بيروت : ذكرت الكاتبة والعضو سابقاً في مجلس النواب السوري كوليت الخوري ان وزير داخلية بلادها الراحل غازي كنعان ابلغها انه ينوي الانتحار في حضور عدد من المسؤولين، بينهم وزير الاعلام الأسبق محمد سلمان وقائد الجيش الشعبي السابق اللواء محمد ابراهيم العلي.
و نسبت صحيفة "الحياة" اللندنية إلى خوري قولها ان كنعان وصف لها الانتحار بأنه "عمل شجاع عندما يتعلق بالكرامة"، وذلك رداً على قولها له ان "الانتحار عمل يقوم به الجبناء".
ورددت خوري، وهي حفيدة رئيس الوزراء الراحل فارس الخوري، ما سمعته من اللواء كنعان بعد صدور قرار وزارة الخزانة الاميركية تجميد أصول ممتلكاته في بداية تموز/أغسطس الماضي، وذلك في لقاء جرى في حضور سلمان وابراهيم العلي اللذين شاركا امس في تشييعه في بلدته بحمرة .
وأضافت: "قال كنعان بهدوء واعصاب ثابتة، انه متألم جداً وفكر في الانتحار. وعندما قلت له ان الانتحار يقدم عليه الجبناء، اجاب: عندما يحصل دفاعاً عن الكرامة، يكون قراراً شجاعاً. ثم قال لي: وانت مرهفة الاحساس وكاتبة وتقدرين ما اشعر به".وأوضحت الخوري انها اتصلت به مرارا في الاسابيع الاخيرة كي تطمئن الى معنوياته. وانها عندما طلبت منه ان يصدر توضيحاً عما حصل، اجابها: "لا احب المهاترات. عندما اصدر بياناً رسمياً، سيكون الاول والاخير" . وأشارت الى ان الرجل "كان يرتب قضية انتحاره بهدوء".
وفي بيروت أورد تقرير لصحيفة "المستقبل" أن تطورات عدة جعلت كنعان خطرا داهما على النظام السوري القائم، أهمها تطوران :
الأول- انتشار نظرية في عدد من العواصم الغربية والاوروبية حول وجوب تحضير انقلاب هادىء في سورية، ينفذه ضباط علويون بعيدون من خيار رفعت الاسد، ويكونون من المعروفين بمواقف نقدية حيال بعض خطوات النظام ، مثل رفض خيار تمديد ولاية رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود ، وهو خيار عارضه كنعان - كما ذكر رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط - مدعوما بكوكبة من "الحرس القديم" أبرز من فيها النائب السابق لرئيس الجمهورية السورية عبد الحليم خدام والرئيس السايق لأركان الجيش السوري العماد حكمت الشهابي.
- الثاني: انتشار رواية في عدد من العواصم عن مستندات خرجت من مكتب كنعان الى لجنة التحقيق الدولية سراً . وقد تعمد بعض مدعي المعارضة في احدى الدول العربية تعميم هذه الرواية وابلاغها عبر قنوات ثالثة الى المخابرات السورية التي يبدو انها اصبحت تمول حركتهم المعارضة.
وجاء نشر الخبر المتصل بعلاقة مالية بين كنعان وبين الرئيس الراحل رفيق الحريري في توقيت غريب، اذ لحق بشائعات تتصل بعائلة كنعان ومفادها ان ابناءه يسعون الى تهريب اموالهم من سورية الى فرنسا من خلال شراء ابنية وفنادق وغير ذلك. وكان هذان التطوران كافيين لحصول "شيء ما مع كنعان"بحسب الصحيفة.
التعليقات