الكويت: مقتل 44 في حريق اندلع في خيمة افراح |
عامر الحنتولي من الكويت: في كارثة إنسانية كبيرة اندلع ليلة السبت الأحد في الكويت النيران في خيمة كبيرة أقيمت في أحد منازل منطقة العيون في مدينة الجهراء للإحتفال بزفاف أحد الكويتيين، إلا أن النيران شبت بسرعة هائلة ما أدى الى سقوط نحو 40 قتيلة، و80 حالة حرجة جدًا وحروق من الدرجة الخطيرة وتشوهات قاسية حتى لحظة إعداد هذا التقرير، وسط حملة برلمانية قوية جدًا توّعدت وزارة الشيخ ناصر المحمد الصباح بعواقب الإرتجال والتخبط الحكومي، إلا أن إنتشال جثث نساء كويتيات لا يزال مستمرًا، إذإن العدد بحسب مصادر خاصة في الإدارة العامة للإطفاء الكويتي تقول إن العدد الرسمي يبقى مرشحًا للإرتفاع خلال الساعات المقبلة بسبب حراجة الوضع الصحي لبعض الإصابات.
صورة التقطت بالهاتف لحريق الكويت |
وبحسب مصادر quot;إيلافquot; فإن بعض الجثث قد وصلت الى مستشفيات في العاصمة الكويتية وهي في حالة تفحم كامل، مما يصعّب من عملية التعرف إليها، بيد أن المستشفيات الكويتية أعلنت حالة الإستنفار القصوى لإستيعات مئات الحالات المصابة، وسط ترد كبير للقطاع الصحي الكويتي صوب عليه أكثر من نائب في البرلمان الكويتي خلال الأسابيع الأخيرة، وقالت الحكومة الكويتية مرارا أنه لديها خطط لتوسعة الطاقة الإستيعابية للمستشفيات، إلا أن جهات نيابية ظلت تتندر على الأمر طالبة من الحكومة المباشرة بتلك المشاريع لا أن تظل حبرًا على أوراق مشاريع غالبًا لا ترى النور.
وفي تفاصيل الحادث فقد إندلعت النيران قبل منتصف الليل بقليل حسب التوقيت المحلي للعاصمة الكويتية، إذ سرعان ما انتشرت النيران بكثافة في أقل من دقائق معدودة، ومما زاد في سرعتها هو أن الخيمة كانت مصممة من مادة البلاستيك غير المقاوم للحرارة، إذ سرعان ما تعرضت الخيمة للذوبان تحت ضغط الحرارة الهائل، إذ أن تلك الخيمات تكون محكمة الإغلاق لكونها مخصصة للنساء فقط، إذ تقتضي عادات المجتمع الكويتي المحافظ الفصل في حفلات الزفاف بين الرجال والنساء فصلاً تامًا، إذ يحظر على الرجال الدخول الى خيمة النساء تحت أي ظرف أو طارئ.غير أنّالتدافع الشديد، وسرعة النيران، ومحاولة النساء ستر أجسادهن بأي لباس متاح، كلها عوامل أسهمت في رفع حصيلة القتيلات في أسوأ كارثة إنسانية عرفتها الكويت الحديثة، لكن شهود عيان إتصلت بهم quot;إيلافquot; قالوا إن عاملاً آخر يمكن أن يضاف الى تلك العوامل وهو التأخر في وصول سيارات النجدة والإطفاء الى موقع الحادث.
من المستشفيات
واستقبل مركز البابطين للحروق وجراحة التجميل 20 حالة فيما استقبل مستشفى مبارك الكبير خمس حالات من الضحايا. وقال مدير مستشفى ابن سينا ومركز البابطين للحروق وجراحة التجميل الدكتور عباس رمضان ن هناك ثماني حالات حرجة في العناية المركزة بالمركز وحالتين في مستشفى ابن سينا حالتهم حرجة ايضا اضافة الى 10 حالات اوضاعهم مستقرة.
وردًا على سؤال حول امكانية استقبال المزيد في العناية المركزة في مركز البابطين قال انه لا توجد سعة مكانية إلا أن في مجال استقبال حالات في الاجنحة.
واضاف ان مستشفى ابن سينا يستطيع استقبال خمس حالات في العناية المركزة كما ان الاجنحة تستطيع ان تستقبل بعض الحالات ايضا مبينا انه منذ سماع الخبر تم وضع خطة طوارئ وتجهيز العدد الممكن لاستقبال ضحايا الحريق.
واشار رمضان الى استنفار جميع الوحدات الطبية في مركز البابطين للحروق ومستشفى ابن سينا في فترة قياسية لاستقبال ضحايا الحريق مشيدًا بالدور الذي قام كل شخص اسعف المصابين.
واعرب عن عميق حزنه لسقوط وفيات في حريق الجهراء مقدما التعازي لذوي المتوفين ومتمنيًا الشفاء العاجل للمصابين.
من جانبه قال مدير مستشفى مبارك الكبير الدكتور احمد العوضي انه تم تفعيل خطة الطوارئ في المستشفى كمستشفى مساند لمستشفى الجهراء مبينًا ان المستشفى استقبل خمس حالات وجميعها حاليًا في العناية المركزة.
واشار الى ان المستشفى استنفر كافة الاجهزة الموجودة فيه من اقسام الطوارئ والعناية المركزة مضيفًا ان كافة الوحدات مستمرة بعملها منذ وصول المصابين الى المستشفى.
