لقاءات على هامش منتدى الإعلام العربي السابع في دبي (1/3)
أنيس منصور: صدام رأى نجوى فؤاد أهم من القومية العربية!

زيد بنيامين ومحمود العوضي من دبي: كان الوقت يشير إلى الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي لمدينة دبي، وكنت أحاول أن أسرق الوقت بين الجلسات النقاشية لمنتدى الإعلام العربي، لكي أعد ملخصًا عن كل جلسة فيه، وعن كواليس تلك الجلسة أو ما لا يكتب عنها في وسائل الإعلام الأخرى لنشره في quot;إيلافquot;..

وفي تلك المرة تحديدًا... كان هاتفي يرن... وكانت الكلمات على شاشة الموبايل تشير الى محمود العوضي زميلي في quot;إيلافquot; والذي كان يعرف مدى انشغالي في ذلك الوقت تحديدًا... قررت اهمال هذا الاتصال لولا الإلحاح الذي لم اعتده من محمود بإصراره على اتمام الاتصال، وهو ما يدل على وجود شيء ما غير عادي، وما ان رفعت الهاتف حتى قال محمود quot;وينك يا زيدquot; فقلت له quot;ما انت عارف الحال يا محمود .. انه وقت المنتدىquot; فعاد صوت محمود ليقول quot;انزين تعال يابو المنتدى .. معانا انيس منصورquot;.

كل ما قاله محمود بعد الجملة الاخيرة لم يقبل ان يدخل (مخي) فالزمن وقف عند انيس منصور.. ولكن سرعان ما كنت اعود الى الواقع او اصحو حيث شعرت انها فرصة ضائعة لقاء هذا الانسان وفي هذا الوقت بدون اي موعد مسبق او اعداد وبالتالي اعتقدت انها اللقاء لن يعدو كونه لقاء مجاملات ولن نخرج منه بالشيء الكثير..

المعروف عن الرجال في الثمانين انهم عنيدون، وهذا الرجل الذي ولد في اغسطس من العام 1924 والذي قرر ان يكون نباتيا حفاظاً على صحته قرر ان يبتعد عن برودة الجو في جنبات منتدى الاعلام العربي والجلوس في غرفته.

السؤال لم يبارح ذهني quot;الى متى يدمن محمود المفاجأت .. الا يعلم انه حين نلتقي بانيس منصور .. يجب ان نكون قد اعددنا انفسنا جيداًquot; وقد وجهت له هذه الملاحظة حالما وصلت الى الغرفة 2009 في فندق المونارك في دبي حيث فتح لي الباب وخرج ينتظرني لانه لم يعد لدينا وقت!

وحالما دخلت الى الغرفة التي كانت (اكثر حرارة) من حرارة دبي سلمت على الاستاذ منصور الذي كان يرتدي كامل ملابسه وعلى (اربع وعشرين) حباية وهو ما سيعقد المهمة، فقد عرف عن انيس انه صاحب جو خاص في الكتابة او الحديث فالرجل لا يكتب في النهار ويستيقظ في الرابعة صباحًا ولا يكتب الا وهو مرتدٍ بيجامته وحافي القدمين.

وسعيًا مني لكسر جمود اللقاء الاول، ومحاولة استنباط الاسئلة قلت له

quot;ايه رايك في المنتدى هذا العام يا استاذ انيسquot;

فقال:

يا سيدي النهاردة جينا ندخل البتاع ده اللي كنا جايين على شانه ...
ففيه بوابات الامن ديه
فانا حطيت الموبايل على جنب ودخلت ..
ضرب الجرس
فحطيت ايدي في جيبي ولائيت مصحف صوغير اد كده
فئولت للواد اللي وائف: يا نهار اسود !!!
انتو مش عاوزين ربنا يدخل كمان!
فضحك الواد
فشلت ربنا ... ودخلت !
بعد ما لائيتو في جيبي الصوغير...

لم نتمالك انا ومحمود انفسنا... لكن الرجل كان قدقرر ان يأخذ زمام المبادرة وخصوصًا بعد ان عكست كلماتي الاولى انني عراقي ليفتح الموضوع واسعًا للحديث عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين فعادت ذاكرة منصور الى الوراء وبأن الإرتياح على وجوهنا، فحديث الذكريات ربما يقودنا الى سؤال نبدأ به تلك الجلسة التي لم يعد لها ..

ده صدام شنيع...
اذكر في نهاية الخمسينات وبداية الستينات
كان صدام ده في القاهرة..
ما كانتش فيه حاجة تعكس انه حيبئه حاجة كبيرة في السياسة
كان غير ملفت
كنت معاه طالب..
ورحنا في مرة كباريه وشاف (نجوى فؤاد) بترقص
فقال: والله دي (نجوى) احسن من القومية العربية!
لكن مفيش حاجة تدل على الزعامة او انه متأمر...
بس عرفناه لما اشتغل في الحزب وصار نائب..

كان صدام حسين في تلك المرحلة من حياته بعيد كل البعد عن السياسة كما يبدو من كلام انيس منصور انطلاقاً من تجربته...

