الخرطوم: دارفور التي تشهد حربا اهلية منذ شباط/فبراير 2003، اقليم واسع يضم مناطق صحراوية في غرب السودان على الحدود مع تشاد وليبيا وجمهورية افريقيا الوسطى. وتفيد تقديرات ان الحرب الاهلية وازمة انسانية خطيرة ادتا الى موت ما بين 180 و300 الف شخص وتهجير ونزوح 4،2 ملايين آخرين.

وكانت دارفور التي يبلغ عدد سكانها حوالى ستة ملايين نسمة، سلطنة مستقلة الى ان الحقت بالسودان في 1917. وقد جاء اسم الاقليم من الفور واحدة من كبريات القبائل الافريقية فيه.

وتقود التمرد خصوصا حركة تحرير السودان/جيش تحرير السودان وحركة العدالة والمساواة اللتان تطالبان بتنمية المنطقة quot;المهمشةquot; اقتصاديا وبتوزيع افضل للثروات وخصوصا الثروة النفطية. وتدور المواجهات بين هاتين الحركتين والجنود الحكوميين المدعومين من ميليشيا الجنجويد العربية المتهمة بتجاوزات وممارسات عدة من بينها القتل والاغتصاب والنهب ضد المزارعين من اصول افريقية.

وفي حزيران/يونيو 2005، اعلنت المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في الجرائم التي وقعت دارفور بينما شكلت الخرطوم محكمة جنائية خاصة بدلا من المحكمة الجنائية الدولية، حسبما ذكرت السلطات. وقد نشر الاتحاد الافريقي في الاقليم قوة لحفظ السلام تضم حاليا نحو سبعة آلاف رجل مكلفين مراقبة احترام اتفاق لوقف اطلاق النار وقع في آذار/مارس 2004 لكنه ينتهك من قبل الجانبين باستمرار.

وخلافا للحرب الاهلية الدائرة منذ 1983 في الجنوب ذي الغالبية المسيحية والارواحية، لا ينطوي النزاع في دارفور على اي ابعاد دينية. فجميع سكان دارفور مسلمون من قبائل افريقية (الزغاوة والمساليت والفور..) وعربية.

وتقطن قبائل الفور ومعظمها من المزارعين، في المنطقة الوسطى ومن بينها سفوح جبل مره بينما تسكن قبائل افريقية اخرى من المزارعين الحضر، بينهم المساليت في المنطقة ايضا في حين تقطن الزغاوة ذات الاصول الافريقية شمال دارفور.

وتتألف دارفور التي تبلغ مساحتها حوالى نصف مليون كيلومتر مربع ثلاث ولايات هي شمال دارفور وغرب دارفور وجنوب دارفور. وهناك هضاب مرتفعة بقمم بركانية تبلغ ذروتها مع جبل مره (3071 مترا). وتملك المنطقة ثروات باطنبية من بينها النفط واليورانيوم والنحاس بينما تشكل تربية الماشية واحدة من الموارد الرئيسية لدخل السكان.

وكانت المنطقة منذ اعوام عدة مسرحا لهجمات قبلية بين الرحل والمزارعين، فضلا عن هجمات تشنها عصابات مسلحة. ولم يكن في المنطقة اي منظمات سياسية مسلحة حتى ظهور جبهة تحرير دارفور في شباط/فبراير 2003. وقد تحولت بعد شهر الى حركة تحرير السودان/جيش تحرير السودان.

وتدريجيا فرضت هذه الحركة نفسها لتصبح كبرى مجموعات التمرد وتضم عددا من المقاتلين اكبر بكثير من عديد قوات حركة العدالة والمساواة المنظمة التي ترتدي طابعا سياسيا اكثر والقريبة من تيار الزعيم الاسلامي حسن الترابي.

وحسب احد مسؤولي التمرد، هناك حوالى تسعة الاف مسلح quot;ناشطquot; تحت سيطرة حركة العدالة والمساواة في حين يبلغ عدد مسلحي حركة تحرير السودان نحو 16 الفا. ويؤكد المتمردون انهم يسيطرون على كل المناطق الريفية بينما يتمركز الجيش في المدن الكبرى في المنطقة على حد قولهم