردي مدبر تم تنفيذه عبر استفزاز العشائر مما سبب في قصف قوات الحرس الوطني والقوات الاميركية ،بحجة وجود ارهابيين او متسللين ممن يقودون عمليات المقاومة ضد الاحتلال ولولا الضغط التركي على السفير الاميركي في انقرة والامدادات لكان عدد القتلى اكبر ، مطالبا باعمار تلعفر وتعويض المتضررين والشهداء والمفقودين .
وحول راي الجبهة في الفيدرالية في العراق قال الصالحي ان الفيدرالية التي نرفضها هي الفيدرالية الجغرافية او العراقية ، معتبرا ان البديل هو فيدرالية محافظات عبر مجلس بلدي منتخب بشكل شرعي ومرتبط مع بغداد .
وحول علاقته الجبهة بالحكومة العراقية الحالية اجاب الصالحي ان هناك اربع تركمانيين في المجلس الوطني العراقي وعلاقة الجبهة مع الحكومة جيدة ولكنها لم تستطع التمييز بان كركوك عراقية لكنها تركمانية والحكومة يجب ان تكون جادة في طابع تعريب المدينة وليس تكريدها عبر هجرة الاكراد اليها.
وراى الصالحي ان بداية بوادر الازمة بين التركمان والاكراد كانت بتلويح الزعيم الكردي مسعود البارزاني بانه سيحارب من اجل كركوك ولكن السؤال من يحارب البارزاني الجيش العراقي المنحل او التركمان العزل من السلاح .
وحول الموقف الكردي من موضوع كركوك قال ل"ايلاف" الناشط الكردي مشعل التمو انه ينطلق من كون كركوك , منطقة كوردستانية , وهي بهذا المعنى تدخل في حدود إقليم كوردستان العراق , على الرغم من أن تعددية سكانها واختلاف قومياتهم وأديانهم فيهم الآشوريين والعرب والتركمان الذين سكنوها أبان الحكم العثماني للمنطقة ككل , ولعل إحصاء عام 1957 اثبت بما لا يدع مجالا للشك كوردستانية كركوك والأغلبية الكوردية فيها , قبل أن تتعرض إلى حملات منظمة للتطهير العرقي وتغيير طابعها الديمغرافي بترحيل سكانها الأصليين من الكورد والآشوريين والتركمان وإسكان قبائل عربية بدلا عنهم , إضافة إلى تغيير سائر السجلات الإحصائية الأصلية .
واعتبر التمو ان المعيار الكوردي موضوعي إلى حد كبير في حسم مسالة الخلاف على كركوك , من حيث أن الموقف الكوردي مشترك وواحد بين الحزبين الرئيسين في إقليم كوردستان , ويتجلى هذا الموقف بإعادة المهجرين الكورد والآشوريين والتركمان إلى مناطقهم وأماكن سكناهم الأصلية وتعويض السكان العرب الوافدين وترحيلهم إلى مناطق سكناهم الأصلية في جنوب العراق وأجراء إحصاء سكاني جديد يستند إلى إحصاء 1957 وتقرير مصير المدينة وفق ذلك ورفض القبول بالأمر الواقع الذي هو نتاج تطهير عرقي .
ورفض التخلي عن كركوك بأي شكل وتحت آية حجة كانت بدون أن تتحقق الخطوات الثلاث الأولى
اضافة الى رفض المحاولات الترهيبية التي تقوم بها بعض دول الجوار, من خلال دعمها لبعض الفصائل العراقية التي لا تهمها مصلحة العراق الوطنية ولا مصلحة وحدته الوطنية .
واكد التمو أن كركوك وفق المنظور الكوردي مسالة داخلية عراقية تحل بالتوافق والحوار والعقل والمنطق , وفيما عدا ذلك فالاحتمالات كافة مفتوحة , وببساطة عندما يعلن الزعيم الكوردي مسعود البارزاني بأنه لن يتخلى عن كركوك , حتى وان كلف ذلك قيام حرب , فهو يعرف بالتأكيد الأطراف الإقليمية التي تتدخل بالشأن العراقي الداخلي , وهي حكما لا تريد مصلحة العراق , وإنما تبحث عن موطىء قدم ودور ومصلحة خاصة تجسدها عبر تسخير هذا أو ذاك من الإطراف التركمانية أو العربية وبالتالي هي رسالة ذات اتجاهين داخلي وخارجي ولكل منهما دلالته السياسية .
و وصف التمو الموقف الكوردي بالسلمي والعقلاني والموضوعي فيما إذا تخلت بعض دول الجوار عن التدخل في الشأن العراقي , وهو لا نية فيه لشن حرب على أي كان , قدر ما هو دفاع إنساني عن جزء كوردستاني غُيرت معالمه وطبيعته الديمغرافية .
واكد على أن احترام حق القوميات المكونة للتركيبة السكانية في كركوك . يصونه الموقف الكوردي , فهو يدعو إلى إعادة كافة المهجرين وليس الأكراد فقط , وبالتالي فهو يدعو إلى أن تكون كركوك مدينة تعايش اخوي , مدينة للحب والسلام , يتمتع فيها كل أبنائها بحقهم في الانتماء الوطني والقومي .
وراى التمو أن ما يروج راهنا من ادعاءات حول الموقف الكوردي من كركوك التي تعتبر في الذهنية الكوردية قلب كوردستان , والتي رفض الزعيم الكردي مصطفى البارزاني في عام 1974 تقسيمها بطلب من صدام وأصر على أنها مدينة كوردستانية , وبسببها نشبت الحرب بين الطرفين , وهو ما أدى إلى تنازل صدام عن شط العرب والسيادة العراقية عليه لشاه إيران , بمعنى ان هذه الادعاءات الراهنة حول كركوك متعددة المصادر والمداخل , واغلبها وفق ما اعتقد لا ينبع من المصلحة العراقية الوطنية , وإنما هي تنبع من ذات الذهنية التبعية للخارج التي اتبعها صدام .
ولفت التمو ان رفض البارزاني تقسيم كركوك أو التخلي عنها في فترة زمنية ماضية , لا يمكن لأي احد بعده أن يقبل به , فكركوك تعتبر وفق هذا المنطق المحك العملي لقبول التعايش والتشارك في عراق المستقبل , واعتقد بان حرص الزعماء الكورد البارزاني أو الطالباني على هذا التعايش هو الناظم لموقفهم حول كركوك ومستقبلها .
التعليقات