الخرطوم: لم تستبعد الحكومة السودانية نشر قوات من الامم المتحدة في دارفور لتحل محل جنود الاتحاد الافريقي في تحول في موقفها بعد التوقيع على اتفاق السلام مع كبرى حركات التمرد. وصرح جمال ابراهيم المتحدث باسم الخارجية السودانية لوكالة فرانس برس quot;الحكومة ستقيم ما اذا كانت ستحتاج الى مساعدة القوات الاجنبية وربما تقرر طلب نشر قوات دوليةquot;. واضاف quot;الا ان مثل هذا القرار هو من حق الحكومة (...) والامر الاكيد انه لن تحضر اي قوات اجنبية الى السودان من دون موافقة الحكومةquot;.

ومع انه لم يكشف عما اذا كانت الحكومة ستطلب نشر قوات دولية لتحل محل قوات الاتحاد الافريقي، تعتبر تصريحات المتحدث تحولا واضحا في الموقف الحكومي مقارنة بالمواقف السابقة في هذا الصدد. وكانت الخرطوم تعارض قطعا ارسال قوات دولية غير افريقية الى دارفور لتحل محل قوات الاتحاد الافريقي.

حتى ان الرئيس السوداني عمر البشير حذر في نهاية شباط/فبراير من ان دارفور ستكون quot;مقبرةquot; لاي قوات اجنبية ترسل الى هناك بدون موافقة الحكومة. لكن خلال الايام القليلة الماضية تحدث مسؤولون سودانيون عن احتمال نشر قوات دولية في اطار اتفاق سلام.

وفي رد فعل على التصريحات السودانية قال السفير الاميركي في الامم المتحدة جون بولتون quot;نحن نعتبر ذلك اشارة مشجعة جدا، وهي النتيجة الايجابية الاولى لاتفاق السلامquot; الموقع في ابوجا.

وكان والي شمال دارفور عثمان يوسف كبير صرح الاسبوع الماضي قبيل توقيع اتفاق السلام بان الحكومة قد توافق على نشر قوات للامم المتحدة للاشراف على تطبيق اتفاق السلام. وقال quot;نعتقد ان نشر قوات للامم المتحدة في دارفور بعد توقيع اتفاق سلام يمكن ان يشكل ضمانة لتنفيذهquot;.

وفي رسالة صوتية نسبت لاسامة بن لادن وبثتها قناة الجزيرة في نيسان/ابريل، دعا زعيم تنظيم القاعدة الى الجهاد في دارفور في رد على دعوة الولايات المتحدة لنشر قوات للامم المتحدة مدعومة من حلف شمال الاطلسي في هذه المنطقة. ودعا quot;المجاهدين وانصارهم في السودان الى اعداد العدة بكل ما هو ضروري لحرب طويلة ضد اللصوص الصليبيين في غرب السودانquot;.

وجاء هذا التطور في اعقاب توقيع الحكومة السودانية وحركة تحرير السودان، الفصيل المتمرد الرئيسي في السودان، اتفاق سلام الجمعة لانهاء النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات في دارفور. لكن حركة العدل والمساواة رفضت توقيع الاتفاق وكذلك الفصيل الثاني في حركة تحرير السودان الذي يقوده عبد الواحد محمد احمد النور.

وكان المتمردون المتحدرون من القبائل الافريقية التي تشكل الاغلبية في دارفور رفعوا السلاح احتجاجا على تهميش منطقتهم. واسفر النزاع الذي اندلع قبل ثلاث سنوات في هذه المنطقة غرب السودان عن سقوط نحو 300 الف قتيل وتشريد اكثر من مليوني شخص.

وتعد قوات السلام في دارفور، وهي اول بعثة سلام كبيرة تابعة للاتحاد الافريقي، نحو سبعة الاف رجل ونشرت منذ 2004 لكنها لم تتمكن من وقف اراقة الدماء وهي لا تزال تعاني من مشاكل مالية.

ووصل مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية يان ايغلاند اليوم الاحد الى نيالا في جنوب دارفور في اول زيارة لمسؤول دولي الى المنطقة منذ توقيع الاتفاق، وتجمع بعض المتظاهرين لدى نزوله من الطائرة واخذوا يهتفون quot;لا للتدخل الاجنبيquot;.

ومن المقرر ان يبحث مع مسؤولي منظمات الاغاثة غير الحكومية الاوضاع الانسانية في الاقليم وان يزور مخيما للاجئين قبل ان يعود الى الخرطوم الاثنين.