واعرب العوضي عن الاسف ازاء حادث حريق الجهراء مشيرًا الى ان مستشفى مبارك الكبير ابلى بلاء حسنا في التعامل مع الحادث وقام بدروه على اكمل وجه اسوة بباقي المستشفيات الاخرى التي استقبلت الجرحى والمصابين.
كذلك قال مدير منطقة الجهراء الصحية الدكتور عبدالعزيز الفرهود اليوم ان عدد الحالات التي استقبلها مستشفى الجهراء من جراء حريق الجهراء بلغت 90 حالة تفاوتت فيها الاصابات ما بين الطفيفة والمتوسطة والشديدة.
واكد الفرهود في تصريح للصحافيين انه تم التعامل مع جميع الحالات التي وصلت الى مستشفى الجهراء بمهنية عالية مشيدا بتعاون جميع الاطراف. واضاف انه يوجد حاليًا 25 مصابة في المستشفى متوزعة ما بين الحالات المتوسطة وفوق المتوسطة اضافة الى انه تم تحويل 21 حالة الى مركز البابطين للحروق منها حالات خطرة جدًا وحالتان الى العناية المركزة في مستشفى الفروانية وخمس حالات الى العناية المركزة في مستشفى مبارك منهم ثلاث حالات خطرة.
وتوقع الفرهود ان تطول فترة علاج بعض المصابين نظرا لان بعض الحروق شديدة مؤكدًا ان ما حصل الليلة الماضية يعتبر quot;فاجعة كبيرةquot; داعيا الله العلي القدير ان يتغمد الضحايا بواسع رحمته وان يعجل بشفاء المصابين.
وردًا على سؤال عما اذا تم التعرف على جميع هويات الضحايا قال الفرهود ان موقع الحريق يعتبر من اختصاص وزارة الداخلية الا ان عدد الوفيات بلغ 41 حالة كلها حروق اكثر من نسبة 100 في المئة وبالتالي لا نستطيع ان نتعامل معها ووزارة الداخلية هي التي تحدد هويات المتوفين.
وقال إن هناك خمس حالات مصابة بحروق شديدة وسيتم التعرف على هوياتهم خلال الايام المقبلة واصفا الوضع انه quot;مأسويquot; الا انه اكد قدرة مستشفى الجهراء على التعامل مع هذا الحدث الكبير.
ونفى الفرهود وجود نقص في الادوية او طلب المستشفى لمزيد من الادوية لعلاج المصابين مؤكدًا ان المستشفى يتمتع بكافة الامكانيات ولديه الامكانيات الدوائية والمهنية وانه لم يستعن حتى بأطباء من الخارج quot;وان كل شيء متوفر ولله الحمد وان الحالات الصعبة هي التي تم نقلها الى مستشفيات اخرى وبخاصة المستشفيات المتخصصة مثل مركز البابطين وهذه الحالات مصابة بحروق شديدة وتستدعي وجود متخصصينquot;.
واكد ان جميع المستشفيات كانت متعاونة ونفذت خطة الطوارئ التي تم تفعليها منذ الوهلة الاولى للحادث حيث تم ابلاغ مستشفيات الفروانية والصباح ومبارك بوجود حدث كبير وبالتالي يتوجب عليها ان تكون مستعدة لمد يد المساعدة واستقبال عدد من الحالات.
واضاف ان مستشفى الجهراء استقبل اول 50 حالة وتم اسعاف جميع المصابين وتحويلهم الى الاقسام المتخصصة سواء للعناية المركزة او غيرها وعندما استقرت الحالات تم تحويلها الى عدة مستشفيات.
ناصر المحمد يزور المصابين
وكان قد زار الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء الكويتي اليوم مصابي الحريق حيث اطمأن على سلامتهم وتابع اجراءات علاجهم في مستشفى الجهراء.
واشاد المحمد في تصريح للصحافيين عقب تفقده المصابين في مستشفى الجهراء باجراءات وزارة الصحة من حيث سرعة نقل المصابين الى المستشفى لتلقي العلاج اللازم فورا واستيعابها آثار هذا الحادث المؤسف مؤكدًا ان الحكومة لن تتوانى في توفير الرعاية الصحية الكاملة لمصابي الحادث. واعرب عن بالغ حزنه على ضحايا الحريق داعيا الله تعالى ان يتغمدهم برحمته ويسكنهم فسيح جناته. (كونا)
ومسؤولون
ووفقًا لمعلومات quot;إيلافquot; فقد توجه عدد كبير من المسؤولين الحكوميين، وأعضاء مجلس الأمة الكويتي، وكذلك قيادات من وزارة الداخلية الى موقع الحادث، في وقت ينتظر معه أن يشهد هذا الحادث تصعيدًا كبيرًا من قبل أعضاء مجلس الأمة الكويتي على خلفية التقصير الحكومي في مجال السلامة العامة في الحفلات من هذا النوع، علما أن حادثا مماثلا قد وقع في شهر مارس آذار الماضي في المدينة الكويتية، إلا أن خسائره البشرية كانت أقل بكثير إذ توفيت سيدتين مسنتين فقط خلال الحادث، الذي اتضح من تحقيقاته الأمنية أن هنالك غضًا حكوميًا للنظر عن تجاوزات ومخالفات في مسألة السلامة العامة أمكن رصدها في صالة الأفراح التي تعرضت للحريق، إلا أن حل مجلس الأمة في الشهر ذاته حال دون أن يستمر أعضاء مجلسة الأمة السابق في متابعة هذه القضية.
التعليقات