شوف السادات كان معروف كسياسي قبل ما يبقى رئيس..
شايف حضرتك ازاي..
كان قاتل ومتآمر
قتل عدد من الانجليز
وتآمر على قتل وزير وقتلوه وهو (امين عثمان)
كانت لديه اهتمامات سياسية
فلما جاءت الثورة في 52
كان انور السادات هو الوحيد المعروف فيهم بين (الزوباط الاحرار)
لكن صدام ما كانش باين عليه ايتوها حاجة.

كان أنيس منصور قد زار بغداد برفقة الرئيس المصري حسني مبارك عدة مرات خلال الثمانينات وتحديداً خلال كل سنوات الحرب بعد ان وصل صدام الى سدة السلطة.. لكن الامور كانت قد اختلفت بالنسبة لانيس وصدام اللذين التقوا طلاباً في يوم ما وما اصبحوا عليه فيما بعد..

بص حقولك حاجة... حاضربلك مثل...
جينا في مرة من المرات مع الرئيس مبارك
فرفض الامن العراقي انو ناخذ شنطنا اللي جايبنها معانا في الطيارة
فسبنا شنطنا في المطار...
رفضوا...
ولم يستحوا منا احنا كبار الصحفيين المصريين ورؤساء التحرير وجايين مع حسني مبارك
ونمنا بالبدل
وجم ياخذو الشنطة بتاع الريس
فالسكرتير قالو quot;ديه شنطة الريس حسني مباركquot;
يا تقتلني يا اقتلك
ما فيش كلام
فسابو شنط الريس!

ويواصل منصور شريط ذكرياته عن صدام حسين بالقول:

اخر مرة قابلناه كان بيحتفل بتحرير الفاو في نهاية الثمانينات..
واللي استعاد الفاو هي القوات المصرية
والنكتة انو احنا اللي حررنا الفاو واحنا اللي رايحين نبارك!

فسالته كيف حررتوا الفاو؟

فرد منصور:

الجيش المصري كان موجود
مجندين مصريين
اسلحة ومدافع مصرية
حضرنا الاحتفال ده بتاع الفاو وكان مثال للقمع والظلم والدكتاتورية..
اطفال المدارس كلهم خارجين
واقفين من صباحية ربنا حد الساعة تلاتة
كل واحد فيهم ماسك له حمامه في ظهره
الحمام من الحر والعرق حيموت
فلما جينا للمنصة
واطلقوا الحمام
كان الحمام مش طايق
كان بيوقع عل الارض
اظن الشيخ خليفة
وقفت على كتفه حمامة
وجا عسكري عراقي شالها
وحطها على كتف صدام
احسن لها
يمكن كان حيعدموها...
في اخر مرة
قلت له يا فخامة الرئيس
احنا عاوزين نقعد معاك يعني
نتكلم في موضوع غير السياسة
فقال quot;ميخالفquot;
اسال السكرتير
فمعرفتش الاسم
وبحط ايدي في جيبي علشان اكتب الاسم
فلقيت الزوباط اللي حولينا طلعوا المسدسات
فحطيت ايدي في جيبي
ولا كلمتو تاني ..
ملعون ابوه !

سالت انيس منصور عن انطباع الرئيس حسني مبارك عن صدام حسين

فقال انه كان يرى ان صدام حسين (رجل شقيق وقوي) وكان له دور قوي في تخويف العرب ومنعهم عنا وقد نقلت الجامعة العربية الى تونس بسبب صدام حسين.

شريط ذكريات انيس منصور انتقل في اتجاه اخر.. وهو الحديث عن امير قطر السابق
احنا بنصور وياه
والتلفزيون بيسجل
فقلت له يا سمو الامير
انا طلبت قهوة من مدة
وما جاتش
انا لو بدالك يا سمو الامير
ارفد (اقيل) وزير الخارجية
فضحك الامير لانو وزير الخارجية ملهوش دخل
فالناس قابلوني في السوق وقالوا لي
ازاي قدرت تضحك الامير!

وللرجل ايضاً ذكريات مع امير الكويت الراحل (جابر الصباح) فيقول:
مرة قلت للامير
ياسمو الامير
استخدموا المرأة الكويتية في كل حاجة
طلعوا عينها شوية
دي بتلعن ايمانات الراجل الكويتي
الراجل مش عارف لا يتجوزها ولا يخونها
هدوا حيلها
شغلوها وزيرة .. شغلوها في اي حتة
فهو اتكلم جد
وقال انا حاعمل كذا وكذا
فسالني عن رايئ في تعدد الزوجات
رديت عليه:
انا
اتجوز سورية توكلني كويس
اتجوز لبنانية تلبسني كويس
اتجوز سعودية بتصرف علي
واتجوز كويتية تطلقني من التلاتة دول...
فقال الامير وتتجوز مصرية تطلقك من الكويتية!

في الحلقة الثانية:
حينما كاد انيس منصور ان يتحول الى مطرب!